موعظةٌ من إمام جليلٌ زاهِد

منذ 2025-09-28

«أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللَّهُ فِيهِ لِلْحُكْمِ بَيْنَكُمْ، وَيَفْصِلُ بَيْنَكُمْ.."

▪️عَنْ صَفْوَانَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: 
إِنَّ آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللَّهُ فِيهِ لِلْحُكْمِ بَيْنَكُمْ، وَيَفْصِلُ بَيْنَكُمْ، فَخَابَ وَخَسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رَحْمَةِ الله وحرم جَنَّته عَرضُها السَّمَاوَات وَالأَرْضُ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَأْمَنُ غَدًا إِلا مَنْ حَذِرَ الْيَوْمَ وَخَافَهُ وَبَاعَ نَافِذًا بِبَاقٍ وَقَلِيلا بِكَثِيرٍ، وَخَوْفًا بِأَمَانٍ إِلا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ مِنْ أَصْلابِ الْهَالِكِينَ وَسَيَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمُ الْبَاقُونَ حِينَ تُرَدُّونَ إِلَى خَيْرِ الْوَارِثِينَ؟

ثُمَّ إِنَّكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُشَيِّعُونَ غَادِيًا وَرَائِحًا إِلَى اللَّهِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ وَانْقَضَى أَجَلُهُ حَتَّى تُغَيِّبُوهُ فِي صَدْعٍ مِنَ الأَرْضِ، فِي بَطْنِ صَدْعٍ غَيْرِ مُمْتَدٍّ وَلا مُوَسَّدٍ، قَدْ فَارَقَ الأَحْبَابَ، وَبَاشَرَ التُّرَابَ، وَوَاجَهَ الْحِسَابَ، مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِهِ، غَنِيٌّ عَنْ مَا تَرَكَ، فَقِيرٌ إِلَى مَا قَدَّمَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ قَبْلَ انْقِضَاءِ مَوَاثِيقِهِ، وَنُزُولِ الْمَوْتِ بِكُمْ. ثُمَّ رَفَعَ جَعَلَ طَرْفَ رِدَائِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَبَكَىٰ وَأَبْكَـىٰ مَنْ حَوْلَهُ».

_______________

 تفسير ابن أبي حاتم
 

  • 1
  • 0
  • 125

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً