وسطية أهل السنة في باب كرامات الأولياء

منذ 2024-10-22

الكرامة أمرٌ خارق للعادة يُظهره الله - تعالى - لمَن يشاء من عباده المؤمنين، غير مقارن لدعوى النبوَّة، فإنْ لم يكن مقرونًا بالإيمان والعمل الصالح، فهو استدراج...

الكرامة أمرٌ خارق للعادة يُظهره الله - تعالى - لمَن يشاء من عباده المؤمنين، غير مقارن لدعوى النبوَّة، فإنْ لم يكن مقرونًا بالإيمان والعمل الصالح، فهو استدراج[1].

 

ومن أصول أهل السُّنَّة التصديقُ بكَرامات الأولياء، وما يجري الله على أيديهم من خوارق وعادات في أنواع العلوم والمكاشفات والتأثيرات، وأنَّ الكشف والكرامة ليسا بحجَّةٍ في أحكام الشريعة المطهَّرة، ولا يمتاز صاحب الولاية والكرامة عن آحاد المسلمين في شيءٍ من الزي والعمل والقول، ولا يختصُّ بالنذر وغيره ممَّا ينبغي لله سبحانه، فهم وسط في هذا الباب بين المتصوِّفة الذين غلوا في شأن الكرامة، وأفرَطوا وتجاوزوا فيها الحدَّ، حتى ادَّعوا للأولياء - باسم الكرامة - ما هو من خصائص الله وحدَه.

حتى قال بعضهم: إنَّ لله عبادًا لو شاؤوا من الله ألا يُقيم القيامة لما أقامها، وبين المعتزلة الذين جفوا في شأن الكرامة، وفرَّطوا فيها، ونفوا وقوعها، بحجَّة أنَّ الخوارق لو جاز وقوعُها من الأولياء لالتبس النبيُّ بغيره؛ إذ الفرق بينهما - عندهم - إنما هو المعجزة، وبنوا على ذلك ألا يجوز ظهور خارقٌ إلا لنبيٍّ [2].

 


[1] ينظر: "قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر" ص (100).

[2] وسطية أهل السنة والجماعة، الموسوعة الحرة.

___________________________________________________
الكاتب: الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

  • 1
  • 0
  • 176
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    دماء الموحّدين في جزيرة العرب.. قرابين الطواغيت لأسيادهم • مضى قرن من الزمن تقريبا على إحدى أكبر الخدع التي تعرّض لها المسلمون في التاريخ، حين خرجوا ينصرون رجلا زعم أنه من أهل التوحيد، ويريد قتال أهل الشرك والتنديد، فخرجت قبائل الجزيرة تنصر هذا الرجل على أعدائه وهي تأمل منه أن يعيد سيرة أجداده من الموحدين، فيكونوا معه كما كان إمامهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع جده محمد بن سعود رحمهم الله، فقاتلوا تحت راية عبد العزيز، وهم يظنون أنما ينصرون أخاً أطاع الله فجاهد في سبيله، حتى كُشف لهم زيف هذا الرجل وعمالته للصليبيين، الذي ما إن استتب له الأمر حتى كان أول ما يتقرب به للإنكليز هو قتله للموحدين في وقعة (السبلة) المشهورة وما بعدها، ليتمكن من تثبيت حكمه الطاغوتي، الذي رعاه الصليبيون من الإنكليز والأمريكيين طيلة الفترة الماضية. استمر الخداع طويلا، وساعد الطاغوتَ السعوديَّ - وأبناءه من بعده - في ذلك جيشٌ من علماء السوء، الذين يعرفون الحق ويفتون بخلافه، والذين جعلوا من الحفاظ على حكم آل سعود لجزيرة العرب قضية الإسلام الكبرى، في حين جعل طواغيت آل سعود من محاربة الإسلام في كل مكان قضيتهم الكبرى، وتدرّج هؤلاء في حربهم الإسلام، من المساهمة فيها بتمويل أعداء الله أيّاً كان نوعهم، بفتاوى مَن وظفوهم من العلماء، وصولا إلى المشاركة الفعلية في هذه الحرب، كما فعلوا بدخولهم في التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية، ومشاركة طيرانهم في حملات القصف الجوي على العراق والشام. ومثلما فعل أبوهم (عبدالعزيز) عندما كان قربانُ عمالته للإنكليز قتلَه الموحدين، الذين خدعهم وأقام دولته بدمائهم، فإن أبناءه وأحفاده اليوم يكملون المسيرة المخزية ذاتها، ففي ظل المنافسة على الحكم بينهم يطرح كل منهم ما عنده من إثباتات وبراهين على قدرته على حرب الإسلام والمسلمين، وهدم التوحيد، ومناصرة الشرك وأهله، ويتنافسون في ذلك أيّما تنافس، فإن كان (محمد بن سلمان) يقاتل الموحدين خارج حدود مملكة أبيه بطائراته وتحالفاته، بحكم سيطرته على (وزارة الدفاع)، فإن (محمد بن نايف) لديه مشاريع كبرى للحرب على الموحدين داخل حدود مملكة جدِّهِ، بحكم سيطرته على (وزارة الداخلية)، لن يكون آخرها إعدام الموحدين ممن قضوا سنين طويلة في سجون الطواغيت من آل سعود. إن قتل الموحدين عموما، والعلماء الصادعين بالحق خصوصا، هو منهج الطواغيت والفراعنة في كل زمان ومكان، فلا غرابة إذن فيما فعله طواغيت آل سعود اليوم بقتلهم العشرات ممن نحسبهم من خيرة الموحدين، بل من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا نزكّي على الله أحدا، ولا غرابة أيضا من تأييد علماء السوء الموظفين في بلاط آل سعود لقتلهم، بل وإظهار الفرح بحدوث ذلك، ولا بسكوت عملاء آل سعود من فصائل الصحوات عن الأمر، بعدما ملؤوا الدنيا بكاء ونحيبا على قتلى الصليبيين في غزوة باريس المباركة. لقد أعلن طواغيت آل سعود بفعلهم هذا عن سياستهم الجديدة، ألا وهي حشدهم الموحدين في السجون، وجعلهم بمثابة الرهائن لديهم، يهددون بهم المجاهدين، وبأنهم سيردون على أي تهديد لهم بقتل من بيدهم من الأسرى، وهي سياسة خبيثة سبقهم بها الكثيرون وعلى رأسهم النصيرية في الشام والرافضة في العراق، ولم تُجْدِ - بفضل الله - نفعا، ولم تَحمِهم من السقوط والانهيار على أيدي المجاهدين. إن الدولة الإسلامية - بفضل الله - تسعى دائما لفك الأسرى، ولكن في حسابها دائما، أنّ الانتهاء من قضايا الأسرى لا يكون إلا بإزالة حكم الطواغيت، ثم تدمير سجونهم وتسويتها بالأرض، كما فعلت مع سجون (بادوش) و(الجرائم الكبرى) و(تسفيرات تكريت) و (تدمر) وغيرها، لتتبعها - بإذن الله - قريبا سجون (الحائر) و (الطرفية) وغيرها من سجون آل سعود. ◾ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 12 السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ المقال الافتتاحي: دماء الموحّدين في جزيرة العرب.. قرابين الطواغيت لأسيادهم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً