عقيدة العناد

منذ 9 ساعات

العناد الأعمى ليس مجرّد خلل في السلوك، بل هو عارضٌ يدلّ على عطبٍ عميق في البنية الإدراكية للإنسان، وهو تجلٍّ صارخ لتمركز الذات حول "وهم الصواب".

العناد الأعمى ليس مجرّد خلل في السلوك، بل هو عارضٌ يدلّ على عطبٍ عميق في البنية الإدراكية للإنسان، وهو تجلٍّ صارخ لتمركز الذات حول "وهم الصواب"، حيث تتحوّل قناعات المرء إلى جدرانٍ صمّاء لا تسمح بعبور الحقيقة، ولو كانت بيّنة كالشمس.

صاحبه يعيش في حالة من الانغلاق المعرفي، يرفض فيها "المرآة النقدية"، ويضيق ذرعًا بأي صوتٍ خارجي يهدّد هندسته النفسية التي ارتاح لها، ولو كانت قائمة على باطل.

والأخطر من ذلك أن العناد إذا استقرّ، تحوّل إلى عقيدة شعورية، يدافع عنها صاحبها بنفس الحماسة التي يُفترض أن تُدافع بها عن الحق، فينقلب ميزان الفهم، وتُختطف بوصلته.

وحين تتأمل هذا النمط، تدرك كيف أن الانتصار للنفس قد يُطفئ مصابيح البصيرة، وكيف أن "الانفعال الوجداني" إذا لم يُضبط بنور الوحي ومكارم العقل، كان سببًا في انطفاء العُمر داخل دائرةٍ من المكابرة المؤذية.

وفي القرآن الكريم: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}، لتفهم أن العناد لا ينفي اليقين، بل يدلّ على أن الجحود قد يكون قرارًا نفسيًا، لا جهلاً علميًا.

  • 1
  • 0
  • 65

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً