شمر

منذ 2024-04-14

قال ﷺ:  «يا أبا ذرٍّ،اغتنم خمسًا قبل خمس: اغتنم شبابك قبل هَرمِك، وفراغك قبل شغلك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل مماتك».

الفرص تَمُرُّ مَرَّ السحاب، فاغتنموا فرص الخير...

 

انتهاز الفرصة، واغتنام الأوقات قبل ورود المشاغل، قبل الانشغال بالمرض، وقبل الانشغال بالفقر، وقبل الانشغال بالأولاد والزوجة، وقبل الانشغال بما سينزل به من الموت؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم:  «يا أبا ذرٍّ،اغتنم خمسًا قبل خمس: اغتنم شبابك قبل هَرمِك، وفراغك قبل شغلك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل مماتك».

 

وفي الحديث الآخر:  «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه» ؟.

 

على المسلم أن ينظر في أي شيء ينصرف وقته؛ قال بعض أهل العلم: رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعًا عجيبًا، إن طال الليل فبحديث لا ينفع، أو بقراءة كتاب وسمرٍ، قراءة كتاب في أي شيء، فيما لا ينفع، ككثير من القصص التافهة، والمجلات الماجنة، وإن طال النهار فبالنوم، البخاري رحمه الله كان يتمثل بهذين البيتين:

اغتنم في الفراغ فضل ركـــوع   **  فعسى أن يكون موتك بغتةْ 

كم صحيح رأيت من غير سقم   **  ذهبت نفسه الصحيحة فلتةْ 

 

إن الله لما أمر نبيَّه بالعبادة، أو بالصلاة، أتْبَعَ الصلاة بعمل آخر؛ قال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 7، 8].

 

وقد شارف علينا أشرف الشهور؛ موسم عظيم خصه الله بالتشريف والتكريم، وهو ميدان فسيح للتسابق في الطاعات، ومنحة لتزكية النفوس من الدرن والآفات؛ قال صلى الله عليه وسلم:  «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكفِّرات ما بينهن، إذا اجتُنبت الكبائر».

 

وفي هذا الشهر وقت طويل، وفسحة للعبادة والتشمير؛ قال تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148]؛ قال محمد الأمين الهروي: "سابقوا بالأعمال الصالحة قبل هجوم المحن المانعة منها، السالبة لشرطها المصحح لها".

 

فاستقبلوا شهركم بتوبة صادقة، واعقدوا العزم على اغتنامه، وعمارة أوقاته بالطاعة، فما الحياة إلا أنفاس معدودة، وآجال محدودة، واغتنموا شريف الأوقات، والمغبون من أدرك رمضان ولم يُغفَر له.

 

نسأل الله تبارك وتعالى بمنِّه وكرمه، أن يَمُنَّ علينا باغتنام الأوقات، ويعيننا على طاعته ورضاه، ويوفقنا لتلاوة كتابه، والعمل به، آناء الليل، وأطراف النهار، والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

_____________________________________________________
الكاتب: نورة سليمان عبدالله

  • 1
  • 0
  • 349

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً