من أقوال السلف في المرأة

منذ 2024-05-02

لسلف هذه الأمة رحمهم الله, أقوال في المرأة فيها فوائد كثيرة, بخلاف غيرهم ممن تكلموا في المرأة, من فلاسفة, وأدباء, وشعراء, وكتاب, وغيرهم.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فلسلف هذه الأمة رحمهم الله, أقوال في المرأة فيها فوائد كثيرة, بخلاف غيرهم ممن تكلموا في المرأة, من فلاسفة, وأدباء, وشعراء, وكتاب, وغيرهم.

وقد يسّر الله الكريم لي, فجمعتُ بعضًا من أقوال السلف في المرأة, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

  • المرأة الصالحة:    

& قال مقاتل بن حيان رحمه الله الصالحات فيما بينهن وبين ربهن مُصلحات لما وُلين

& قال ابن المبارك رحمه الله: سمعت سفيان رحمه الله يقول: الصالحات: يعملن الخير.  

& قال ابن جرير الطبري رحمه الله: الصالحات المستقيمات الدين, العاملات بالخير

& قال عبدالرحمن بن أبري, رحمه الله: مثل المرأة الصالحة عند الرجل, كمثل التاج المخُوص بالذهب على رأس الملك.

& قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من سعادة المرء: أن تكون زوجته صالحة, وأولاده أبراراً.

& قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: السعيد إذا حصلت له امرأة عَلِمَ دينها, ومال إليها,...عقد الخنصر على صحبتها.

& قال الإمام الغزالي رحمه الله: الإنسان...لو تكفل بجميع أشغال المنزل لضاع أكثر أوقاته, ولم يتفرغ للعلم والعمل, فالمرأة الصالحة المصلحة للمنزل عون على الدين بهذه الطريق.

& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تُنكَحُ المرأة لأربع: لمالِها، وحَسَبِها، وجمالها، ودينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّين تَرِبَتْ يداك» ، يعني عليك بها؛ فإنها خيرُ مَن يتزوجه الإنسان؛ فذاتُ الدين وإن كانت غير جميلة الصورة، لكن يُجمِّلُها خلُقُها ودينها، فاظفر بذات الدين تربتْ يداك

وقال رحمه الله: المرأة الدينة تعينه على طاعة الله, وتقوم بحق الزوج على الوجه الأكمل, وتسايره في أموره.

& قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: الأصل في المرأة الصالحة وفي المرأة المسلمة أن تلزم بيتها, إلا لما لا بدّ لها منه, ولو نظرت المرأة إلى هذه الحياة الدنيا, وأنها ميدان للتسابق في إعداد المنازل في الآخرة, لاستوحشت من الخلق, وأقبلت على ربها عز وجل, وهذا كمال.

  • المرأة الحافظة لزوجها:

& قال السدي رحمه الله: أي: تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله.

& قال الإمام البغوي رحمه الله: أي: حافظات للفروج في غيبة الأزواج, وقيل: حافظات لسرهم.

& قال العلامة السعدي رحمه الله: أي: مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب, تحفظ بعلها بنفسها, وماله, وذلك بحفظ الله لهن, وتوفيقه لهن, لا من أنفسهن, فإن النفس أمارة بالسوء, ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمّه من أمر دينه ودنياه.

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: يعني يحفظن ما غاب عن الناس, وهو السر الذي يكون في بيت الزوج, ويكون بينها وبين زوجها أيضًا, فتجد المرأة الصالحة لا يمكن أن يطلع على ما في بيتها أحد, بل إذا سئلت عما في بيتها قالت: نحن بخير.

فائدة: & قال الإمام الزركشي رحمه الله: امرأت عمران...واصلت بعلها باطناً وظاهراً ...فجعل الله لها ذرية طيبة وأكرمها بذلك, وفضلها على العالمين.

& إحدى امرأتي نبي الله إسماعيل, عليه الصلاة والسلام, لما سألها خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام, عن حالهم أثناء غياب إسماعيل عليه الصلاة والسلام شكت وتضجرت, فقال لها: قولي لزوجك إذا أتى أن يغير عتبة بابه[يعني: يطلقها], والثانية لما سألها عن حالهم اثنت خيرًا, فقال لها إبراهيم عليه الصلاة والسلام: إذا جاء زوجك فقولي له: يثبت عتبة بابه[يعني: يمسكها]

  • المرأة الحييَّة:

& قال الطاهر بن عاشور رحمه الله: قوله تعالى: {﴿  تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾} [القصص: 25]  المعنى أنها مستحية في مشيها, أي تمشى غير متبخترة, ولا متثنية, ولا مظهرة زينة.

& قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: الحياء من الأخلاق الفاضلة وخصوصًا في النساء

& قال الشيخ أبو بكر جابر الجزائري رحمه الله: الحياء والاحتشام زينة المرأة المسلمة.

  • المرأة العفيفة:

& قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: المرأة العفيفة المواتية جنة الدنيا.

  • المرأة الحوراء:

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الحور: جمع حوراء, وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة, البيضاء, شديدة سواد العين.

  • المرأة المليحة: 

& قال العلامة محمد بن الأمين الشنقيطي رحمه الله: مما وقع السؤال عنه في أثناء المذاكرة ثناء أدباء الشعراء على قصار النساء, كقول الشاعر:

من كان حرباً للنســــــــــــــــاء      فإنني سلــــــــــــــــم لهنّــــــــــــــــــه

فإذا عثرن دعوننـــــــــــــــــــــى       وإذا عثرت دعوتهنّـــــــــــــه

وإذا بـــــــــــــــرزن لمحـــــــــــــــفل        فقصارهـــــــــن مــلاحهنّه

مع أن القصر جداً وصف مذموم, كما يدل عليه قول كعب بن زهير:

        * لا يُشتكى قصر منها ولا طول *

ومعلوم أن كمال القامة, واعتدال القد وصف محمود فيهن.

فكان جوابنا عن المسألة أن قلنا لهم: إن القصر الذي يستحسنه الشعراء من النساء ليس هو القصر الذي هو ضد الطول, بل هو القصر في الخيام, فالقصار عندهم هن المقصورات في الخيام العاملات بقوله تعالى: {﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾}  [الأحزاب:33] وهو معنى معقول لأن الصيانة تصون ماء الملاحة ومعناها والابتذال يذهب ذلك كله

وقد بين كُثيِّر في شعره حلّ هذا الإشكال حيث قال:

وأنتِ التي حبّبت كل قصـــــــــيرة       إليّ وما تدرى بذلك القصـــــــائر

عنيتُ قصيرات الحجال ولم أُرد       قصار الخطا شر النساء البحاتر

والبحتر: القصير المجتمع الخلق, فالخراجة الولاجة لا ملاحة لها أبداً, وهي مذمومة عندهم.

فائدة:  كان بعض النساء تكثرُ من صلاة الليل, فقيل لها في ذلك, فقالت: إنها تحسِّنُ الوجه, وأنا أحبُّ أن يحسن وجهي.

  • المرأة الغيراء:

& قال القاضي عياض رحمه الله: الغيرة في النساء لفرط المحبة.

& قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الغيرة تحمل المرأة الكاملة الرأي والعقل على ارتكاب ما لا يليق بحالها

نصيحة: & قال العلامة العثيمين رحمه الله: مهما تَصافَتِ النساءُ بينهن، فلا بُدَّ من غَيْرة، لكن يجب على المرأة إذا غارت ألَّا تأْثَمَ.... الغيرة إذا زادت صارتْ غبرةً وليست غَيْرة، وتُتعِب المرأة تعبًا شديدًا.

  • المرأة السائحة:

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قوله تعالى: {﴿ سائحات ﴾}  أي: صائمات, قاله أبو هريرة وعائشة وابن عباس وعكرمة ومجاهد وابن جبير وعطاء والقرظي والسلمي وأبو مالك وإبراهيم النخعي والحسن وقتادة والضحاك والربيع بن أنس والسدي.

  • المرأة الغنية:

& قال الإمام ابن سيرين رحمه الله: انكح امرأة تنظر في يدك, ولا تنكح امرأة تكون أنت تنظر في يدها.

  • المرأة الجميلة الفاجرة:

& عن معمر عن قتادة, رحمهما الله قال: كان يقال: مثل المرأة الجميلة الفاجرة كمثل الخنزير في عنقه طوق من ذهب.

& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: كم من امرأة جميلة يتزوجها الإنسان رغبة في جمالها ثم تكون نكبة! تُدلُّ عليه بالجمال وتفخر عليه وتعلو عليه وتكون الحياة بعد ذلك نكداً وتنغيصاً.

  • المرأة السوء:

& عن عبدالله بن عمرو, رضي الله عنهما قال: ألا أخبركم بالثلاث الفواقر ! قيل: وما هن ؟ قال: إمام جائر إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر, وجار سوء إن رأى حسنة غطاها, وإن رأى سيئة أفشاها, وامرأة السوء إن شهدتها غاظتك, وإن غبت عنها خانتك.

& قال الإمام تبيع رحمه الله: الشرات الثلاث: لسان كذوب, وقلب فاجر, وامرأة سوء.

& عن عبدالرحمن بن أبري, رحمه الله قال: مثلُ المرأة السوء عند الرجل الصالح, مثل الحِمل الثقيل على الشيخ الكبير.

  • المرأة الكاسية العارية:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «صنفان من أهل النار لم أرهما...نساء كاسيات عاريات» ) [أخرجه الإمام مسلم]

& قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: أراد اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف, الذي يصف ولا يستر, فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة.

& قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله  بن باز رحمه الله: معناه كاسيات بثياب قصيرة، لا تستر، كالتي تلبس الثياب التي إلى الركبة, أو إلى بعض الفخذ، أو إلى بعض الساق، وتكشف الرأس، كل هذه كسوة عارية، فلا تكون الكسوة كافية إلا إذا كانت ساترة للمرأة كلها، فالنساء الكاسيات العاريات هن اللاتي يلبسن لباسًا لا يسترهن, إما لقصره, وإما لرقته, وإما لضيقه والعياذ بالله- حتى تبدو أحجام عورتها، هذه كاسية بالاسم، عارية في الحقيقة

& قال الإمام النووي رحمه الله: معناه:  كاسيات من نعمة الله, عاريات من شكرها. وقيل: تستر بعض بدنها, وتكشف بعضه, إظهاراً بحالها.

وقيل: تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها.  

وقال: كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير والاهتمام لآخرتهن

نصيحة:& قال الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله: فيا معشر النساء المسلمات, إن الله سبحانه شرفكن بالإسلام, وفضلكن به على سائر الأنام, متى قمتن بالعمل به على التمام, وأن المرأة بأخلاقها واعتدالها, لا بزيها وجمالها, فالزمن لباس الشرف, لباس الحشمة والفضيلة, وهو اللباس السابغ الساتر, لباس الجلال والكمال, لباس الحياء والوقار, لباس التقيات الأطهار, ولا ينجرف بكن الهوى, والتقليد الأعمى إلى مشابهة نساء الكفار, فحذار حذار أن تكن من نساء أهل النار اللاتي وصفهن رسول الله صلى عليه وسلم بأنهم الكاسيات العاريات.

& قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: يقال: امرأة سافرة إذا كشفت الغطاء والخمار عن وجهها.

فائدة: & قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: لم تزل عادة النساء قديمًا وحديثًا يستر وجوههن عن الأجانب.

& قال العلامة  محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: كان من الحكمة العظيمة وجوب ستر الوجه لأن الرجل إذا لم ير وجه المرأة لم يتغير نظره بالنسبة إلى امرأته, لكن إذا رأى امرأة كالشمس, وزوجته على خلاف ذلك, تعلق قلبه بهذه المرأة التي كالشمس, وزهد في امرأته.

نصيحة: & قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: أيتها المسلمة: إن الحجاب يصونك من النظرات المسمومة الصادرة من مرضى القلوب, وكلاب البشر, ويقطع عنك الأطماع المسعورة, فالزميه وتمسكي به, ولا تلتفتي للدعايات المغرضة التي تحارب الحجاب, أو تقلل من شأنه فإنها تريد لك الشر, كما قال تعالى {: ﴿ وَيُريدُ الذين يتبعون الشهواتِ أن تميلُوا ميلًا عظيمًا ﴾} [النساء:27]  

  • المرأة المتبرجة:

& قال العلامة بكر بن عبدالله  أبو زيد رحمه الله: التبرج: إظهار المرأة شيئًا من بدنها, وزينتها. والمرأة...إذا كشفت عما سوى الوجه من بدنها, أو الزينة المكتسبة, فهي متبرجة حاسرة

  • المرأة المترجلة:

& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: المرأة المتشبهة بالرجال تكتسب من أخلاقهم...ما قد يفضي ببعضهن  أن تظهر بدنها كما يظهره الرجال...وتفعل من الأفعال ما ينافي الحياء والخفر المشروع للنساء.

  • المرأة الناشز:

& قال العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله: أصل النشوز في اللغة الارتفاع, فالمرأة الناشز كأنها ترتفع عن المكان الذي يضاجعها فيه زوجها, وهو في اصطلاح الفقهاء الخروج عن طاعة الزوج.

& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: المراد بالنشوز: ترفع المرأة عن زوجها, بحيث لا تبذل ما يجب عليها من حقوق, أو تبذله لكن متبرمة متكرهة متمللة, لا يأنس بها ولا يركن إليها.

  • المرأة الجرّية:

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال الجوهري رحمه الله: السلفع من...النساء الجريّة السليطة.

  • المرأة العازمة النادمة:

& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: كثيراً ما تأتي المرأة إلى زوجها, وتُمسكه, وتُلحُّ عليه, وتُحرجه, ورُبما تُهدده أن يُطلق, فإذا طلَّق فهي أول من يبكي في مكانها وتندم, ولهذا يقولون في وصف النساء: ( العزَّامات النَّدَّامات )

وختامًا فينبغي الحذر من فتنة النساء, فهن أضر فتنة على الرجال, كما قال رسول الله عليه والصلاة والسلام, وهنّ من مصايد الشيطان وحباله, كما قال ذلك السلف & قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: النساء حبالة الشيطان.

& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: الشيطان قرآنه الشعرُ, ومؤذنه المزمار, ومصائدهُ النساء. كذا قاله قتادة وغيره من السلف

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: أن الله سبحانه ابتلى...الإنسان بعدو لا يفارقه طرفة عين, ينام ولا ينام عنه, ويغفل ولا يغفل عنه, يراه هو وقبيلُه من حيث لا يراه, يبذل جهده في معاداته في كل حال, ولا يدع أمراً يكيده به يقدر على إيصاله إليه إلا أوصله, ويستعين عليه ببني أبيه من شياطين الجن وغيرهم من شياطين الإنس, قد نصب له الحبائل,...والفخاخ والشباك, وقال لأعوانه:... اقعدوا على طرق المعاصي, فحسنوها في أعين بني آدم, وزينوها في قلوبهم, واجعلوا أكبر أعوانكم على ذلك النساء, فمن أبوابهن فادخلوا عليهم, فنعم العون هن لكم.

 

ــــــــــــــــــــ                        كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 0
  • 0
  • 907

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً