شجاعة الزبير بن العوام في معركة بدر

منذ يوم

روى البخاري في صحيحه من حديث عروة قال: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف، إحداهن في عاتقه، قال: إن كنت لأدخل أصابعي فيها، قال: ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة في اليرموك.

 

د. أمين بن عبدالله الشقاوي

 

روى البخاري في صحيحه من حديث عروة بن الزبير قال: قال الزبير: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص، وهو مدجج لا يرى منه إلا عيناه، وهو يكنى أبو ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة[1] فطعنته في عينه فمات.

 

قال هشام: فأخبرت أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه، ثم تمطأت، فكان الجهد أن نزعتها، وقد انثنى طرفاها. قال عروة: فسأله إياها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذها، ثم طلبها أبو بكر فأعطاه، فلما قبض أبو بكر سألها إياه عمر فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها، ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل علي، فطلبها عبد الله بن الزبير فكانت عنده حتى قتل[2].

 

روى البخاري في صحيحه من حديث عروة قال: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف، إحداهن في عاتقه، قال: إن كنت لأدخل أصابعي فيها، قال: ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة في اليرموك.

 

قال عروة: وقال لي عبدالملك بن مروان حين قتل عبدالله بن الزبير: يا عروة، هل تعرف سيف الزبير؟ قلت: نعم، قال: فما فيه؟ قلت: فيه فلَّة[3] فلَّها يوم بدر، قال: صدقت، بهن فلول من قراع الكتائب[4]، ثم رده على عروة. قال هشام: فأقمناه بيننا ثلاثة ألاف، وأخذه بعضنا، ولوددت أني كنت أخذته[5].

 

قال الحافظ في الفتح: قوله: صدقت بهن فلول من قراع الكتائب هذا شطر من بيت مشهور من قصيدة مشهورة للنابغة الذبياني، وأولها:

كليني لهمٍّ يا أميمة ناصب 

وليل أقاسيه بطيء الكواكب 

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم 

بهن فلول من قراع الكتائب 

 

وهو من المدح في معرض الذم، لأن الفل في السيف نقص حسي لكنه لما كان دليلاً على قوة ساعد صاحبه، كان من جملة كماله. [6]

 

وفي رواية أخرى عن عروة قال: وكان سيف الزبير بن العوام محلى بفضة[7].

 

وروى البخاري في صحيحه من حديث عروة بن الزبير: أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك؟ فقال: إني إن شددت كذبتم، فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلاً، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضربها يوم بدر. قال عروة: كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير، قال عروة: وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ، وهو ابن عشر سنين، فحمله على فرس، ووكل به رجلاً[8].

 


[1] العنزة: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئاً، وفيها سنان مثل سنان الرمح، والعكازة قريب منها، النهاية في غريب الحديث (4 /308).

[2] ص759-760 برقم (3998) كتاب المغازي، باب.

[3] الفلة: الثملة في السيف، وجمعها: فلول. النهاية في غريب الحديث (3 /472).

[4] أي قتال الجيوش ومحاربتها.

[5] ص755 برقم (3973) كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل.

[6] فتح الباري (7 /300).

[7] ص755 برقم (3973) كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل.

[8] ص755 برقم (3975)، كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل.

  • 0
  • 0
  • 73

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً