ما صح من الأحاديث في وصف منكر ونكير
صح في صفة الملكين المُوكّلين بسؤال الميت ، أنهما أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما : المنكر ، والآخر : النكير .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أولا :
صح في صفة الملكين المُوكّلين بسؤال الميت ، أنهما أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما : المنكر ، والآخر : النكير .
فقد روى الترمذي (1071) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « ( إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ ، فَيَقُولَانِ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ ، فَيَقُولُ : أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ ، فَيَقُولَانِ : نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ» .
وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ : «سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي . فَيَقُولَانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ ، فَيُقَالُ لِلأَرْضِ : الْتَئِمِي عَلَيْهِ ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ ، فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ » [والحديث حسنه الألباني في صحيح الترمذي] .
وأما حديث عمر رضي الله عنه الذي أشرت إليه ، فقد رُوي من طرق ضعيفة ، منها ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6738) مرسلا عن عمرو بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر : ( « كيف بك يا عمر بفتاني القبر إذا أتياك يحفران الأرض بأنيابهما ، ويطآن في أشعارهما ، أعينهما كالبرق الخاطف ، وأصواتهما كالرعد القاصف ، معهما مزربة لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها . قال عمر : وأنا على ما أنا عليه اليوم ؟ قال : وأنت على ما أنت عليه اليوم . قال : إذاً أكفيكهما إن شاء الله » ) .
قال العراقي في تخريج الإحياء (4/223) : " أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور هكذا مرسلا ورجاله ثقات . قال البيهقي في الاعتقاد : رويناه من وجه صحيح عن عطاء بن يسار مرسلا .
قلت : ووصله ابن بطة في الإبانة من حديث ابن عباس ، ورواه البيهقي في الاعتقاد من حديث عمر وقال غريب بهذا الإسناد تفرد به مفضل ، ولأحمد وابن حبان من حديث عبد الله بن عمر فقال عمر : أترد إلينا عقولنا ؟ فقال " نعم كهيئتكم اليوم " فقال عمر : بفيه الحجر " انتهى .
وقال الأستاذ فريح بن صالح البهلال ، في تحقيق "الاعتقاد" للبيهقي ، (ص 254) بعد أن أشار إلى الطرق الضعيفة : " ولعله بهذه الطرق والشواهد يكون إسناده حسنا " انتهى .
ثانيا :
الأسئلة التي يوجهها الملكان للميت في قبره هي : من ربك ؟ وما دينك ؟ وما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟
والله أعلم .
- التصنيف:
- المصدر: