لا تزال الفرصة متاحة

منذ 6 ساعات

من قال إن البداية المتأخرة لا تصنع نهاية مشرقة؟ ومن قرر أن طلب العلم لا يتأتى إلا للجسد الصغير ، والفهم لا يسكن إلا في عقل الصغير؟

فلان حفظ القرآن في سن السابعة، وآخر ضبط عددًا من المتون العلمية في العاشرة، وثالث تصدّر للتدريس قبل أن يتحاوز سن البلوغ…

قصص تملأ المجالس العلمية وتُروى بكثير من الفخر والانبهار- وهي جديرة-  لا تكاد تدخل حلقة علم أو تقرأ سِيَر النابهين إلا وتسمع عن أولئك الذين سبقوا إلى طلب العلم  في عمر مبكر، وختموا المراحل وهم صغار ، وملأوا الدنيا تأليفا وتدريسا وهم دون سن الرشد.

في هذه القصص من التحفيز والتشجيع ما لا يُنكر، وفيها ما يُلهب القلوب ويرفع الطموحات ويشعل الشغف 
لكنها – في الجانب الآخر – قد تُورث في نفس بعض الطلّاب أثرًا خفيًا من الإحباط، خاصة أولئك الذين لم تكن بدايتهم في طلب العلم، أو شُغِلوا في مقتبل أعمارهم عن مجالس العلم، فإذا بهم يُقارنون أنفسهم بأولئك، ويشعرون بأن الركب قد فاتهم، والسباق قد انقضى، و يشعرون بخيبة أمل، فسقف طموحاتهم لا يكاد يتجاوز حضور لقاءات علمية ومحبة للعلم أما الإبداع والتمكّن فقد فات بفوات الطلب في الصغر تتسلل هذه المقارنة إلى النفس شيئًا فشيئًا، وتُخلف اعتقادًا يصعب زحزحته: وقت الطلب قد فات، و ساعة التعلّم قد توقفت.
 
لكن… من قال إن البداية المتأخرة لا تصنع نهاية مشرقة؟
ومن قرر أن طلب العلم لا يتأتى إلا للجسد الصغير ، والفهم لا يسكن إلا في عقل الصغير؟
إن في هذا الاعتقاد ظلمًا للتجربة الإنسانية، وجهلاً بسنن الله في العلم، وتغافلاً عن سيرٍ عظيمة بدأت بعد أن شاب الرأس، واشتد العظم، وهدأ ضجيج الفتوة.

قم بتفنيد لهذا الاعتقاد، ونقض لهذا الإيحاء السلبي. فالوقت لم ينتهِ، وفي العمر بقية، 
هنا قصص واقعية، وتجارب حقيقية، ونماذج بدأت متأخرة ، لكنها – بإصرارها وشغفها– سبقت كثيرًا ممن تقدّموهم زمنيًا.
عقول تأخرت في ولوج أبواب العلم، لكنها لما ولجت، أبدعت، وأثرت، وتصدّرت مجالس التدريس والتعليم.

اكسر القيد الذي فرضته النفس بالمقارنة الفاسدة ، باختصار : العلم يُعطى لمن صدق، وأخذ بأسبابه

  • 0
  • 1
  • 38

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً