(الله القيوم)
إنَّ المؤمنَ الذي يُؤمِنُ باللهِ القيُّومِ لا يتوكَّلُ إلا على ربِّهِ، تَوَكُّلَ عبدٍ فقيرٍ لا غنى لهُ عنْ مولاهُ طَرْفةَ عينٍ، لذا تَراهُ مُنْكَسرًا بينَ يديهِ، لا يرى لنفسِهِ ولا لغيرِهِ تَدبيرًا لذرَّةٍ منْ شأنِهِ ولا شأنِ أحدٍ منَ العالمينَ.."
عِبادَ الله: لقيَ النَّبيُّ ﷺ أُبيَّ بن كعبٍ رضيَ اللهُ عنه، فسألهُ قائلًا: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ» ؟» قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ثمَّ تلا آية الكرسي [البقرة: ٢٥٥]، قَالَ أُبَيٌّ: فَضَرَبَ النَّبيُّ ﷺ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» [1].
الآيةُ الأعظمُ في القرآنِ العظيمِ، حديثٌ عنْ وَحدانيةِ اللهِ وكمالِهِ وعَظَمتِهِ، ذكرَ اللهُ فيهَا منْ أسمائِهِ اسمينِ عليهِمَا مدارُ الأسماءِ الحسنَى، وهمَا: الحيُّ القيومُ.
ولأنَّ اللهَ أمرَنَا أنْ نعبدَهُ وندعوَهُ بأسمائِهِ الحسنَى فقال: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: ١٨٠]، فمَا أحرَانَا أنْ نَحيَا بتلكَ المعانِي عِلمًا وعمَلًا وحالًا، وأنْ نفهمَ اسمَ اللهِ القيُّومِ ونُحسِنَ عبادةَ اللهِ ودُعاءَهُ بهِ.
فما معنى القيُّوم؟
القَيُّومُ هوَ القائمُ بنفسِهِ لا يزولُ، قيامُهُ بذاتِهِ لا بغيرِهِ، فلهُ كمالُ الغنَى المطلقِ منْ كلِّ وجهٍ، غنيٌّ بذاتِهِ لا يحتاجُ إلى شيءٍ، لمْ يزلْ ولا يزالُ دائمًا باقِيًا أزليًّا أبديًّا موصوفًا بصفاتِ الكمالِ، فهوَ لِقيُّوميتِهِ بذاتِهِ حيٌّ لا يموتُ ولا ينامُ، عليمٌ لا يجهلُ، عزيزٌ لا يَذِلُّ، قويٌّ لا يضعُفُ، قديرٌ لا يعجِزُ، حكيمٌ لا يَعبثُ.
وهوَ أيضًا القيُّومُ المُقيمُ لكلِّ منْ سواهُ، فكلُّ منْ سِواهُ فقيامُهُمْ بهِ، فقيرونَ إليهِ، لا غِنَى لهُمْ عنهُ طَرْفةَ عَينٍ.
إنَّ اللهَ قيُّومُ السَّمواتِ والأرضِ ومَنْ فيهنَّ، ولهُ دَوامُ القيُّوميَّةِ وكمالُهَا.
كانَ النّبيُّ ﷺ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ». [2].
السَّماواتُ ومَنْ فيهَا منَ الملائكةِ والأفلاكِ والأجرامِ، والأرضُ ومنْ عليهَا منَ الإنسِ والجنِّ والطيرِ والوَحشِ وكلِّ الخلقِ قائمونَ بهِ وبأمرِهِ، خلقًا وإيجادًا وتدبيرًا.
قالَ سُبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ [الروم: ٢٥].
ولأنّهُ القيُّومُ جلَّ في علاهُ، فقدْ تكفَّلَ سبحانَهُ لخلقِهِ بمَا فيهِ صلاحُ دنياهُمْ وآخرتِهِمْ، فجعلَ في الأرضِ ما بهِ صلاحُ حياةِ الخلقِ ومعاشُهُمْ، وشرعَ منَ الدينِ ما بهِ قيامُ قلوبِهِمْ ونفوسِهِمْ وصلاحُها.
لذا قالَ الله: {الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} [آل عمران: ٢-٤].
ومنْ كمالِ قيُّوميَّتِهِ سبحانَهُ أنَّهُ لا تأخذُهُ سِنَةٌ -أيْ غَفوةٌ- ولا نومٌ، إذْ كيفَ يقومُ ربٌّ على شؤونِ خلقِهِ ثمَّ يغفُلُ عنْهُمْ ويغلِبُهُ النَّومُ أوْ الموتُ.
يقولُ النَّبيُّ ﷺ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ» [3].
ومنْ قيُّوميَّتِهِ سُبحانَهُ أنَّهُ رقِيبٌ شَهيدٌ حفيظٌ على أعمالِ عبادِهِ، يعلَمُ أقوالَهُمْ وأعمالَهُمْ، ثمَّ يُـحاسبُهُمْ ويُـجازِيهِمْ عليهَا يومَ يقومُ الناسُ لربِّ العالمينَ.
قالَ تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: ٣٣].
وهوَ سبحانَهُ قائمٌ على كلِّ نفسٍ بالقِسطِ، لا يظلمُ خَلْقَهُ مثقالَ ذرَّةٍ، يقومُ عليهِمْ فيضَعُ كلَّ شيءٍ في موضعِهِ، بعلمِهِ وحكمتِهِ ورحمتِهِ، وشرعَ لهُمْ دينَهُ رحمةً وعدلًا.
قالَ سبحانه: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: ١٨].
وهوَ سبحانَهُ في قيامِهِ على خلقِهِ لا يشغَلُهُ مخلوقٌ عنْ غيرِهِ، ولا شأنٌ عنْ شأنٍ.
إنهُ سبحانَهُ يعلمُ ويسمعُ ويُبصرُ ويَشهدُ كلَّ خلقِهِ في آنٍ واحدٍ، يُحْيي ويميتُ، يَخلُقُ ويُفني، يَرزقُ فيَبسُطُ ويَقْدِرُ، يُعطي ويمنعُ، يَقبضُ ويَبسُطُ، يُعزُّ ويُذِلُّ، يخفضُ ويرفعُ، يَبتلي ويُعافي، يرضى ويسخَطُ، يُحبُّ ويكرَهُ، يَحلُمُ وينتقمُ.
إنَّهُ في آنٍ واحدٍ، يَهدي ضالًّا، ويُجيبُ داعيًا، ويَشفي سقيمًا، ويَردُّ غائبًا، ويُغيثُ ملهوفًا، ويُطعمُ جائعًا، ويَكسو عاريًا، ويَكشفُ كَربًا، ويَسترُ عاصيًا، ويَشكُرُ طائعًا، ويَقبَلُ تائبًا، ويُؤَمِّنُ خائفًا، ويجبرُ مكسورًا، ويَنصرُ مظلومًا، ويَقصِمُ ظالمًا، ويُعينُ ضعيفًا، ويُثَبِّتُ راجيًا.
يشرحُ الصَّدرَ، ويُجيبُ المضطرَّ، ويكشفُ الضُّرَّ، ويَلُمُّ الشَّعْثَ، ويَقضي الدَّينَ، ويُغني منَ الفقرِ، ويُعيذُ مِنَ الشرِّ.
يَهدِي منَ الضَّلالةِ، ويُنيرُ منَ الظُّلمةِ، ويُجيرُ منَ الظَّلَمةِ، ويُثَبِّتُ أولياءَهُ بالحُجَّةِ، ويَسترُ العورةَ، ويُؤمِّنُ منَ الرَّوعةِ.
أترى هذهِ اللَّحظةَ الواحدةَ التي نعيشُهَا الآنَ؟ فإنَّهُ سبحانَهُ يُدبِّرُ منْ أمرِهِ ما يشاءُ، يُرسلُ الرِّياحَ، ويسوقُ السَّحابَ، ويُنزلُ الغيثَ، ويُنبتُ الزَّرعَ، ويَفلِقُ الحَبَّ والنوى.
إخوةَ الإسلام:
إنَّ المؤمنَ الذي يُؤمِنُ باللهِ القيُّومِ لا يتوكَّلُ إلا على ربِّهِ، تَوَكُّلَ عبدٍ فقيرٍ لا غنى لهُ عنْ مولاهُ طَرْفةَ عينٍ، لذا تَراهُ مُنْكَسرًا بينَ يديهِ، لا يرى لنفسِهِ ولا لغيرِهِ تَدبيرًا لذرَّةٍ منْ شأنِهِ ولا شأنِ أحدٍ منَ العالمينَ، بلْ أمرُهُ كلُّهُ للهِ، وقِبلةُ قَلبِهِ ربُّ العالمينَ، حالُهُ كما كانَ نبيُّنَا ﷺ يتوكَّلُ على مولاهُ القيُّومِ فيقولُ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ! بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفسِي طَرْفَة عين» [4].
الموقِنُ باللهِ القيُّومِ لا يتعَلَّقُ قلبُهُ بغَيرِ اللهِ، لا يَتوجَّهُ ولا يستغيثُ إلا بهِ، لا يَلتفِتُ إلى أصحابِ الأضرحةِ، ولا سلاطِينِ الأرضِ، ولا أغنياءِ العالَمِ، بلْ حالُهُ كما أثنى النَّبيُّ ﷺ على ربِّهِ فقالَ: «أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ» [5].
المؤمِنُ يوقنُ أنَّ قلبَهُ لنْ يقومَ على الصِّراطِ المستقيمِ، ولنْ يقومَ بواجبِ العبوديةِ إلَّا إنْ أقامَهُ اللهُ بقوتِهِ ومَدَدِهِ.
ألم يقُلِ النَّبيُّ ﷺ: «مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ»؟ [6].
المُؤمِنُ إنْ جاءَهُ كَرْبٌ، أوْ أصابَهُ بلاءٌ، فبِاللهِ القَيُّومِ يستغيثُ، فإنَّهُ يُقيمُ عبدَهُ على ما شاءَهُ سبحانَهُ، لا يُعجِزُهُ شَيءٌ، وكيفَ يَعجِزُ وهُوَ القائلُ: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [فاطر: ٤١].
هكذَا حالُ أفقرِ الخلقِ إلى اللهِ وأغناهُمْ بهِ، إنّهُ رسولُ اللهِ ﷺ، إذْ يقولُ فيه أنسُ بنُ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ! بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ» [7].
عِبادَ الله: إنَّ اللهَ القيُّومَ على صراطٍ مستقيمٍ، أقامَ لنا الملّةَ فلا اعوجاجَ ولا ميلَ فيهَا، وشرَعَ لنا هذَا الدينَ القَيِّمَ، الذي يهدي للتي هيَ أقوَمُ، ولا قيامَ لنا إلَّا بهِ.
قالَ سبحانه: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: ٣٠].
وللحِفاظِ على قِيامِ هذا الدِّينِ، أمرَنَا ربُّنَا -الذي هوَ قائمٌ بالقِسطِ- أنْ نقومَ للهِ بالقِسطِ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ} [المائدة: ٨].
ومعنَى أنْ نقومَ للهِ: أنْ نقومَ بالحقِّ في كلِّ ما أمرَنَا بإقامتِهِ، فنقومَ للهِ بأمرِ اللهِ.
أمرَنَا سبحانَهُ أنْ نُقيمَ دينَهُ وشرعَهُ، وكتابَهُ، وسُنَّةَ نبيِّهِ ﷺ، عِلمًا وتعليمًا وعمَلًا وتحاكُمًا، في أنفُسِنَا وفي كُلِّ شُؤونِ حياتِنَا، فقالَ سُبحانَهُ: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: ١٣].
ألَـم يقُلِ اللهُ لأهلِ الكتابِ مِنْ قَبلنا: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [المائدة: ٦٨].
أمرَنَا أنْ نُقيمَ الصَّلاةَ، وأنْ نُقيمَ الشَّهادةَ للهِ، وأنْ نُقيمَ حدودَهُ.
إنَّ إقامةَ هذَا الدِّينِ لا تكونُ إلَّا بقومٍ يجاهدونَ لأجلِهِ بالحُجَّةِ والبيانِ، والقُوَّةِ والسِّنانِ، يَفدونَهُ بأموالِهِمْ وأنفُسِهِمْ.
يقولُ النَّبيُّ ﷺ: «لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا، يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» [8].
إنَّ إقامَةَ دينِ اللهِ كمَا أنزلَهُ هيَ سبيلُ النَّجاةِ الأوحدُ، أمَّا تَرْكُ الدينِ والأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عنِ المنكرِ والمداهنةُ فيهِ فسبيلُ الهلاكِ والبوارِ.
يقولُ النَّبيُّ ﷺ: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالرَّاتِعِ فِيهَا، وَالْمُدَّهِنِ فِيهَا، مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، وَأَوْعَرَهَا، وَإِذَا الَّذِينَ أَسْفَلَهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى أَصْحَابِهِمْ، فَآذَوْهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، فَاسْتَقَيْنَا مِنْهُ، وَلَمْ نَمُرَّ عَلَى أَصْحَابِنَا فَنُؤْذِيَهُمْ، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا جَمِيعًا» [9].
اللَّهُمَّ انصُرِ الإسلامَ وأعِزَّ المسلمينَ، وأهْلِكِ اليهودَ المجرمينَ، اللَّهُمَّ وأنزِلِ السَّكينةَ في قلوبِ المجاهدينَ في سبيلِكَ، ونَجِّ عبادَكَ المستضعَفينَ، وارفعْ رايةَ الدِّينِ، بقُوَّتِكَ يا قويُّ يا متينُ.
_____________________________________________________
- (1) صحيح مسلم (٨١٠)، من أبي بن كعب رضي الله عنه.
- (2) صحيح البخاري (١١٢٠)، وصحيح مسلم (٧٦٩)، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
- (3) صحيح مسلم (١٧٩)، من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
- (4) السنن الكبرى (١٠٣٣٠)، من حديث أنس رضي الله عنه، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٢٧).
- (5) صحيح مسلم (٧٧١)، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- (6) سنن ابن ماجه (١٩٩)، من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٥/١٢٦).
- (7) جامع الترمذي (٣٥٢٤)، من حديث أنس رضي الله عنه، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣١٨٢)
- (8) صحيح مسلم (١٩٢٢)، من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه.
- (9) صحيح البخاري (٢٤٩٣)، ومسند أحمد (١٨٣٧٩)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
المصدر: مركز حصين
- التصنيف: