هيا بنا نستقبل رمضان؟
حياتك فرصة، فاغتنِمها، مواسمُ الطاعة فرصة فاستغِلَّها ولا تضيِّعها، مَشقةُ الطاعة سَرعان ما تذهب وتبقى حلاوةُ الأجر، وانشراح الصدر وفرحة العبد بطاعة الربِّ.
( اليقظة )
يقظة: قال ابن القيم: أولُ منازل العبودية (اليقظة)، "وهي انزعاجُ القلب لرَوعة الانتباه مِن رَقدة الغافلين".
يستيقظ القلب من الغفلة، ويَنتبه إلى ما هو مقبلٌ عليه، فيستعد له، فمن أحسَّ بهذه اليقظة فقد أفلَح، وإلا فهو في سكرات الغفلة، تمامًا مثل إنسان نائمٍ وعنده سفرٌ في الصباح الباكر، فإن استيقَظ في الموعد المناسب استعدَّ للسفر، وأدرك الرَّكْب، وإن لم يستيقظ في الموعد المناسب، فات الأوان وضاع الوقت، ولم يُدرك القوم.
س: كيف تحصُل اليقظة؟
ج: بفكرة.
س: ما تلك الفكرة؟
ج: يتفكَّر العبد أن الوقت هو الحياة، وهو رأسُ مالِه الذي يتاجر فيه مع الله، ويطلُب به السعادة والنجاة، فكل جزءٍ يفوت من هذا الوقت خاليًا من عمل صالحٍ، فهو خَسارة على العبد ووبالٌ؛ قال ابن الجوزي: "ينبغي للإنسان أن يَعرِف شرفَ زمانه، وقدرَ وقته، فلا يُضيِّع منه لحظة في غير قربة".
ورمضان من أنفس لحظات العمر، {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184]، أيام سَرعان ما تنتهي، وإنما يفوز فيه من كان مستعدًّا له متيقظًا إليه، فالإنسان لا يستطيع أن يُدرك الفرصة إلا إذا كان مستعدًّا لها.
حياتك فرصة، فاغتنِمها، مواسمُ الطاعة فرصة فاستغِلَّها ولا تضيِّعها، مَشقةُ الطاعة سَرعان ما تذهب وتبقى حلاوةُ الأجر، وانشراح الصدر وفرحة العبد بطاعة الربِّ.
____________________________________________________
الكاتب: نجلاء جبروني
- التصنيف: