غزة.. إذا ضاق الأمر اتسع

منذ 2024-10-26

هي قاعدة يحتاجها كل إنسان، خاصة المكلومين الذين هم في وقت المحن والفتن والقلاقل، ويعيشون ظروفًا تزيغ فيها الأبصار، وتبلغ منها القلوبُ الحناجرَ.

هي قاعدة فقهية، نعم، ولكنها قاعدة سارية في كل شؤون الحياة، هي قاعدة تبعث الأمل في النفوس اليائسة، وتزرع الروح في القلوب الآيسة، مَن تشبَّع بمعانيها أحس بدفء الأمن والراحة والسَّعَةِ، ومن حُرمها عاش حياة الخوف والضنك والضيق.

 

هي قاعدة يحتاجهـا كل إنسان، خاصة المكلومين الذين هم في وقت المحن والفتن والقلاقل، ويعيشون ظروفًا تزيغ فيها الأبصار، وتبلغ منها القلوبُ الحناجرَ.

 

هي قاعدة تحذر المجرمين الذين يُسيمون المستضعفين سوءَ العذاب، ويُذيقونهم ألوانًا من النَّكال، وتُنذر المتقلبين في السَّعَةِ والرفاهية المقرونتين بالظلم والطغيان، تنذرهم بالضيق والزوال وسوء العاقبة والمآل.

 

وإن هذه الأهوالَ والزلازلَ التي يعيشها إخواننا في غزة، وتلك الجرائمَ العظامَ التي يرتكبها الكيان الصهيوني المارق، وهذا الحقدَ وذلك الغضبَ الذي يخرج من تلك القلوب الشريرة، وتترجمه القنابل الملقاة على رؤوس المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، وعلى الحيوان والشجر والحجر كذلك - لَهِي من الضيق الذي كُتبَ على هذه الطائفة المباركة؛ ليحصل لها الوعد الحق بتحرير المسجدِ الأقصى والأرضِ المباركة من أقبح الاحتلالات التي عرفها التاريخُ، ومن أشقى الخلق الذين غضب الله عليهم، وجعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت.

 

إنه لَضيق فعلًا، وإنها لمعاناة صدقًا، وهي والله مِحَنٌ يشيب منها الوِلْدان، ومشاقٌّ صِعابٌ لا يصبر عليها إلا من صبَّره الله تعالى، وأنزل السَّكِينة والطمأنينة في قلبه.

 

 

أَفَيدوم هذا الضيق؟ أسيُرفعُ هذا البلاء؟ أتنجلي هذه المحنة؟ أتنفرج هذه الكربة؟

 

نعم، إن شاء الله تعالى ستنفرج، وسيتسع الأمر بعد أن ضاق، وسيأتي النصر بعد حصول اليأس؛ وذلك ظنُّنا بربنا القائل: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، والقائلِ أيضًا: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف: 110]، والقائلِ كذلك: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6].

 

فَظُنُّوا بربكم خيرًا، وقدِّموا لإخوانكم ما تستطيعون، وادعوا الله تعالى أن ينصرهم، ويوسِّع عنهم بعد هذا الضيق.

___________________________________________________
الكاتب: عبدالمجيد هلال

  • 2
  • 0
  • 353
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    (وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار الغرب والشرق، وحقيقتها الحرية المطلقة، المنافية للعبودية المطلقة لله تعالى، أي: أن يقول أو يفعل المرء ما شاء ومتى شاء، وكيفما شاء، دون ضابط من دين أو شرع، طالما أنه يوافق رغبته وهواه، فيصبح الهوى بذلك الأساس المتبع والسيد المطاع، وبعبارة أوضح وأكثر صراحة: الإله المعبود كما قال الله تعالى: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ }. • اقتباس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 457

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً