شرح (الدعاء لـمن صنع إليك معروفا)

منذ 2024-12-09

قال بعضهم: إذا قصرت يداك بالمكافأة، فليطل لسانك بالشكر والدعاء

 

الدُّعَاءُ لِـمَنْ صَنَعَ إلَيْكَ مَعْرُوفاً

«(جَزَاكَ اللهُ خَيْراً)»

صحابي الحديث هو أسامة بن زيد رضى الله عنهما.

والحديث بتمامه؛ هو قوله صلى الله عليه وسلم (مَنْ صُنِع إليه معروف، فقال لصاحبه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء).

قوله:(جزاك الله خيراً)أي: خير الجزاء، أو أعطاء خيراً من خيري الدنيا والآخرة.

قوله: (فقد أبلغ في الثناء) أي: بالغ في أداء شكره، وذلك أنه اعترف بالتقصير، وأنه ممن عجز عن جزائه وثنائه، ففوض جزاءه إلى الله، ليجزيه الجزاء الأوفى.

قال بعضهم: إذا قصرت يداك بالمكافأة، فليطل لسانك بالشكر والدعاء

الدُّعَاءُ لِـمَنْ قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ

«(وَلَكَ)»

صحابي الحديث هو عبدالله بن سرجس رضى الله عنه.

والحديث بتمامه؛ هو قوله رضى الله عنه: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكلت من طعامه، قلت: غفر الله لك يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم (ولك)، قال: قلت لعبدالله: استغفر لك؟ قال: نعم ولكم، ثم تلا هذه الآية» : " {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالـْمُؤْمِنَات } "

  • 0
  • 0
  • 93
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا • عذاب الله للقاعدين نافذ فيهم وكلٌّ يصيبه ذلك العذاب، إما ضنك في الحياة وضيق عيش وهذا لا يكاد يسلم منه قاعد من القاعدين، حيث أن أعظم نعم الجهاد ذهاب الهم والغم كما قال عليه الصلاة والسلام: (الجهاد باب من أبواب الجنة ينجي من الهم والغم) [الطبراني]، فمن ترك الجهاد لم يخطئه هم ولا غم، وهذا مشاهد في أحوال القاعدين زفراتهم وآلامهم وأكدارهم لا تنتهي. وعذاب آخر يعذب به القاعد في تلك الأشياء التي تسببت بصده عن الجهاد من مال أو ولد أو غيره، كما قال الله عن المنافقين: { فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ } ومن جنس هذا العذاب أن تحصل الجفوة والفرقة بين المرء وأهله وأقاربه وتفسد ذات بينهم بسبب ترك الجهاد، وهم الذين غالبا من منعه وثناه عن الجهاد، يشهد لهذا قول الله تعالى: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }، قال ابن كثير: "أي: عن الجهاد ونكلتم عنه، { أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } أي: تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجاهلية الجهلاء، تسفكون الدماء وتقطعون الأرحام" [التفسير]، وهذا يصيب كثيرا من الناس فتجدهم لما أطاعوا ذويهم بترك فريضة الجهاد المتعين؛ عذبهم الله بأن جعل بأسهم بينهم، فقتل هنا وحرب هناك، ومشكلة هنا وجريمة هناك، وكل ذلك عذاب عجّل عليهم في الدنيا والله المستعان. وهكذا فما كان سببا في ترك الجهاد يتحول إلى عذاب في ذاته وهذا من عدل ربنا جل وعلا، وإن ترك ذلك الشيء لله، تولاه الله له ورعاه وربّاه، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. ونظير هذا أيضا حلول الدمار والخراب في ديار القاعدين عن الجهاد بعد أن نكلوا وتقاعسوا عن الجهاد ظنا منهم أنه سبب دمار البلاد وخرابها، فإذا الذي يخشونه يلاحقهم، وذلك بتسلط الطواغيت على ديارهم وممتلكاتهم واستمرائهم في التعدي على بيوتهم ومساكنهم فتجرف بيوت وتهدّم ويهجّر آخرون ويضطهدون، أو ما ينشب بين الطواغيت أنفسهم من حروب تطال من بين ظهرانيهم من الناس، وذلك دون أي اعتبار لدماء المسلمين ولا أموالهم، ولو جاهد الناس في سبيل ربهم لكان خيرا لهم. ومنه العذاب المعنوي بتقريع القاعد أن الله في غنى عنه وذاك في قوله تعالى: { وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا } وأن الله سيستبدل به من هو خير منه؛ لأنه الأذل والأدنى، كما قال سبحانه: { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }. ومن ذلك أيضا أن يُفتن عن دينه بانتكاسة وتراجع حتى عن الاستقامة على طاعة الله أحيانا، تحت حجة ضغط الواقع، كما زعم قوم أن الجهاد فتنة فإذا هم ساقطون في الفتنة، قال الله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا } وأكبر منها أن يعذب بسقوطه في موالاة الطواغيت والتذلّل إليهم لخوف أو شهوة أو شبهة، فيذهب دينه والعياذ بالله ومردّ ذلك حب الدنيا وكراهية الموت وهذا عذاب شديد حين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف فـ { كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ }، وقد رأينا بعض الذين تركوا الجهاد وفارقوا ساحاته، انتهى بهم المطاف جنوداً وعبيداً للطاغوت بعد أن كانوا جنوداً وعبيداً لله، وبالجملة فإن القعود معصية لله رب العالمين ووقوع فيما فيه سخطه سبحانه، وخصلة من خصال المنافقين وكبيرة من كبائر الذنوب، ولو تفكر القاعد في الوعيد الذي كررته آيات القرآن في حق القاعدين، لما أمن من مكر الله، ولأصبح حريصاً للنفير طالباً للجهاد، خاشياً أن ينزل عليه العذاب، أو يأتيه الموت وهو على ذلك. وفي مقابل حال القاعد: حال المجاهد الذي تظافرت النصوص الشرعية في بيان فضله وعلو منزلته ومنه على سبيل المثال قوله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } فيكفي نعمة الهداية واطمئنان القلب بالإيمان ثمرة من ثمار الجهاد تمتد من الدنيا إلى الآخرة، ومنها حديث النبي ﷺ: (إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض) [رواه البخاري] وغيرها من العطايا والمنح. فالبدار البدار والنجاء النجاء، فانفر أيها المسلم لتلتحم وتنتقم وتسلم، ولا تقل سبق الناس وعملوا وجاهدوا، فإن كل نفس بما كسبت رهينة، وأنت مرهون بنفسك فأعتقها ولا توبقها، وأكرمها ولا تُهنها، و { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ۝٩ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }، والحمد لله رب العالمين. ◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 472 الخميس 4 جمادى الآخرة 1446 هـ مقال: إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً