كيف نستثمر العشر الأواخر في زيادة الطاعات؟
تظل العشر الأواخر من رمضان فرصةً عظيمة لكل مسلم يرغب في زيادة الطاعات، واقترابه من الله، علينا أن ندرك أن تلك اللحظات لن تتكرر.
تأتي العشر الأواخر من شهر رمضان فرصةً ذهبية للمسلمين لتعزيز الأعمال الطبيعية، وزيادة الطاعات؛ فهذه الأيام المباركة تحمل معها نفحات من الرحمة والفوز؛ حيث يُضاعف فيها الأجر، وتُفتح فيها أبواب السماء، وفي هذا المقال، سنستعرض كيفية استثمار هذه الأيام بما يعظِّم من القربات، ويزيد من حظوظنا من الخيرات.
أهمية العشر الأواخر من رمضان:
تُعَدُّ العشر الأواخر من رمضان مَيزة خاصة؛ إذ إن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العبادة خلالها بشكل أكبر، وقد ورد في بعض الأحاديث أن هذه الأيام شهِدت لياليَ تُعتبر من أعظم الليالي؛ مثل ليلة القدر، التي تُعادل ألف شهر؛ لذا، فإن فهم أهمية هذه الأيام وحسن استغلالها يُعَدُّ خطوة أساسية لكل مسلمٍ يسعى لنَيل رضا الله تعالى.
كيفية زيادة الطاعات في العشر الأواخر:
1- الإخلاص والنية الصادقة:
قبل أن نبدأ في أي عمل من الطاعات، يجب أن تكون النية خالصة لله، الإخلاص يعظم من قيمة العمل، ويجعله مقبولًا عند الله، فالنية هي أصل قبول العمل؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»؛ لذا، ينبغي على المسلم أن يجدِّد نيته في كل عمل يقوم به خلال هذه الأيام.
2- قيام الليل:
يُعَدُّ قيام الليل من أبرز مظاهر العبادة في العشر الأواخر، خاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على صلاة التهجد في هذه الليالي، يمكن توزيع الصلوات بما يشمل صلاة القيام وصلاة الوتر؛ حيث يمكن للمسلم أن يخصِّص وقتًا بعد صلاة العشاء، أو في الثُّلُث الأخير من الليل، يمكنك أن تحدِّد لنفسك هدفًا معينًا؛ مثل: صلاة 8 ركعات أو 20 ركعة، حسب المستطاع.
3- قراءة القرآن:
يعتبر شهر رمضان شهرَ القرآن، وفي العشر الأواخر، يمكن تكثيف الاهتمام بقراءة القرآن الكريم، حاوِل أن تختم القرآن في هذه الأيام، وإن كنت قد ختمتَه، فراجِع ما تم حفظه، خصص وقتًا يوميًّا لتلاوة آيات من القرآن، سواء كنت في البيت أو في المسجد، إنَّ التدبر في معاني الآيات يزيد من الخشوع، ويفتح لك آفاقًا جديدة من الفهم.
4- الدعاء والاستغفار:
تُعد العشر الأواخر من أفضل الأوقات للدعاء؛ حيث يُرجى قبول الدعاء فيها، خصِّص وقتًا للدعاء بالخير لنفسك ولأسرتك وللمسلمين جميعًا، استغفر الله بصدق؛ فهو الغفور الرحيم، واسأله أن يغفر لك ولذويك، التضرع إلى الله في هذه الأيام يُوقِع أثرًا عظيمًا على النفس.
5- الأذكار:
احرص على الإكثار من الأذكار في العشر الأواخر؛ ففيها من الأجر والثواب الشيء الكثير، يمكنك تكرار الأذكار الصباحية والمسائية، والاستغفار، والتسبيح، والتهليل؛ فإن ذِكر الله هو أفضل عبادة تقرِّب العبد من ربه.
6- صلاة التراويح والقيام:
اجعل منهجك في قيام الليل أكثر انتظامًا؛ إذ يمكنك القيام بصلاة التراويح في المسجد، والمشاركة فيها مع المسلمين لتعزيز روح الجماعة، حاول أن تكون من الأوائل إلى الصلاة، وتكون حريصًا على قراءتها بخشوع وتدبر.
7- التوجه إلى العمرة:
إن كانت لديك الفرصة، فإن العمرة في رمضان تعتبر من أفضل الأعمال؛ إذ إن الفضيلة تزداد، فتوجَّه إلى بيت الله الحرام، واغتنِمْ هذه الفرصة العظيمة؛ لزيادة الطاعات والحصول على الأجر.
8- إطعام الصائمين:
يمكن أن تكون المساهمة في إطعام الصائمين سبيلًا عظيمًا من سبل الطاعات، يمكنك توزيع وجبات الإفطار على المحتاجين، أو دعوة الأصدقاء والعائلة لوجبة إفطار؛ عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطَّر صائمًا، كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا»[1].
9- صدقة التطوع:
استغلَّ هذه الأيام في تقديم الصدقات، سواء كانت ماليةً أو عينيةً، ابحث عن المحتاجين، وساهم بما تيسر لك؛ فالأعمال الخيرية تكسِبك الثواب، وتنشر المحبة بين الناس.
10- تنظيم الوقت:
لتكون فعَّالًا في استغلال العشر الأواخر، قُمْ بتنظيم وقتك بشكل جيد، ضَع جدول أعمال شاملًا، يتضمن فقراتٍ مخصصة للعبادة، والقراءة، والدعاء، وتخصيص وقت للعائلة، حافظ على التوازن بين الطاعات والالتزامات الأخرى.
الخاتمة:
تظل العشر الأواخر من رمضان فرصةً عظيمة لكل مسلم يرغب في زيادة الطاعات، واقترابه من الله، علينا أن ندرك أن تلك اللحظات لن تتكرر؛ ولذا يجب أن نستثمرها بكل ما نستطيع من جهدٍ، فلنجعل من هذه الأيام تحوُّلًا للخيرات في حياتنا، ونعمل على تحقيق غاياتنا الروحية، أسأل الله أن يبلغنا هذه الليالي المباركة، وأن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر العظيم.
[1] صحيح: رواه الترمذي (807)، وقال: «حسن صحيح»، والنسائي في الكبرى (3317)، وابن ماجه (1746)، وأحمد (21676)، وصححه الألباني.
___________________________________
الكاتب: محمد أبو عطية
- التصنيف: