قبل أن يهِلَّ رمضان اقرأ هذه الكتب
الحمد لله الذي جعل لنا مواسم للطاعات، ومحطات للتزود بالباقيات الصالحات، والصلاة والسلام على أزكى البريات، وعلى آله وصحبه أولوا المكارم والهبات
الحمد لله الذي جعل لنا مواسم للطاعات، ومحطات للتزود بالباقيات الصالحات، والصلاة والسلام على أزكى البريات، وعلى آله وصحبه أولوا المكارم والهبات، أما بعد:
فلا يخفى علينا موقع شهر رمضان من حياة المسلم، وفضائله كثيرة وجوائزه عديده، ومن عادة العقلاء الاستعداد للمواسم العظام لكي يستغلوها أكمل استغلال، وهنا نحن نرتقب بشوق أن يهل علينا شهر رمضان، فعلينا الاستعداد قبل مجيئه حتى إذا رحل تكون خزائنا ملئا من كنوزه وعطاياه التي يهبها الله تعالى لمن أحسن وأناب.
وطرق ووسائل الاستعداد كثيرة لكننا ستقتصر على وسيلة سهلة وميسورة لمعظمنا، إنها القراءة، فما هي الكتب التي تستحق قراءتها قبل أن يهل هلال رمضان؟ إليك أخي المسلم مجموعة مختارة من تلكم الكتب ولعل غيرها أفضل منها وإنما هذا حسب اجتهادي القاصر، أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد:
- الإخلاص: في مجال إصلاح النية اقرأ كتاب: الإخلاص طريق الإخلاص للشيخ: عبدالهادي حسن وهبي وفقه الله وحفظه، ويقع في مائتي صفحة، وتتطرق فيه إلى أهمية الإخلاص ومجالاته وكذلك قوادح الإخلاص وعلاجها، وكيفية تحصيل الإخلاص وأيضًا ثمرات الإخلاص وغيرها، كما يفضل أن تقرأ كتابا بعنوان: نوايا لـ طلال فاخر جزاه الله خيراً، وكتابه هذا يجيبك على سؤال: لماذا تفعل هذا الأمر، من صلاة وصيام وتلاوة وغيرها وقد حوى كتابه أكثر من 430 نبة منها أحد عشر نية للصيام، وأربعة عشر نية لتلاوة القرآن.
- التخطيط: وصف الله تعالى رمضان في كتابه بأنه {{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ}} وهذه الأيام إذا لم يقددها المسلم بخطة تمسك بتلابيبها ربما ضاعت منه من حيث لا يشعر، ويمكن الاستعانة في وضع خطة رمضان بكتاب: خطتي في رمضان لـ خالد عبدالله السبع وكذلك جدول مقترح للمسلم في شهر رمضان[1] بموقع الإسلام سؤال وجواب.
- الأحكام والفتاوى والفضائل: في هذا القسم سيفيدك -إن شاء الله- كتاب: الصيام من كتاب الفقه الميسر لمجموعة من العلماء، أو كتاب: مخلص فقه الصوم إصدار موقع الدرر السنية، أيضًا عليك بكتاب: مختصر أحاديث الصيام .. أحكام وآداب، للشيخ عبدالله الفوزان حفظه الله، أما الفتاوى فعيك بقسم الصيام من كتاب: فتاوى أركان الإسلام للعلامة العثيمين رحمه الله تعالى وإذا أردت التوسع فعليك بكتاب: فتاوى الصيام الذي جمعه موقع الإسلام سؤال وجواب.
- القرآن: {(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) } وللمصطفى صلى الله عليه وسلم شأن آخر مع القرآن في رمضان حيث كان (جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ) ولذا ينبغي التزود بالقراءة حول القرآن وصحبة تفسير مختصر وكذلك العناية بجانب التدبر، أما الأول فعليك بكتاب: الأربعون القرآنية للشيخ أحمد العنقري حفظه الله، والمختصر في تفسير القرآن الكريم وهو أشهر من نار على عَلَم، أما عن روح القراءة والمقصود منها وهو التدبر فهناك كتاب رائع ماتع نافع هو: قواعد تدبر القرآن وتطبيقات على قصار المفصل، فما أكثر التالين للقرآن وما أقل المتدبرين منهم والله المستعان.
- منوعات: القراءة حول رمضان وما يتعلق به تشمل مجالات كثيرة، ولكن هنا إشارات فقط لبعضها، فمنها: كتاب الطريق إلى التوبة وكتاب الدعاء -مفهومه - أحكامه - أخطاء تقع فيه، وكلاهما للشيخ د محمد إبراهيم الحمد، ثلاثون سببًا للخشوع في الصلاة من إصدار دار ابن خزيمة، أقوال وأعمال ورد فيها أجور عظيمة من إصدار دار القاسم، هدي السلف في رمضان للشيخ سعيد الدرمكي، العبادات القلبية وأثرها في حياة المسلم للشيخ د. محمد بن موسى الشريف، المحاسبة ضمن سلسلة أعمال القلوب للشيخ محمد المنجد حفظه الله تعالى، فوائد الذكر وثمراته للشيخ عبدالرزاق البدر، وأخيرا أدعية النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ عبدالمحسن البدر، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
فيا أخي المسلم، إن الأيام تمضي والأنفاس تُعدّ، وما رمضان إلا ضيف عزيز سرعان ما يشدّ الرحال، فاغتنمه قبل أن يُغتنم منك، واعلم أن الأيام التي تسبق حلوله ليست وقتًا للانتظار، بل ميادين إعداد واستعداد، فمن زرع اليوم حصد غدًا، ومن أدرك قيمة الزمن عرف كيف يسابق فيه إلى الخيرات، فهلّا أعددت قلبك بالإخلاص، وعقلك بالعلم، وجدولك بالتخطيط، ولسانك بذكر الرحمن، ويديك بالبذل والعطاء؟ اجعل رمضانك هذا مختلفًا، شهرًا تصنع فيه مجدك، وتكتب فيه صحيفتك بأحسن الأعمال، فما أعظم الحسرة لمن دخل رمضان وخرج منه كما دخل! وما أشد الغبطة لمن ودّعه وقد كُتب في سجل الفائزين! فاللهَ اللهَ في رمضان، فإنما هو أيام معدودات، فليكن لك فيه شأن غير الشأن، وسير غير السير، واجعل شعارك فيه قول الحسن البصري رحمه الله: "إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك"، فليذهب يومك بما يسرّك أن تلقى الله به، والله المستعان وعليه التكلان.
[1] وهو سؤال رقم 26869
- التصنيف: