عندما تهدر الأوقات

منذ يوم

• عندما تُهدَر الأوقات: لا يقف المرء عند حدِّ إضاعة وقته، بل يتعدَّاه إلى هدْر أوقات الآخرين.

عندما تهدر الأوقات

• عندما تُهدَر الأوقات: لا يقف المرء عند حدِّ إضاعة وقته، بل يتعدَّاه إلى هدْر أوقات الآخرين.

 

عندما تُهدَر الأوقات: قد يُفسِد وقته بارتكاب الآثام، عندما تهدر الأوقات عند الاتصال بالآخرين تمرُّ الساعات تِلْوَ الساعات بل والأشهر والسنون، وما أنجز صاحب الهِمة أو عديمها شيئًا؛ لاشتراكهما في أصل فاسد، وهو (هدْر الوقت وإضاعته فيما لا فائدة منه).

 

ولذا تحتّم على المرء معرفة أهمية الوقت؛ فإن مَن لم يعرف قدْر الوقت ويَحْيَ به، فات عليه استدراكه بما يعود عليه بالنفع من العبادة التي هي الأصل؛ {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]، أو من العادة التي تتحوَّل إلى عبادة مع النية: «اغتنِم خمسًا قبل خمسٍ............. وفراغك قبل شُغلك».

 

يقول ابن القيم - رحمه الله -:

"إن أعظم الإضاعات إضاعتان هما أصل كلّ إضاعة: إضاعة القلب، وإضاعة الوقت؛ فإضاعةُ القلب من إيثار الدنيا على الآخرة، وإضاعة الوقت من طول الأمل، والصلاح كله في اتباع الهُدى والاستعداد للقاء الله".

 

• إذًا لا بد من وضع ثمن للزمن.

 

ثمن الزمن:

مَنْ وضع في كل هدْرَةِ وقتٍ ثمنًا لإضاعة زمنٍ، لم يجرؤ على هدْر وقته؛ فلو وضع ريالاً مقابل كل ساعة أهدرها، لكان ذلك مانعًا له من إهدار وقته، وإضاعةُ العمر أعظمُ من كل إضاعة، لكنْ قلَّ مَن يتفطَّن لذلك.

 

فينبغي إذًا معرفة كيفية صحيحة لإدارة الوقت؛ ليُعين نفسه وغيره على الحِفاظ على الوقت.

 

 

فمن المهارات التي ينبغي اتباعها لمعرفة كيفية الإدارة الزمنية:

1- تحديد الهدف المراد من الاتصال بالآخرين.

 

2- طرْح الأفكار في المكان والوقت المناسب.

 

3- تجنُّب الغموض في الحديث، مع عدم شغل النفس والذهن بأمور خارجة أثناء الحديث.

 

4- الحرص الجيد على الاستفادة من الوقت الضائع.

 

5- القضاء على ظاهرة التسويف، ومقاومة كل ما يعترِض إنجاز العمل في الوقت المناسب والمكان المناسب.

 

6- اجتناب الانشغال بأعمال كثيرة في وقت واحد؛ وإنما يكون الشروع في الآخر بعد الفراغ من الأول.

 

7- استغلال أول ساعات النهار في الأعمال التي تتطلَّب جهدًا كبيرًا أو تفكيرًا عميقًا.

 

• وخذ بعين الاعتبار خطواتِ الإدارة الناجحة؛ لكي لا تُهدِرَ وقتك، وحتى لا تدفعَ ثمنًا للزمن:


ولكي تؤدي دورًا فعالاً في البراعة الاتصالية، واقتضاءً لحال (الاتصال بالآخرين) وعدم هدر الأوقات، ولأهمية ذلك؛ نُشير إلى آداب البراعة الاتصالية عبر الهاتف:

1- ينبغي تحديد التاريخ والوقت المناسب للاتصال؛ لأنه قد يكون وقت الاتصال وقتَ عمل كثيف للآخر، أو وقت نوم أو طعام.

 

2- من المهم تحديد المسائل التي يُرغَب في الحديث عنها قبل الاتصال.

 

3- اللطف مطلوب في السؤال عن الشخص الذي نريد محادثتَه، وذِكر اسم المتصل أيضًا، وبعض الناس لا يذكر اسمه، وهذا منافٍ للأدب؛ لأن المتصل بمثابة مَن طَرَق باب غيره.

 

4- إذا ردَّ على الهاتف شخص غير الذي تودُّ محادثته، فمن الألفة السلام عليه أولاًّ، وإن كان طفلاً داعبْناه، وإن كانت والدةً أو أختًا، سألنا عن حالها.

 

5- ليس من الملائم أن تقول: هل أنت مشغول؟ فقد يكون غير مشغول، ولكن لا يرغب في التحدث إلى أحد، ولكن الأنسب أن تُبادِر إلى سؤاله: هل هذا وقت مناسب لمحادثتك؟ وعلينا أن نُبدي له استعداد الاتصال في وقت آخر.

 

6- الامتناع عن أي عملٍ أثناء المكالمة؛ لأن الطرف الآخر سيُدرِك أن المتصل مشغول عنه.

 

7- قد يُبتلى المرء بأقوام يحبون الثرثرة على الهاتف، ولا يُقيمون أي وزنٍ لأوقات الناس ومشاغلهم؛ فلذا يجب على الواحد منا أن يكون حكيمًا في الإفلات منه، ومن الإجراءات التي تُساعد المرءَ على ذلك: إشعار الطرف الآخر أن لدينا وقتًا قصيرًا للحديث معه.

 

• ألا يسمح بالخروج عن الموضوع الذي تم الاتصال من أجله.

 

• إنهاء السؤال عن الصحة والأحوال الاجتماعية بأسرع وقت.

 

وعلى كلٍّ، الحديثُ في الهاتف ذو جاذبية وإغراء خاص، ولا بد من أجل المحافظة على الوقت من مُقاومة ذلك الإغراء.

 

أسأل الله أن يُعيننا على شغل أوقاتنا بما يعود علينا بالنفع في الدنيا والآخرة.

___________________________________________
الكاتب: مريم مصطفى علي برناوي

  • 1
  • 1
  • 92

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً