سياسة المنافقين
{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} كان ذلك من سياسة المنافقين في تفتيت المؤمنين وكسرهم، الضغط والتجويع والترهيب والإيعاد بالفقر والألم ..
{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} كان ذلك من سياسة المنافقين في تفتيت المؤمنين وكسرهم، الضغط والتجويع والترهيب والإيعاد بالفقر والألم ..
{وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} على أي حال، آمن بذلك المسلمون لشهور طويلة في شَعب أبي طالب، وآمنوا بذلك وسط مكائد النفاق بالمدينة!
{وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} أنهم أحقر مما يظنون، ولا يفقهون حقيقة الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب، وأن المؤمن لن ينفضّ عن الحق بمثل ذلك!
{يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} ليُخرجِن الأقوى والأمنع والأغنى الأضعف والأقل والأفقر!
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} لم يتعرض القرآن لقضية "الإخراج" الجزئية، بل رسّخ القضية الكلية المطلقة الأهم التي لا تتبدّل مهما تبدّلت الظروف والأحوال، فعلى أي حال، العزة للمؤمنين ما داموا مؤمنين!
{وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} حقيقة العزة والشرف، وحقيقة الإيمان والمؤمنين، وأن المؤمنين أعزة على الكافرين ولو في أوج ضعفهم، أذلة على المؤمنين ولو في أوج قوّتهم، وأنّ مِداد هذه العزة هو صلتهم بالله ورسوله والآخرة، ذلك الشيء الراسخ في أنفسهم على أي حال!
لكن من أهل الكفر والنفاق من علّمتهم الأيام بعض هذه الحقائق، فأيقنوا أنه لا هناء لهم إلا بتفكيك ما في صدور المؤمنين وتبديل ما في قلوبهم وعقولهم!
- التصنيف: