إدمان مواقع التواصل الاجتماعي

منذ ساعتين

أيها الآباء، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الناس كوسيلة للتواصل مع العائلة والأصدقاء، لكن مع مرور الزمن أصبحت ملاذًا للشباب والفتيات في كل حين، مما جعلهم يُفرِطون في استخدامها لعدد من الساعات.."

مواقع التواصل الاجتماعي هي منصات وتطبيقات على الإنترنت، تمكِّن المستخدمين من إنشاء حساباتهم الخاصة، والتفاعل مع الآخرين، وذلك بمشاركة المحتوى المتنوع؛ مثل: النصوص والصور، ومقاطع الفيديو والآراء والأفكار، مع مجتمعات وشبكات افتراضية، وتكمن أهميتها في كونها أدوات أساسية للتواصل والتفاعل مع الآخرين، ونقل الأخبار والوصول إلى المعلومات، والتسويق والإعلان، والتعليم والترفيه، والتأثير الاجتماعي، وتطوير الذات والمهارات، ومن خلال تمكين الأفراد والشركات من إنشاء ملفات شخصية، والتفاعل مع الآخرين عبر الإنترنت بطرق سريعة ومبتكرة.

 

تقول ربة أسرة: مشكلتي أن ابنتي كثيرة الإدمان على الإنترنت والفيس ومواقع التواصل الاجتماعي، عمرها 15 سنة، صارت تلبس نظارات، وهي تجلس على النت أثناء الإجازات أكثر من 15 ساعة، دائمة السهر، حتى أثناء الأكل تُمسك جوالها، نصحتها أكثر من مرة لكن لا فائدة.

 

ويقول آخر: ابني عمره 16 سنة، يجلس على النت أكثر من 18 ساعة في اليوم، الموضوع تطور أكثر لدرجة أنه يغيب عن المدرسة، ولا يهتم بنفسه ولا يخرج مع أصدقائه، أخذت منه الحاسوب، لكنه أصبح يخرج إلى المقاهي، ولا يعود إلى المنزل إلا متأخرًا، لا أعرف كيف أتعامل معه؟

 

أيها الآباء، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الناس كوسيلة للتواصل مع العائلة والأصدقاء، لكن مع مرور الزمن أصبحت ملاذًا للشباب والفتيات في كل حين، مما جعلهم يُفرِطون في استخدامها لعدد من الساعات، حتى وقعوا في الإدمان، مما شكَّل ضررًا على عقولهم ونفسياتهم وصحتهم، وقد تزايدت حِدتها خلال فترات جائحة كورونا، لتعويض انخفاض معدل الجلوس والاستمتاع مع الآخرين، إلا أنها في الواقع لها تأثير كبير على الشباب؛ ومنها:

• انخفاض الثقة بالذات بسبب التعرُّض المفرط للمقارنة مع حياة الآخرين.

 

• الانعزال عن المجتمع الواقعي، وعدم الإحساس بالتعاطف مع الآخرين.

 

• القلق والاكتئاب، نتيجة التصفح المتكرر والانتظار، وانخفاض معدلات الحركة والنشاط البدني.

 

• اضطرابات النوم، وانخفاض في مستويات الأداء في العمل أو الدراسة.

 

• الدخول على المواقع الإباحية والمنحرفة أخلاقيًّا ودينيًّا، والتأثر بها.

 

• مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة وسهلة للتنمر، ونشر الإشاعات أو التعليقات المؤذية، مما يسبِّب ضائقة عاطفية شديدة.

 

• يتعرض المستخدمون لكمٍّ هائل من المعلومات غير الصحيحة والمضلِّلة، وقد يجدون صعوبةً في التمييز بينها.

 

• يمكن استغلال البيانات الشخصية للمستخدمين في الإعلانات الموجَّهة، أو قد يعرض المستخدمون معلوماتٍ حسَّاسة دون وعي بالمخاطر.

 

أيها الآباء، علينا أن نستوعب أن منصات التواصل الاجتماعي في العصر الحالي ليست مجرد أدوات ثانوية، بل إن دورها تنامى بشكل كبير ومؤثِّر، في التعليم والتطوير، وبناء المهارات وسوق العمل، وفيما يلي بعض الإرشادات للتعامل الإيجابي مع مواقع التواصل الاجتماعي؛ منها:

• حذف تطبيقات التواصل من الجوَّال، واستخدامها فقط عن طريق الحاسب الآلي، مما يساعد على تقليل الدخول عليها.

 

• تجنب استخدام الهاتف الشخصي أثناء الدراسة أو العمل إلا للحاجة القصوى، مع وضع الهاتف خارج غرفة النوم عند الاستراحة.

 

• تحديد زمن معين في اليوم لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

 

• ممارسة هوايات جديدة بعيدًا عن التكنولوجيا؛ مثل: الرياضة، والتطوع، والطبخ.

 

• اجعل رؤية الأسرة والأصدقاء من الأولويات الخاصة بك.

 

• قم بتعطيل جميع تنبيهات تطبيقات التواصل الاجتماعي على هاتفك؛ حتى لا تجعلك تبقى مهتمًّا بها لأطول فترة ممكنة.

 

• استشارة متخصص نفسي وسلوكي للمساعدة في تغيير هذا السلوك.

 

• استثمر وقتك في مواقع التواصل بنشر ما يفيد المجتمع من معلومات وتوجيهات دينية ودعوية وتربوية، أو اقتباسات وإحصاءات مفيدة.

 

• الحذر من الدخول في مهاترات سلبية مع الآخرين لا تنفع، بل قد تضر صاحبها، وتُدخله تحت طائلة القانون.

 

• اجعل وسائل التواصل الاجتماعي وسيلةً لدعم أهدافك الشخصية والمهنية، وذلك بالوصول لأشخاص مؤثرين وقدواتٍ في مجال تخصصاتهم.

 

• استخدم كلماتِ مرور قويةً، واضبط إعدادات الخصوصية، وتجنب النقر على الروابط المشبوهة لحماية معلوماتك الشخصية.

 

أخيرًا، تذكر أن الله يراك ويراقبك، فالله سبحانه هو الرقيب الذي لا يغيب عنه شيء من أمور خلقه، ويُحصي أعمالهم ويُحاسبهم عليها يوم القيامة؛ لذلك، يجب على المسلم الحذر من انتهاك حرمات الله، وأن يستحي من الله في خلواته كما يستحي من الناس في ظاهره، وألَّا يستخدم هذه المواقع إلا بما يُرضيه.

____________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش

المصدر: الألوكة

  • 1
  • 0
  • 34

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً