مِرْآة الروح
من أسرار القرآن الكريم العجيبة، مهما كانت حالتك حين تقرأ آياته، تجده ينساب إليك كأنه خُلق خصيصًا لك.
من أسرار القرآن الكريم العجيبة، مهما كانت حالتك حين تقرأ آياته، تجده ينساب إليك كأنه خُلق خصيصًا لك. يسكن روحك، ويشفي جراحك، وينصحك، ويذكرك، و يُعيد بعث الأمل. كأنما هو نبي مرسل إليك، يحمل في ثناياه أسرار قلبك وخفايا نفسك. كأن القرآن في سوره وآياته لا يرى أحدًا سواك ولا يعالج إلا حالتك وأنت تتدبره.
خذ مثالًا على ذلك، حكاية فلسطين، تجد القرآن يوضح لك هويتك، ويكشف لك عدوك، ويرسم لك الصف الذي يجب أن تقف فيه. يخبرك عن الولاءات السرية والمعاهدة الخفية، ويرشدك بحسب قدرتك وإمكاناتك، و يأخذ بيدك لطريق العمل. يواسيك في المصاب، ويصبّرك على ما تعانيه من ألم، ويبشرك بالنصر، و يطلق فيك سراح العزة!
وفي كل موقف يعلو القرآن ولا يعلى عليه، في الوحدة يكون رفيقك، وفي الحزن ينشر البهجة في قلبك، في الألم يخفف عنك، وفي الشدة يهون عليك. إذا كنت مظلومًا صبّرك، ولو كنت ظالمًا حذرك، و إذا أحسنت بشرك، ولو كنت مذنبًا ذكرك! و كأن القرآن مرآة للنفس.
يقوي فيك الصفة الحسنة، ويقوض تلك الصفة السيئة، لو كنت جاهلًا خاطبك بقدر ما تفهم، ولو كنت متعلمًا أثار فيك الأفكار على قدر ما تعلم!
حقًا، "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
- التصنيف: