فتنة التأويل
النزاع والصراع والخلاف أراد الله وقوعه ولا يمكن لأحد إزالته، بل الواجب التعامل معه وفق المراد الشرعي..
وجود المذاهب المنحرفة المنتسبة للإسلام لم يخل منه جيل منذ مقتل عثمان -رضي الله عنه- وفتنة التأويل تكبر وتتسع حتى زماننا هذا..
تصور تخرج جماعة في زمان الصحابة تكفر وتقتل -قربة لله!- خير الناس في عصرهم ممن تواترت النصوص في فضله وصلاحه: عثمان وعلي -رضي الله عنهما-!
كان الصراع في زمان الإمام أحمد مع الجهمية والمعتزلة..
وفي زمان ابن تيمية مع طوائف عديدة أخصها الأشعرية المتصوفة..
ومن رحمة الله فينا أنّ صراع التأويل في هذا العصر مع الغلاة في التكفير والتبديع كالمداخلة وأشباههم والفاجر من علماء السوء والسلطان..
علم الله ضعفنا فقدر لنا هذه المذاهب الهزيلة التي لا تحتاج أكثر من فطرة سليمة مع قليل من العقل ويسير من العلم!
النزاع والصراع والخلاف أراد الله وقوعه ولا يمكن لأحد إزالته، بل الواجب التعامل معه وفق المراد الشرعي..
قال الله تعالى:
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}
ولن يفتن بدعوة المفتونين إلا من كتب الله عليه ذلك بالأزل لعلمه بعدم صلاحه للخير..
{مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ، إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ}
لا تحزن الحزن الذي يحمل على اليأس والإحباط ولا تقصر في العمل الواجب..
قضى الله وقدر أن هذا الدين لا يحمى إلا بطائفة قليلة من الأمة تخوض معركتي التنزيل والتأويل في آن واحد.
«لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ علَى الحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ»
- التصنيف: