لا تيأس من رحمة الله
وإن فرَّج كُربتك فلا تَنْسَه أو تتوقَّف عن دعائه ورجائه؛ فهو سندُك ووكيلُك وجَبْرُك في هذه الحياة.
اصبِر على أقدار الله، ولا تتسخَّط عليها، ومهما مرَّت بك الأزماتٌ، فلا تفقِد الأملَ أو تَقنَط من رحمة الله، فلا يَقنَط من رحمة الله إلا القوم الكافرون.
وكم مِن مصاعبَ مرَّت بنا ومصائبَ وقَعت علينا، وذهَب أثرُها مع الوقت والصبر، وإن انقلبَت حياتُك، أو انقلَب عليك الناسُ، أو فقَدتَ مالَك وعملَك، أو مات أحبابُك، واسودَّت الدنيا في عينَيْك، فتذكَّر أن لك ربًّا رحيمًا لا يَنساك، ولا ينشغِل عنك بغيرك.
فالْجَأْ إليه والْهَج بدعائه في منتصف الليل، واصبِر لِحُكمه، وانتظِر الفرَجَ منه.
فإن طال الوقتُ أو قصُر، فإن حياتك ستستقرُّ من جديد، وترجِع بشكلٍ تتعوَّد عليه وتتأقْلَم معه.
واحْمَده تعالى أنه ربُّك الذي لا تُغلَق أبوابُه دونَك إن أغلَقها البشرُ، ولا يُدبِر عنك ما دمتَ مُخبتًا، ولا يَغضَب من كثرةِ سؤالك وإلحاحِك، ولا يَمقَتُك إن ذهَب جاهُك ومالُك كما يُدبِر عنك الناس.
وإن فرَّج كُربتك فلا تَنْسَه أو تتوقَّف عن دعائه ورجائه؛ فهو سندُك ووكيلُك وجَبْرُك في هذه الحياة.