"بِمَ تقدّم الأوروبيّون وتأخّرنا"
لم تتقدّم أوروبا لأنها أذكى، بل لأنها أحسنت قراءة المجتمع، فعرفت أن طاقة الابتكار كامنة في الطبقات المحرومة، حيث الحاجة تولّد الفكرة، والضيق يولد الإبداع.
«لمَّا رَأَت دول أوروبا أنَّ المخترعات والصنائع النافعة لا تكونُ إلا مِن فريقِ الفقراء، سَنَّت قانون الامتياز والمكافأة والشهادات العلميَّة والعمليَّة ونياشين الشرف؛ لتبعث في الناس غيرة المجاراة والمباراة في التفنُّن والاختراع، وكلّما اخترعَ واحدٌ شيئاً كوفئ على اختراعه، والتزمه منه الأغنياء وأرباب المعامل، فكثر المخترعون، وانتهت بهم البعثة العلميَّة إلى استخدام البخار والكهرباء واكتشاف العوالم القديمة والحديثة» [1]
لم تتقدّم أوروبا لأنها أذكى، بل لأنها أحسنت قراءة المجتمع، فعرفت أن طاقة الابتكار كامنة في الطبقات المحرومة، حيث الحاجة تولّد الفكرة، والضيق يولد الإبداع.
أما نحن، فكثيرًا ما ندفن المواهب تحت ثقل الإهمال والتهميش والتشكيك، ثم نتساءل ببرود: لماذا لا نتقدم؟
لا يُحاصر الفقراء بالريبة، وإنما تُفتح لهم أبواب الاعتراف والتكريم والمكافأة، فيصير الإبداع طريق الصعود من الظِّل إلى الضوء ومن الحرمان إلى طبقة النخبة.
_________________________________________
[1] عبد الله النديم، ص 133.
الكاتب: عبد العزيز رحومة
- التصنيف: