الإسلام كرم الإنسان ورفع قدره
إن الإسلام الحنيف هو الذي جعل للإنسان قيمة ووزنًا بغض النظر عن جنسه ولونه، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ...}
قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء:70].
لقد رفع الإسلام الحنيف قدر الإنسان، وأعلى شأنه وسَمَىَ بمنزلته، وكرَّمه في محكم دستوره الأغر وقانونه المحكم، ومنهجه، كتاب الله عز وجل القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لقد فضل الله تبارك وتعالى الإنسان على سائر مخلوقاته، بل وأسجد ملائكته للجنس الآدمي، ممثلًا في أبي البشرية آدم عليه السلام، مصداقًا لقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} [الأعراف:11].
لقد جاء هذا الدين العظيم؛ ليحطِّم القيود والأغلال، ويهدم الحواجز والموانع التي أقامها البعض؛ ليحولوا بينهم وبين بني جنسهم من خلق الله. وها هو ذا كتابه العزيز ينادي البشرية قاطبةً بهذا النداء الإلهي الكريم: {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} [الحجرات:13].
لا ريب أنه الدين الذي أخذ بيد البشرية إلى حياة العزة والكرامة، ونفض عن جبينها غبار المذلة والمهانة، وحرَّرها من الرِّقِّ والعبودية، ومنحها حق الحرية الفردية، وحق التملك، وحق التعبير وإبداء الرأي، بل وحق المساواة في الحقوق والواجبات؛ قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون:8]، وقال سبحانه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء:70].
هذا التكريم للإنسان عامة؛ سواءً أكان مسلمًا أم غير مسلم غنيًّا أم فقيرًا، ذا سلطان وجاه أم من عامة الناس وأدناهم، عربيًّا أم أعجميًّا.
أجل، إن الإسلام الحنيف هو الذي جعل للإنسان قيمة ووزنًا بغض النظر عن جنسه ولونه، ومذهبه، وعشيرته، والزمان والمكان الذي وجد في ساحتهما، هذا التكريم الذي نجده في الإسلام للإنسان، نجد عكسه تمامًا في المذاهب المادية وغيرها؛ فمثلًا في ظل الشيوعية الماركسية الحمراء، تحوَّل الإنسان في كل البلاد التي آمنت بها وطبَّقتها إلى مجرد ترس ضئيل في آلة يدور حيث دارت، مسلوب الإرادة، مسلوب الحرية الفردية، مكمَّم الفم لا يملك حتى أن يعبر عن آماله وآلامه!
(حقوق الإنسان في الإسلام للشيخ محمد عبد الفتاح عفيفي- رحمه الله).
__________________________________
الكاتب: الشيخ ندا أبو أحمد
- التصنيف:
عنان عوني العنزي
منذ