واقع المرأة المسلمة بين التحذير النبوي وخطابات النسوية المعاصرة!

منذ ساعة

يتبين لنا أن ما حذر منه نبينا صلى الله عليه في شأن النساء قد أصبح واقعا نراه كل اليوم؛ من تبرج وسفور، وكفران للعشير، وتمرد على أحكام الشرع، وتساهل في العلاقات المحرمة، وإسراف في اللهو والموضة والاستهلاك، حتى استوفت المرأة العصرية –إلا من رحم الله– شروط كل ما يجعلها من أهل النار.

لم يكن كلامُ النبيّ صلى الله عليه وسلم جزافًا ولا مبنيًّا على الظنّ حين حذّر من أن النساء أكثر أهل النار؛ فهذا التحذير لا يُقصد به انتقاصُ المرأة ولا تحميلُها وِزرَ غيرها، بل هو تنبيهٌ إلى كثرة مواضع الزلل إن غاب الوازعُ الإيماني وضعفت المراقبة، وإلى أنّ السلوك البشريّ عمومًا -رجالًا ونساءً- يفتقر إلى ضوابط الشرع ليحسنَ ويستقيم.

ما نراه اليوم في الحياة اليومية وعلى منصّات التواصل من صور التبرّج، وكفران النعمة، والاستهانة بالأحكام الشرعية، وما يصحب ذلك من تسويقٍ للفاحشة وتطبيعٍ للمنكر، يذكّر بعظمة هذا التحذير النبوي ومعناه المقاصدي: إقامةُ سياجٍ وقائيّ للأخلاق، واستدعاءُ المرأة المسلمة خصوصًا إلى استحضار معاني الحياء والعفّة والسمت الرصين.

تضاعفت في هذا العصر أسبابُ الفتنة وتكاثرت أدواتُ الإغواء، وتداخلت الخطاباتُ المؤثِّرة في الوعي، وفي مقدّمتها خطابٌ نسويّ معاصر يروّج لاستقلاليةٍ مطلقةٍ تُلغى معها مرجعيةُ الشرع وضوابطُه، ويُعاد تعريفُ الطاعة والحياء والحجاب بوصفها “قيودًا” لا “قيمًا متعالية”. ومع هذا التراكم الإعلاميّ والرمزيّ، تنزلق بعض النساء إلى مسالك تُضعف صلتهنّ بهويتهنّ الإيمانية وتزاحم رسالتهنّ في الأسرة والمجتمع.

يُقارب هذا المقال أبرز المظاهر التي تفاقمت في واقعنا، ويسعى لإظهار كيفية تآزر الدوافع الثقافية والإعلامية لتغليب الشهوة على الهُدى، ونقف على أخطر ما انزلقت إليه المرأة اليوم، مما جعلها أكثر عرضة للوعيد الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، مع التأكيد أن الخطاب هنا يصف اختلالاتٍ ظاهرةً في شرائح واسعة، ولا يعمّم الأحكام على جميع النساء، فإنّ في الواقع نماذج مشرّفة من الالتزام والفضل.

التبرج والسفور والتشبه بالغربيات:

من أخطر الظواهر خروجُ بعض النساء متزيّناتٍ متبرّجاتٍ أمام الأجانب، أو بملابسَ ضيّقةٍ قصيرةٍ تُظهر ما أُمِرنَ بسترِه. حيث يصادم هذا السلوك أوامرَ الشريعة التي جاءت بالحجاب والحياء، ويؤثّر اجتماعيًا في الذوق العام ومناخ العفّة، فضلًا عن إشاعة الإثارة وإضعاف المناعة الأخلاقية للجماعة.

ومما يزيد من خطورة هذا الحال، أن هذه المظاهر لم تعد حبيسة مجتمعاتٍ بعينها؛ بل باتت تُرى -بكثافةٍ لافتة- في شوارع مدنٍ مسلمة كان يُنتظر أن تتّخذ فيها المرأةُ المسلمةُ سمتَ القدوة في الاحتشام.

وقد تعاظم التشبّهُ بالغربيات في الملبس والهيئة وأنماط التزيّن، حتى كاد الفارقُ بين بعض المسلمات وغيرهنّ يبهتُ في الحياة العامّة؛ فغاب تاجُ الحياء الذي كان عنوانَ المرأة المؤمنة، وتآكل الشعورُ بالانتماء. والظاهر أنّ المظهر لا يقتصر على “شكلٍ خارجيّ”؛ بل يحملُ دلالاتٍ هوويةً وقيميةً تُعيد تشكيل تصوّر المرأة عن نفسها وعن موقعها ضمن منظومة القيم.

لقد بات التشبه بالغربيات ركنًا أصيلاً في حياة نسوة هذا العصر، ولم تعد المرأة المسلمة –في أغلب الأحوال– تتميز عن غيرها إلا بالاسم فقط، أما السلوك واللباس والهيئة فقد ذابت في قوالب دخيلة لا تمت إلى قيم الإسلام بصلة، ولا تكاد تفرّق بين المسلمة التي تؤمن بالله ورسوله، وبين الغربية التي لا تؤمن بأي دين أصلًا، حيث غاب الحياء الذي كان تاجا للمرأة المؤمنة، وتلاشى الشعور بالانتماء بشكل واضح جدًّا.

ثقافةُ الاستهلاك واللهو.. استنزافُ الهويّة:

غدت الأزياءُ والزينةُ لدى كثيراتٍ هَمًّا طاغيًا يستهلك الوقتَ والعقلَ والمال، وانتشر على منصّات التواصل تسويق المؤثِّرات لأنماط عيشٍ متخمةٍ بالاستهلاك، فتتلقّفها الفتياتُ بهدف محاكاتها بالتفصيل، حتى تكاد القدوةُ المرموقة تتحوّل من امرأةٍ صالحةٍ عفيفةٍ إلى عارضةٍ على الشاشة تُقاس القيمةُ عندها بعدّاد المتابعين، ويتجاوز الأمرُ حدودَ “الذوق” إلى بناءٍ ثقافيّ يفرغ الحياةَ من معناها التوحيديّ؛ فيذوب المقصدُ الأخلاقيّ في زحمة الصُّوَر والسلع.

أمّا الإسرافُ والتبذيرُ فقد استشريا استشراءً مؤلمًا؛ فالمراكز التجارية صارت -في واقعنا الماثل- ميدانَ مباهاةٍ ومضمارَ اقتناءِ ما لا حاجةَ إليه، وهكذا يثقِل هذا النزوع الاستهلاكيّ ميزانياتِ الأسر، ويُربك أولوياتها، ويؤخّر واجباتٍ أهمّ في الرعاية والتعليم وبناء المهارات، وترشيدُ النفقات ليس مجرّد خيارٍ اقتصاديّ؛ بل هو خلقٌ تعبّديّ يُعيد توزيعَ الموارد على الأهمّ فالمهمّ، ويحفظ الأسرة من ضغوطٍ تُضعف استقرارها.

مما يزيد القلب غصة؛ أنني كلما تصفحت وسائل التواصل الاجتماعي وجدت جيوشا من الفتيات يتابعن بشغف هؤلاء المهووسات بالموضة، يقلدنهن في كل التفاصيل، من لباس أو هيئة أو أسلوب عيش، وكأن القدوة أصبحت عارضة أزياء أو مؤثرة على الشاشة، لا امرأة صالحة عفيفة تحفظ دينها وكرامتها، وهكذا تحول اللهو والموضة إلى تيار جارف يبعد الفتاة المسلمة عن رسالتها، ويفرغ حياتها من المعنى الحقيقي الذي خلقت لأجله.

لقد غدت المرأة اليوم -إلا من رحم الله- أسيرة شهوة الاستهلاك، تنفق بلا حساب، وتسرف بلا عقل، في وقت يحتاج فيه البيت والمجتمع إلى ترشيد النفقات وحسن تدبير الموارد، لا إلى بعثرتها في الكماليات والأمور غير الضرورية.

العلاقات المحرّمة.. ومنظومة التمرد على أحكام الشريعة:

تساهلت بعض الفتيات في التعامل مع الرجال بغير ضوابط، وتوسّلن عناوينَ برّاقةً مثل “الحرية” و”الصداقة” لتبرير اختلاطٍ وحديثٍ خاصّ ولقاءاتٍ تُذيب الحدودَ الشرعيّة، ومع الانزلاق في هذه المسارات، تتضاعف المخاطرُ على العرض والقلب، وتقع بعضهنّ في محرّماتٍ صريحة، حتى آل الأمر ببعضهن إلى الوقوع في الزنا. والأدهى من ذلك أن بعض الأسر تتساهل فتسمح لابنتها أن تتسكع مع ما يسمى “صديقها”، وكأنها تعيش في بيئة غربية لا تعرف عن دينها أي شيء.  

أسوأ من ذلك، أنّ بعض الأُسر تتسامح في ذلك بدعوى “الحداثة” أو “الثقة”، فتتولّد فجوةٌ تربويةٌ تُضعف المناعةَ الدينية، وتُشحن الفتاةُ بخياراتٍ قصيرة النظر تفكّك مسارها الوجدانيّ، وهذا في الحقيقة انحدار خطير ينذر بفساد كبير في المجتمع المسلم، إن لم تستيقظ الضمائر من سباتها، ويعاد للفتاة المسلمة وعيها بمكانتها ورسالتها، قبل أن تجرفها رياح الفتنة إلى هاوية لا عودة منها. بل إن كثيرًا من الفتيات قد سقطن فعلًا في تلك الهاوية المظلمة السحيقة.

لقد أصبح الجهر بالاعتراض على أحكام الله والاستهزاء بشعائره سمة لهذا العصر، فالمرأة اليوم –صغيرة أو كبيرة– صارت تحارب تعاليم الله جهارًا نهارًا؛ بين من ترفض فريضة الحجاب، وتُسخّف أحكام الميراث والزواج،

إلى من تتطاول بالسخرية من الدين وأهله، وهذا أمر نراه في كل يوم على منصات التواصل الاجتماعي.

إن هذا الانحراف الخطير هو مسار تمرد على أوامر الله، ينذر بعواقب وخيمة إذا لم يتدارك بالعودة إلى الوعي، وإحياء الغيرة على الدين، والتسليم المطلق لحكم الله الذي هو عين الحكمة والرحمة.

الفساد الأخلاقي على مواقع التواصل:

تكدّست وسائل التواصل بصور النساء السافرة ومقاطعهن الماجنة، فالصغيرة تعرض نفسها بالغناء والرقص شبه العاري، غير واعية لما تجنيه على نفسها ومجتمعها، والكبيرة تتمايل بلباسها السافر لتتصدر المنصات وتبث أفكارا شيطانية باسم الحرية، وتحرض الزوجات على عصيان أزواجهن، وتزين لهن التمرد على بيوتهن.

وهكذا امتلأت الشاشات يوميا بمظاهر العري واللهو والسخرية من القيم، حتى صار الإنترنت مدرسة للفساد بدل أن يكون وسيلة للعلم والنفع. إنها صورة مؤلمة تكشف حجم الجهل الذي استبد بكثير من النساء، وكيف تحولن إلى أدوات لنشر التهتّك وتطبيع الانحراف، في وقت أحوج ما نكون فيه إلى نشر الفضيلة وتثبيت القيم.

كما تفشت كثير من الأخلاق الذميمة في مجتمعاتنا حتى غدت سلوكا ظاهرا، لا مجرد أمور خفية في الصدور. فما نسمعه في الواقع، وما نراه على منصات التواصل من تتبع بعض النساء لحياة أخريات، ونشر صورهن وأخبارهن بنية التشويه أو التحطيم، يكشف حجم ما استحكم في النفوس من حسد وضغائن. وقد انضاف إلى ذلك داء آخر لا يقل خطورة، وهو الغيبة والنميمة، حتى أصبحت شعارا لنساء هذا العصر، فلا يكاد يخلو مجلس ولا مجموعة تواصل من الخوض في أعراض الناس وتناقل أسرارهم. وهكذا تجتمع هذه الآفات لتشعل الفتن، وتزرع البغضاء، وتقطع ما أمر الله به أن يوصل.

ضف إلى ذلك أن التكبر اليوم بات صفة ملازمة للمرأة العصرية، حتى غدا التعالي على الناس بالمظهر أو المال أو الجمال أمرًا شائعًا جدًّا، فما إن ترزق المرأة بنعمة من نعم الله جمالا أو مالا أو مكانة، حتى تخرج إلى الإنترنت لتتباهى بها أمام الخلق، وتستعرض ما تملك من لباس وزينة ومظاهر، وكأن غايتها أن تشعر الأخريات بالنقص والحرمان، فغلب التفاخر على التواضع، والمباهاة على الشكر، في وقت كان ينبغي أن تقابل النعمة بالحمد، لا أن تستعمل كأداة للغرور والتكبر.

اللهاث خلف الوظيفة والراتب على حساب الأسرة:

تخلت كثير من فتيات اليوم عن أسمى غايات الفطرة؛ وهي الزواج وتكوين أسرة مستقرة، حيث تشبّعن بأفكار النسوية التي لا ترى في الزواج إلا عبئًا وقيدًا، وفضّلت العمل والراتب على الأمومة والقرار في البيت، وأصبحت كثير من الفتيات اللواتي يقدمن على الزواج، في بعدٍ واضح عن غايته ومقاصده، حيث يتخذنه تجارة مؤقتة، تسعى به إلى تحقيق غاية ما، أو الإنجاب السريع، ثم تنهيه سريعًا بالطلاق، تاركة الزوج يئن تحت أثقال النفقة والمطالب التي لا تنتهي.

ولقد زاد الطين بلة أن قوانين كثير من الدول الإسلامية باتت منحازة إلى المرأة على حساب الرجل، فبدل أن تحمي الأسرة وتوازن الحقوق، أصبحت تكرس واقعا جديدا يرهق الأزواج ويفرغ الزواج من معناه الحقيقي. وهكذا انقلبت الموازين، وغاب الوعي برسالة الأسرة عند فتاة هذا الزمان، وحل محلها منطق الأنانية والمادية الذي يهدد استقرار المجتمع كله.

كفران العشير وإهمال تربية الأبناء:

هذه من أكثر الآفات التي ابتليت بها الأسرة المسلمة اليوم، وقد جاء في الحديث الشريف أنّ أكثر أهل النار من النساء، لما يقع منهن من جحود للجميل وإنكار لفضل الأزواج.

 وقد كان للمنهج النسوي المنحرف دور خطير في تأجيج هذا الداء، إذ دعا المرأة صراحة إلى السيطرة على الرجل وقراراته، والخروج عن طاعته، وزيّن لها مسألة العمل خارج البيت على القيام برسالتها الأولى في رعاية أسرتها وتربية أبنائها. فاستجابت كثير من النساء لهذه الدعوات، فإذا بهن يزهدن في بيوتهن، ويتخلين عن أدوارهن الطبيعية، حتى صار بعضهن يكرهن أزواجهن، ويعتبرن الحياة الزوجية قيدًا، والأمومة عبئًا.

والنتيجة من ذلك كله، أن جيلًا من الأبناء تُرِكوا فريسة للإهمال والضياع، وبتنا نرى أن أبناء الموظفات هم الأكثر اضطرابًا وحرمانًا من الرعاية والاحتواء، بل هن الأكثر من بين من يعاني من الأمراض والاضطرابات الصحية.

هلا تداركنا الحال؟

ليس المقصودُ من هذا التشخيص جلدُ الذات ولا تحقيرُ المرأة؛ بل تثبيتُ بوصلةٍ أخلاقيةٍ تُعينُ على التمييز بين الحقّ والباطل، والجميلِ والقبيح، والنّافعِ والمُضرّ. ويمكن رسمُ معالمَ عمليةٍ للاستدراك في مسالك أربعة:

 أوّلها، اليقظةُ القيميةُ التي تُعيد ترتيبَ الأولويات وتنتبه لآثار التفاصيل الصغيرة على المسار الكبير.

ثانيها، استعادةُ معنى الحياء والحجاب باعتبارهما قيمتين إيجابيتين لصون الكرامة وتحصين المجتمع.

ثالثها، ترشيدُ الاستهلاكِ وكسرُ حلقةِ المقارنات الرقمية التي تصنعُ التعاسةَ وتستنزف الموارد.

رابعها، الانضباطُ بالضوابط الشرعية في علاقة الرجل بالمرأة داخل الفضاءين الواقعيّ والافتراضيّ، والتعاطي المسؤول مع المنصّات بالتقليل من التعريض بالنفس والابتعاد عن مواضع الريبة والفتنة.

إنّ المرأةَ المسلمةَ حين تعي رسالتها، وتستحضر رقابةَ الله تعالى، وتنتظم في سلوكٍ يوافق أمرَه، تكون مصدرَ قوةٍ للمجتمع ومأمنًا لنفسها وأسرتها. أمّا الانسياقُ خلف الدعايات التي تُبخّس الوحيَ وتُعلي من الهوى، فمآلُه تيهِ المعنى وخسارةُ السكينة. والعودةُ إلى الجادّة ممكنةٌ في كلّ حين: توبةٌ صادقة، ومجاهدةُ نفس، ومناخٌ أُسريٌّ داعم، ومجتمعٌ يُكرّم الفضيلة ويُعين عليها.

في الختام:

يتبين لنا أن ما حذر منه نبينا صلى الله عليه في شأن النساء قد أصبح واقعا نراه كل اليوم؛ من تبرج وسفور، وكفران للعشير، وتمرد على أحكام الشرع، وتساهل في العلاقات المحرمة، وإسراف في اللهو والموضة والاستهلاك، حتى استوفت المرأة العصرية –إلا من رحم الله– شروط كل ما يجعلها من أهل النار.

لقد استسلمت كثير من النساء لوساوس الشيطان، وركضن خلف النسوية والمادية حتى صرن عبيدًا لها، فيقدمن رضاها على رضا خالقهن، وإن لم تدرك المرأة خطورة هذا المسار، وتبادر إلى التوبة والرجوع إلى منهج الله، فإنها ستهوي بنفسها حقًّا وحقيقة، وتجر معها كل من يدور حولها إلى مهاوي الهلاك والفساد..

ليس الحلُّ في الإدانة الجوفاء، بل في بناءِ وعيٍ دينيّ راسخ، وتربيةٍ أُسريّةٍ مُحكمة، واستعادةِ دور القدوات الصالحات، وتصميمِ سياساتٍ مجتمعيةٍ تحمي الذوق العام وتُيسّر سبلَ العفاف. وبهذا فقط نُبدّد سُحُبَ الفتنة ونفتحُ للمرأة المسلمة طريقًا آمنًا إلى مرضاة الله، وصونِ نفسها وأهلها ومجتمعها.

_____________________________________
الكاتب: عبد العالي الدغوغي

  • 1
  • 0
  • 18

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً