كيف تتخذ النبي ﷺ قدوة لك؟

منذ 8 ساعات

اعلم أنَّ معرفة الرسول ﷺ  هي أوَّل رتبة من رتب المعارف، وهي أصل المعرفة وأساسه؛ لأنَّ الله تعالى تعرَّف إلينا بواسطته، وتجلى علينا من جهته، فصارت معرفة الرسول هي الأساس؛ عليها تبنى المعارف، وعلى قدر التحقق بمعرفة الرسول ﷺ

قال الإمام العارف القدوة المحقق عماد الدين الواسطي ابن شيخ الحزامين ـ رحمه الله تعالى ـ :

"أما محبةالرسول ﷺ فهي أن يتخذه السالك: نبيه، وأستاذه، وشيخه، ومؤدِّبه، فيجمع همه عليه دون كل شيخ ومؤدِّب وأستاذ، ويعكف على مطالعة سيرته واستمع سنته، ويطالب نفسه بالاتباع للرسولﷺ في جزئيات المتابعة وكلياتها، ولا يسامح نفسه أن يترك سنة من السنن " . انتهى من كتابه"مفتاح طريق المحبين"(:116) .
 

وقال في كتاب "مفتاح التحقيق إلى سلوك الطريق"(:99) في معرض كلامه عن آداب التلاوة:

"فليستحضر الرسول ﷺ بسره، وليصل عليه، وليعظم شأنه وحرماته كما كان يفعله لو رآه بعينه، وليجعله الواسطة بينه وبين مولاه؛ فيجعله إمامه ومؤدِّبه ومرشده، وليعمل على كمال الاقتداء به والتأدب به في حركاته وسكناته وأكله وشربه وعاداته، ويواظب على مطالعة سيرته وسنته.
وليجعل المشايخ وسائط بينه وبين رسول الله ﷺ " انتهى.

وقال في "مفتاح المعرفة والعبادة"(:66):

"اعلم أنَّ معرفة الرسول ﷺ  هي أوَّل رتبة من رتب المعارف، وهي أصل المعرفة وأساسه؛ لأنَّ الله تعالى تعرَّف إلينا بواسطته، وتجلى علينا من جهته، فصارت معرفة الرسول هي الأساس؛ عليها تبنى المعارف، وعلى قدر التحقق بمعرفة الرسول ﷺ  يكون التحقق بمعرفة المرسِل، فإذا أتقن العبد معرفة الرسول ترقى إلى معرفة المرسل من الرسالة وهي القرآن، فيرقى إلى فهم الكتاب العزيز، ويعرف الرّبّ تعالى حينئذ من الصفات الواردة فيه..."

وقال بين يدي ذلك:

"فإذا وفَّق الله تعالى العبد للتفقُّه في كتابه وسنة نبيه ﷺ يستفيد أولاً معرفة الرسول ﷺ، فيعرف سيرته وأيامه ومعجزاته وآياته وسنته وآدابه، وغزواته وحركاته وسكناته وكراماته كما يعرف فقراءُ زماننا وصوفيته شيوخهم بأنسابهم وصفاتهم ووقائعهم وكراماتهم.." انتهى.

وكان قد ذكر بين يدي ذلك أنَّ أهم ما يبتدئ به السالك بعد القيام بالأوامر واجتناب النواهي:
رعاية الجوارج عن المحرمات والمكروهات، ولزوم مراقبة الباطن على الهموم والإرادات، ومحاسبة النفس على كل ما يصدر عنها، وتقديم النية الصالحة بين يدي ذلك، 

ثم قال: 

"فأهم ما له مع ذلك الاعتناء بعلم الحديث، والسير النبوية والأيام الصحابية؛ كالسيرة لابن إسحاق والواقدي وغيرهما، والصحاح الستة، والاعتناء بالمرور عليها، ويطالع المسانيد الكبار كمسند الإمام أحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، وغيرهما، ويطالع كتب دلائل النبوة؛ كدلائل النبوة للبيهقي ولأبي نعيم الأصفهاني، والقاضي عياض المغربي، وشرف المصطفى لابن الجوزي، وغير ذلك، ويطالع قصص الأنبياء.
 
وكذلك يعتني بعلم أيام الصحابة كالطبقات لابن سعد والاستيعاب لابن عبدالبر، وعلم أسباب النزول وعلم التفسير والتأويل للقرآن بعد معرفة محمد ﷺ، وواجبات الوضوء والصلاة وشرائطهما، وعلم واجبات ما يخصه من الأمور التي يبتلى بها دون أمر العامة، إلا أن يستعد له مع حفظ مهمات حاله وواجبات وقته.

ولا بد من شيخ نافذ إلى الله؛ يعرف الله تعالى من طريقة الرسول ﷺ، يكون علمه خالصاً عن شوب العلوم الفاسدة المنحرفة، قد ارتضع من لبان الرسول ﷺ وتضلَّع من رضاعه، فيأخذ عنه مقاصد الكتاب والسنة؛ بلا تأويل ولا تحريف، فإن رزق مثل هذا الشيخ فهو من ألطاف، وذلك من جملة التوفيق" انتهى.

  • 0
  • 0
  • 71

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً