وجوب موالاة المؤمن وإن ظلمك، وبُغض الكافر وإن أحسن إليك

منذ ساعتين

يجب على المسلم أن يوالي في الله، وأن يعادي في الله، وأن يحب في الله، وأن يبغض في الله، فيحب جميع المؤمنين ويناصرهم، ويعادي جميع الكافرين ويبغضهم ويتبرأ منهم

يجب على المسلم أن يوالي في الله، وأن يعادي في الله، وأن يحب في الله، وأن يبغض في الله، فيحب جميع المؤمنين ويناصرهم، ويعادي جميع الكافرين ويبغضهم ويتبرأ منهم، فأوثق عُرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله، قال الله تعالى في وجوب موالاة المؤمنين: {﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾} [المائدة: 55 - 56]، وقال سبحانه: {﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ } [المائدة: 51]، وقال عز وجل: {﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ } [المجادلة: 22].

قال ابن تيمية في تفسير قوله تعالى: { ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾} [الحجرات: 10]: المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك، والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك؛ فإن الله سبحانه بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله، فيكون الحب لأوليائه، والبغض لأعدائه، والإكرام لأوليائه، والإهانة لأعدائه، والثواب لأوليائه، والعقاب لأعدائه. وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر، وطاعة ومعصية، وسنة وبدعة: استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا، كاللص الفقير تُقطع يده لسرقته، ويُعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته. مجموع الفتاوى (28/ 209).

هذا، ولا يعني وجوب بغض الكافر الذي أحسن إليك أن تظلمه، بل يجب العدل معه، وينبغي أن تحسن إليه، فإن حسن أخلاق المسلم في تعامله مع الكافر يدعوه إلى الإسلام، وإنما تُبغضه لكفره بالله ورسوله، وتكذيبه بكتاب الله وسنة رسوله، وتمرده عن توحيد الله وعبادته، قال الله تعالى: {﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾} [الممتحنة: 8].

محمد بن علي بن جميل المطري

دكتوراه في الدراسات الإسلامية وإمام وخطيب في صنعاء اليمن

  • 0
  • 0
  • 29

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً