(شرف المؤمن قيام الليل)

منذ 2025-01-13

قَالَ جِبْرِيلُ للنَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ... وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزِّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاس»

روى الطبراني في الأوسط، وحسنه الألباني عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزِّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاس» [1].

 

معانـي المفردات:

فَإِنَّـكَ مَيِّـتٌ: أي آيل إلـى الموت عن قرب.

 

وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ: من خير، أو شر.

 

فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ: أي مقضي عليك بما يقتضيه عملك.

 

فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ: أي بموت، أو غيره، وما من أحد في الدنيا إلا وهو ضيف، وما بيده عارية، والضيف مرتحل، والعارية مؤداة.

 

شَرَفَ الْمُؤْمِنِ: أي عُلاه، ورفعته.

 

وَعِزِّهُ: أي قوته، وغلبته على غيره.

 

اسْتِغْنَاؤُهُ: أي اكتفاؤه بما قسم له.

 

عَنِ النَّاسِ: أي عما في أيديهم، أو عن سؤالهم مما في أيديهم.

 

ما يستفاد من الحديث:

1- الحث على قصر الأمر، والاستعداد للموت.

 

2- الحث على الانشغال بالطاعة، والتحذير من المعصية؛ فكل إنسان سيقضى عليه بما عمله.

 

3- فضيلة قيام الليل؛ فإنه سبب لرفعة المؤمن.

 

4- الاستغناء عن الناس سبب لعزة المؤمـن.

 


[1] حسن: رواه الطبراني في الأوسط (4278)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (73).

_______________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

  • 12
  • 0
  • 887
  • كمال عبد الله

      منذ
    *ݴࢦݼـهݴډ ﻋࢦـۍ ٮ۪صـﯾـࢪة (إلّا ࢦـﯾـعـٮ۪ـډݹںْ) (3)* *ڪانت ٮ۪ـﯾـعة العقبة من أهم العتبات التي عبر بها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى مرحلة تڪوين ݴࢦډݹࢦـة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة بهجرته بعدها من دار الاستصْعاف (مڪة) إلى دار ݴࢦںْصـࢪة ثم ݴࢦٺمڪيںْ (يثرب)، حيث كان عليه الصلاة والسلام يبحث عن هذه ݴࢦںْصـࢪة فيدور في المواسم يقول: (من يؤويني ويںْصࢪںْي حتى أبلّغ رسالات ربي) [صحيح ابن حبّان]، ولكن تلك القبائل ڪانت تخشى على نفسها ما خشيته قريش من قبولها دعوة هذا النبي عليه الصلاة والسلام (وَقَالُوا إِنْ نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا)، ولم يكن عند هذا النبي عليه الصلاة والسلام ومن معه من المستضعفين في مڪّة من المكاسب المتوقّعة ما يغري القبائل لأن تحتمل في سبيل ںْصࢪٺه الخسائر المؤكّدة من ﻋډݴݹة العرب والعجم لها، هذه الخسائر أدركها أصغر نقباء يثرب وهو أسعد بن زرارة رضي الله عنه، فبيّن لهم نتيجة قرارهم في خروج النبي عليه الصلاة والسلام إليهم أن (إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقـٺࢦ خياركم وأن يعضّكم ݴࢦںںںـيڡْ)، فاستبانت لمن يريد أن يسلك هذا الطريق مڪارهه، فلما أرادوا أن يعرفوا ثمرات هذا الطريق الشاق إن هم سلكوه، لم يزد عليه الصلاة والسلام على أن وعدهم بالجنة، فكان عقد ݴࢦٮ۪ـﯾـعـة بينهم (تؤووني وتمنعوني قالوا: نعم، فما لنا؟ قال: الجنة)، وبالأسلوب ذاته حذّر أسعد بن زرارة قومه بعد أن بين لهم حقيقة ݴࢦںْصـࢪة (فإما أن تصبروا على ذلك وأجرڪم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم جبناً فبيّنوا ذلك، فهو أعذر لكم، فقالوا: أمط عنا، فوالله لا ندع هذه ݴࢦٮ۪يعة أبداً فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط أن يعطينا على ذلك الجنة).* *فعلى هذه الصفقة الواضحة التي لا غشّ فيها ولا غبن ولا تدليس قامت ݴࢦډݹࢦـة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة الأولى، على أن يقدّم ݴࢦمںںںـࢦمݹںْ كل ما لديهم ࢦںْصرة دينهم، ولا يطلبوا مقابل ذلك غير الجنّة، مهما كان حجم التصْحيات والنفقات التي سيقدمونها.* *إن قصّة هذه ݴࢦٮ۪يعة يجب أن تكون من أهم المنارات للسائر في طريق العبوديّة لله، حتى يتّضح له المقصد، وتستبين له الرؤية، ويستقيم لديه المنهج، فيمشي سويّاً على الصراط المستقيم الذي يؤدّي به إلى الغاية الوحيدة له من كل أعماله في الدنيا وهي الجنّة، ولا يلتفت إلى السبل التي على رأس كلٍّ منها شيطانٌ يدعوه إلى النار.* *فوضوح الغاية وهي الجنّة والعلم بقيمتها (ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله الجنّة)، ومعرفة السبيل إليها وهو اتباع النبي عليه الصلاة والسلام، هما الضمانة للمسافر في طريق العبوديّة لله ألّا ينحرف في الطريق فينتقل من تيه إلى تيه، وهو يحسب أنّه يحسن صنعاً، وبمقدار التزام العبد بذلك يسهل عليه تجاوز العقبات التي في طريقه (حُفّت الجنّة بالمكاره)، وتجنّب أسباب الانحراف عن هذا الطريق المتمثّلة بالشهوات والشبهات، فمن حصر همّه ببلوغ المراد، اجتهد في البحث عن الطريق الذي يبلغه به، ولم يلتفت لبنيّات الطريق.* *ويستوي للعابد في ذلك كلّ عمل، من إماطة الأذى عن الطريق حتّى إقامة (لا إله إلا الله)، إذ كلّها درجات يسمو بها في طريق بلوغه الجنّة، وعلى هذا الأساس أقام رسول الله ﷺ ډݹࢦـة ݴࢦݴںںںـࢦݴ۾.* *فبعد سنوات من العمل في مكّة الذي تركّز على ٺـݹﺣـﯾډ الله وترسيخه في النفوس، وإعلان البراء من ݴࢦمݾࢪڪﯾںْ وفعالهم التي أخرجتهم عن ݴࢦٺـݹﺣـﯾډ، حان الوقت لإقامة ډݴࢪ ݴࢦݴںںںـࢦݴ۾ التي سيكون فيها ݴࢦډيـںْ كلّه لله عزّ وجلّ، ولما كانت إقامة هذه الدار ستزيد من حدّة ﻋداء ݴࢦمݾࢪڪﯾںْ لهذا الدين ومن رغبتهم في استئصاله، كان من الضروري الانتقال بالمؤمنين من مرحلة إقامة هذا ݴࢦډيـںْ في أنفسهم إلى الاستعداد ࢦࢦډڡْݴ؏ عنه بأنفسهم وأموالهم.* *مقتطف من صحيفة ݴࢦںْـٮ۪ݴ العدد الأول السنة السابعة - محرم 1437 هـ*
  • منير الخالدي

      منذ
    من آيات تعذيب الله لأمم الكفر بيننا قد أبقى الله تعالى بحكمته من بقايا ملكهم ما فيه معتبر لأولى الألباب، فتلك بيوتهم خاوية وقد غدت أثرًا بعد عين وأطلالا لا حياة فيها ولا حراك، كما قال تعالى: { أَوَلَمۡ یَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ یَمۡشُونَ فِی مَسَـٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتٍۚ أَفَلَا یَسۡمَعُونَ }، قال ابن كثير: "أي: وهؤلاء المكذبون يمشون في مساكن أولئك المكذبين، فلا يرون فيها أحدًا ممن كان يسكنها ويعمرها، ذهبوا منها، ( كأن لم يغنوا فيها ) كما قال: ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا).. ولهذا قال هاهنا: ( إن في ذلك لآيات ) أي: إن في ذهاب أولئك القوم ودمارهم وما حلّ بهم.. لآيات وعبر ومواعظ ودلائل متظاهرة". [ إفتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم - العدد: 441 ]
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض - إلّا ليعبدون (5) هذه الاستجابة الفريدة من الصحابة للتحريض على الجهاد، التي بلغت حدّ أن يستبطئ أحدهم المدّة القليلة التي سيقضيها في تناول التمرات، فيعتبرها فترة طويلة تفصله عن الجنّة إن بقي على قيد الحياة حتى يقضيها، وأن يندفع سبعة من المجاهدين في إثر بعضهم، وكلٌ منهم يرى أو يعرف مصرع من استجاب لتحريض النبي عليه الصلاة والسلام قبله، فلا يثنيه ذلك عن أن يقتل بعده، وهكذا حتى يهلكوا جميعهم، هذه الاستجابة لم تكن -ولا شك- وليدة اللحظة، بل هي نتيجة الارتباط الدائم في الذهن بين العمل الصالح وجزائه، واليقين بأن أعظم ما يناله المسلم لقاء عمله الصالح هو الجنّة، وأن حياته كلّها ما هي إلّا وسيلة لبلوغ الجنّة، فإن بذلها في أي لحظة من اللحظات وهو يعرف أنّه سينال ما تمنّى فقد حقّق غاية مراده من جهاده. وعلى هذا المنهج يجب أن تسير الجماعة المسلمة في كل وقت وحين، فتكون الآخرة حاضرة في الخطابين التحريضي والدعوي، فلا يتحول التحريض على الجهاد بخلوه من الترغيب بما عند الله والحرص على التوكل عليه وحصره بالترغيب بالمجد والغنيمة والنكاية بالخصوم إلى ما يشبه الخطابات العاطفية التي يلقيها القادة والزعماء من كل الأمم حتى الجاهلية منها على الأنصار والمقاتلين ليزيدوا من حماستهم للقتال والفتك بالأعداء، ولا يجب أن تخلو دروس التوحيد والفقه من الارتباط بالغاية من تحقيق التوحيد وتصحيح العبادات وهي الجنة التي سيدخل الله فيها من يحقق ذلك. فطالما أن الجنّة حاضرة في الذهن، والرغبة في الوصول إليها، والخوف من تفويتها أو تفويت درجاتها العليا، دائمة الاتّقاد، وتوفّرت المعرفة بالطريق الصحيح لبلوغها، والعزيمة للسير على هذا الطريق الشاق، فإنّ الفلاح سيكون مرافقاً لهذا السالك، أما إذا اختلّ لديه أيٌّ مما سبق فالانحراف والفشل والتراجع ستكون في الغالب نتائج تلحق به وتعيقه عن إكمال الطريق. إن الاستشهادي على سبيل المثال نوع من الجنود فريد، لا يمكن تحصيله أو إنتاجه في أطول المعسكرات وأشقّها وأكثرها تعليماً، ولكن آية واحدة أو حديثاً أو أثراً مما يشوّق إلى الجنّة، ويدفع إلى طلب مرضاة الله، قد تنتج مثل هذا الجندي الفريد، الذي يمثل أسمى النماذج لحرص المجاهد على بلوغ غاية جهاده، واستعجاله ذلك، وطلبه بإلحاح وعزيمة. إن الجنود الذين يعوَّل عليهم لإقامة دين الله كما أراد الله عزّ وجل لا يمكن إعدادهم إلا بتربية إيمانيّة حقيقيّة، يكون الترغيب بالجنّة والتخويف من النار من أهم أركانها، ويبنى على ذلك ما تبقّى من أسس الدين وأركانه، إذ حتّى توحيد الله لا يمكن بناؤه إلا على هذا الأساس، فالمسلم لا يلتزم طريق التوحيد الشاق، ويترك طرائق الشرك إن لم يكن قائده في ذلك طلب الجنة والاستعاذة من النار. وليعلم المجاهد أن أعداء الدين قد يحقّقون بعضاً من غاية قتالهم، من استيلاءٍ على الأرض أو تقتيل للمجاهدين أو نهب للخيرات، ولكن ما لا يستطيعون بلوغه ولن يستطيعون بلوغه أبداً هو أن يقفوا حائلاً في طريق الجنّة، وهي غاية كل مجاهد في سبيل الله. فمهما فقد من الأحباب، وغُلب في المعارك، وفاتته الغنائم، وتراجع عن المناطق التي كان يسيطر عليها، فسيبقى مستمسكاً بطريق الجهاد، لأنّه على يقين أنّه طريق الجنّة، التي إن لم ينلها في هذه الأرض، أو هذه المعركة، فلعلّه ينالها في أرض أخرى أو معركة أخرى، فيرفع الله مقامه فيها بما قام به من الصالحات، أو ناله من المصاعب والمشقّات في الفترة بين المعركتين، وأثناء انتقاله بين الأرضين. مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ – العدد (3) السنة السابعة - السبت 17 محرم 1437 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً