تحديد ساعة الإجابة
قَالَ ﷺ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ -يُرِيدُ- سَاعَةً، لَا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عز وجل شَيْئًا، إِلَّا أَتَاهُ اللَّهُ عز وجل ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ».
روى أبو داود وصححه الألباني عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ -يُرِيدُ- سَاعَةً، لَا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عز وجل شَيْئًا، إِلَّا أَتَاهُ اللَّهُ عز وجل ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ»[1].
قال الترمذي رحمه الله: «رأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وغيرهم أن الساعة التي ترجى بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، وبه يقول أحمد، وإسحاق»[2].
وقال الإمام أحمد رحمه الله: «أكثر الأحاديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر، وترجى بعد زوال الشمس»[3].
معاني المفردات:
فَالْتَمِسُوهَا: أي فاطلبوها.
بَعْدَ الْعَصْرِ: أي بعد صلاة العصر.
روى أبو داود وصححه الألباني عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، مِنْ حِينَ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا».
قَالَ كَعْبٌ: ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ.
فَقُلْتُ: «بَلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ».
قَالَ: فَقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ، فَقَالَ: صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي مَع كَعْبٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَخْبِرْنِي بِهَا.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ.
فَقُلْتُ: كَيْفَ هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي»، وَتِلْكَ السَّاعَةُ لَا يُصَلِّي فِيهَا.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ»؟ قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هُوَ ذَاكَ[4].
معاني المفردات:
تِيبَ عَلَيْهِ:أي وُفِّق للتوبة، وقُبلت التوبة منه، وهي أعظم المِنة عليه.
مُسِيخَةٌ: أي مُصغية.
مِنْ حِينَ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ: لأن القيامة تظهر يوم الجمعة بين الصبح، وطلوع الشمس.
شَفَقًا: أي خوفا.
مِنَ السَّاعَةِ: أي من قيام القيامة، وإنما سميت ساعة لوقوعها في ساعة.
إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ: أي لا يعلمون ذلك، أو أنهم لا يلهمون بأن هذا يوم يحتمل وقوع القيامة فيه.
صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: في هذا معجزة عظيمة دالة على كمال علمه صلى الله عليه وسلم مع أنه أمي حيث أخبر بما خفي على أعلم أهل الكتاب.
فَهُوَ فِي صَلَاةٍ: أي في حكم المصلي.
هُوَ: أي المراد بالصلاة.
ذَاكَ: أي الانتظار، وقيل: أي الساعة الخفيفة آخر ساعة من يوم الجمعة، وتذكير الضمير باعتبار الوقت.
ما يستفاد من الحديث:
1- الحث على الدعاء آخر ساعة يوم الجمعة؛ لأنه مستجاب.
2- أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة.
3-خلق آدم عليه السلام يوم الجمعة، وفيه أدخل الجنة، وفيه أُخرج منها.
4-قد تخفى الفتوى على كبار الصحابة رضي الله عنهم.
5- فضيلة انتظار الصلاة.
6- لن تقوم القيامة إلا يوم جمعة.
7- عظيم أهوال القيامة.
[1] صحيح: رواه أبو داود (1048)، والنسائي (1389)، وصححه الألباني.
[2] انظر: سنن الترمذي (2/ 360).
[3] انظر: سنن الترمذي (2/ 360).
[4] صحيح: رواه أبو داود (1046)، والنسائي (1430)، وأحمد (10303)، وصححه الألباني.
________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
- التصنيف:
عنان عوني العنزي
منذ