من آداب الصيام: العطف على الفقراء والمساكين
رُوي عن يوسف عليه السلام أنه قيل له: "لِمَ تجوع وأنت على خزائن الأرض؟ قال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع
الشيخ ندا أبو أحمد
يقول شوقي إبراهيم رحمه الله: "الصوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوعٌ، ولكل فريضة حكمة، وفرض الصوم ظاهره العذاب وباطنُه الرحمة، فهو يستثير الشفقة، ويحض على الصدقة، ويكسِر الكبر، ويعلِّم الصبر، ويَسن خلالَ البر، حتى إذا جاع من أَلِفَ الشِّبَع، وحُرِم المترف أسبابَ المنع، عرَف الحرمان كيف يقع، وألم الجوع إذا لذع".
وقد رُوي عن يوسف عليه السلام أنه قيل له: "لِمَ تجوع وأنت على خزائن الأرض؟ قال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع".
أضف إلى هذا أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه بالامتناع عن هذه الشهوات في وقت مخصوص، وحصول المشقة له بذلك بتذكُّر مَن منع ذلك على الإطلاق، فيوجب له ذلك شكر نعمة الله عليه بالغنى، ويدعوه إلى رحمه أخيه المحتاج ومواساته بما يمكن من ذلك.
يقول ابن رجب رحمه الله: "وسُئل بعض السلف: لِمَ شُرع الصيام؟ قال: ليذوق الغني طعم الجوع، فلا ينسى الجائع"؛ اهـ.
ويقول القحطاني رحمه الله في كتابه "الصيام في الإسلام: "فالصوم يعرف الغني قدر نعمة الله عليه، وقد حُرِمها كثيرٌ من الخلق؛ لأن الصائم إذا ذاق ألَمَ الجوع في بعض الأوقات، ذكر في هذا حالَه في جميع الأوقات، وغالبها، فتسارَع في قلبه الرحمة لهؤلاء المساكين، فيُحسن إليهم، فيحصُل على الثواب العظيم من الله الغني الكريم"؛ اهـ.
- التصنيف:
- المصدر: