(قضماني) بين تشويه وجه الثورة وكشف نظام الأسد
إن مدى النجاح الذي يمكن أن تحققه الثورات العربية يتحدد بمدى يقظتها وعدم انخداعها بتمويهات العلمانيين..لقد فوجئنا بهجوم للرئيس التونسي المؤقت منصف مرزوقي على السلفيين واتهمهم بأنهم "جراثيم" ...
استغل نظام بشار الاسد القمعي النصيري الكشف عن تصريحات للمتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني بشأن ضرورة التعاون مع الكيان الصهيوني لكي تصب نار غضبها على الثورة والثوار وتزعم ارتباط الثوار بالاحتلال الصهيوني, والحقيقة أن تصريحات قضماني تدين نظام بشار أكثر مما تدين الثورة والثوار لأن هذه التصريحات صدرت منها قبل اندلاع الثورة في عام 2008 في احتفالية بمرور 60 عاما على قيام الكيان الصهيوني.
وقالت قضماني في هذه التصريحات التي نشرت في مقطع فيديو على اليوتيوب: إنها تخرج وتدخل إلى سوريا بشكل عادي دون أن يتعرض لها أحد وهو ما يؤكد أن نظام الاسد الذي يرفع راية "الصمود والتصدي" كان يغض الطرف عن مواطنيه الذين يجلسون مع الصهاينة بشكل علني بل ويسيئون للإسلام والقرآن الكريم ولم ينتبه إلى ذلك إلا بعد أربع سنوات عندما قامت الثورة وزلزلت أركان حكمه, فهل هذا نظام يستحق الاحترام والتحدث عن المقاومة والدفاع عن المستضعفين في فلسطين؟!
قضماني كشفت في تصريحاتها ما كان معروفا عند العديد من المطلعين على أوضاع الثورة السورية بل نستطيع أن نقول أنها مأساة جميع الثورات العربية التي يتسرب إليها أشخاص طفيليون يسعون وراء أهداف مشبوهة..الثورة السورية من أنقى الثورات العربية ومن أكثر الثورات التي دفعت من أرواح أبنائها ولا زالت تدفع ومن المتوقع أن يستمر الدفع لفترة قادمة, وليس معنى وجود مثل هذه الشخصية في المجلس الوطني أن الثورة توافق على هذه التوجهات المشبوهة, ولكن في نفس الوقت على الثورات أن تصفي الدخلاء سريعا حتى لا يصبحون عبئا عليها, والواجب على المجلس الوطني السوري أن يتخذ إجراءا سريعا تجاه قضماني لمنع المزيد من اللغط؛ فالشعب السوري في أمس الحاجة لتوحيد صفوفه بعيدا عن أية مهاترات..
لقد خرج عميد بالجيش السوري وأعلن انفصاله عن جيش بشار وقبل أن ينسق مع الجيش الحر الذي سبقه للميدان أعلن عن تكوين مجلس موازي لتفرقة المجاهدين مما أثار الريبة حول توجهاته وها نحن نجد أمثال قضماني بين من ينتسبون للثورة ولعل المرحلة القادمة ستكشف المزيد, والرهان هو على يقظة الثوار الحقيقيين وقدرتهم على التعامل مع هؤلاء بصورة سريعة وحاسمة وألا يتركوا لنظام الأسد فرصة لزرع المزيد منهم واستغلالهم في حرب التشويه بعد أن هُزم في الحرب على الارض واقتربت نهايته..
إن مدى النجاح الذي يمكن أن تحققه الثورات العربية يتحدد بمدى يقظتها وعدم انخداعها بتمويهات العلمانيين..لقد فوجئنا بهجوم للرئيس التونسي المؤقت منصف مرزوقي على السلفيين واتهمهم بأنهم "جراثيم" ووصف أحد الدعاة البارزين "بالشاذ" كما سمعنا عن تصريحات منددة بوصول الإسلاميين للحكم في المغرب ومصر وتحذير من وصولهم في الجزائر وهو أمر إن دل فإنما يدل على أن الثورات العربية تحتاج إلى المزيد من الحذر لكشف الاعداء ليس فقط من خارجها ولكن من داخلها أيضا.
خالد مصطفى - 29/3/1433 هـ
- التصنيف:
- المصدر: