أنت فرصتنا الثمينة
أصحاب الهمم العالية والغايات السامية لا يرضون لأنفسهم إلا بمعالي الأمور، ويحرصون دائمًا على اغتنام الفرص الثمينة، ولا يتركونها تفلت من أيديهم، فكيف إذا كانت هذه الفرصة طريقًا للفوز بمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟!
أصحاب الهمم العالية والغايات السامية لا يرضون لأنفسهم إلا بمعالي الأمور، ويحرصون دائمًا على اغتنام الفرص الثمينة، ولا يتركونها تفلت من أيديهم، فكيف إذا كانت هذه الفرصة طريقًا للفوز بمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟!
مؤكد أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لاغتنامها، كما فعل الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه، حين أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُكرمه فقال له: «سَلْ»؛ أي: اطلب مني ما تشاء.
وبالرغم من أن ربيعة كان شابًّا فقيرًا لا يملك بيتًا ولا مالًا، إلا أنه لم يطلب شيئًا من متاع الدنيا الفانية، بل وجَّه هدفه بقوة وذكاء نحو الآخرة، فقال: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ.
عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأتَيْتُهُ بوضُوئِهِ وحَاجَتِهِ، فَقالَ لِي: «سَلْ»، فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: «أوْ غيرَ ذلكَ؟»، قُلتُ: هو ذَاكَ، قالَ: «فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ»؛ (صحيح مسلم).
وكما رُزِق ربيعة رضي الله عنه فرصةً ثمينةً جعلته يطلب مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فقد مَنَّ الله على والديكِ بفرصةٍ ثمينةٍ للفوز بهذه الرفقة المباركة، وأنتِ يا زهرة القلب فرصتهما الثمينة للوصول إلى هذه المكانة العظيمة.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو»، وضَمَّ أصابِعَهُ. (صحيح مسلم).
من عال جاريتين؛ أي: من تكفَّل برعاية فتاتين، سواء كانتا ابنتيه أو أختيه.
وهذه الرعاية لا تقتصر على توفير الاحتياجات المادية من طعامٍ وشرابٍ وملبسٍ ومسكنٍ؛ بل تتجاوز ذلك إلى أبعادٍ أعمق؛ إذ تشمل الرعاية الدنيوية الكريمة، والرعاية الدينية القويمة.
ولقد كفل لكِ الإسلام يا بنتي حقك في حياة أسرية طيبة، والعيش فيها عيشة هادئة وهانئة، فقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم من يكفلكِ على إحسان صُحْبتك.
عن أنس رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ لَهُ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ إلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ يَعْنِي السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى»؛ (السلسلة الصحيحة).
ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الفوز برفقته يوم القيامة في هذا الحديث مشروطًا بالاستمرار على الإحسان إليكِ طوال فترة كفالتكِ.
ومن صور هذا الإحسان: الحفاظ على دينك وعقيدتك، ومعاملتك برفق، وصيانة كرامتك، وعدم تحميلك ما يفوق طاقتك؛ فهنيئًا لأبوين أنعم الله عليهما بأنثى، فأحسنا إليها، واغتنما بكل قوة فرصتهما الثمينة للفوز بمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة!
تُرى، ما هو شعوركِ الآن يا مُهجة الفؤاد بعد أن أدركتِ كيف أعزَّكِ الله ورفع مكانتكِ؟ وهل ما زلتِ تعتقدين أن دينكِ قد قلَّل من قيمتكِ؟!
واللهِ، إنكِ أنتِ العزيزةُ المُكرَّمةُ التي لا يرضى لكِ دينكِ بأي ذلٍّ أو مهانةٍ، ولا يقبل لكِ سوء المعاملة أو الإهانة؛ بل جعل حسن رعايتكِ سببًا لنيل أسمى مكانة، فليهنأ قلبكِ بهذه العزة والكرامة، ولتحمدي الله أنكِ أنثى.
- التصنيف: