النبع السابع عشر: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه}

يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، يهْدِ قلبه للاسترجاع، وهو أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا ابتُلِي صبر، وإذا أُنعِم عليه شكر، وإذا ظُلِم غفر، يَهْدِ وليَّه بالصبر والرضى، يَْهدِ قلبه لاتباع السنة إِذا صحَّ إيمانه. ... المزيد

النبع السادس عشر: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}

اللهم إنا نسألك من فجأة الخير ما تُدهِش به عقولنا، ونعوذ بك من فجأة الشَّرّالتي توهن قلوبنا. وهذا الرزق الرباني روحاني وجسماني، ولعل رزق العبد من الصبر واليقين والثبات أعظم من رزقه المالي والمدني، وهو ثمرة مباشرة من مباشرة التقوى، فاشغل نفسك بتحقيق التقوى عن طريق الاحتماء بطاعة الله من عقوبته، وصيانة النَّفس عما تستحق به العقوبة إذا فعلت ما نُهِيت عنه أو تركت ما أُمِرت به. ... المزيد

النبع الخامس عشر:{إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}

هذه الآية هي خلاصة القصة وفذلكة سورة يوسف ودرسها الأهم، وهي خلاصة المحن العظام التي اجتازها يوسف واحدة تلو الأخرى، ومعناها أن العبد لا إلى مطلوبه وينال مراده إلا بالتقوى والصبر. ... المزيد

النبع الرابع عشر: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}

جعل الله لكل عمل جزاء من جنسه، لكنه جعل جزاء التوكل عليه كفايته لعبده، فقال: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، ولم يقل نؤتِه كذا وكذا من الأجر، بل جعل نفسه سبحانه كافي من توكل عليه، فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السماوات والأرض ومن فيهن لجعل له ربُّه من بين ذلك فرجا ومخرجا. ... المزيد

النبع الثاني عشر: أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

قال ابن القيم: "جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه، ووجود طعم المحبة في المتملق له، والإقرار له بصفة الرحمة، وأنه أرحم الراحمين، والتوسل إليه بصفاته سبحانه، وشدة حاجته وهو فقره، ومتى وجد المبتلى هذا كشف عنه بلواه، وقد جُرِّب أنه من قالها سبع مرات، ولا سيما مع هذه المعرفة كشف الله ضره". ... المزيد

النبع الحادي عشر: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ} ​

سبحانه فارج الهمِّ وكشَّاف الكُرَب! هو من ساءل الكفرة.. من بارزوه بالعصيان حين عدَّد عليهم نعمه في كتابه العزيز، فقال: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ}، فسبحان من أشهد الكفار على إجابته دعوة المضطرين منهم! فما بالك بالمضطرين من عباده المؤمنين؟! ... المزيد

النبع العاشر {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}

وفي الآية استعارة تمثيلية، فقد شبَّه كونه تعالى حافظا لأعمال العباد، مترقِّبا لها، ومجازيا على نقيرها وقطميرها بحيث لا ينجو منه أحد بحال، بمن قعد على الطريق مترصِّدا لمن يسلكها ليأخذه، ويوقع به ما يريد، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: "إن ربك لبالمرصاد قال: يسمع ويرى"، والمرصاد في اللغة كذلك هو المكان الذي يجد فيه الراصد العدو. قال القرطبي: "أي على طريق العباد لا يفوته أحدٌ، والمرصَد والمِرصاد: الطَّريق". ... المزيد

النبع الثامن: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً}

امتحن الرسل بالمرسل إليهم ودعوتهم إلى الحق والصبر على أذاهم. وتحمل المشاق فى تبليغهم رسالات ربهم، امتحن المرسل إليهم بالرسل، وهل يطيعونهم، وينصرونهم، ويصدقونهم، أم يكفرون بهم، ويردون عليهم، ويقاتلونهم؟، امتحن العلماء بالجهال، هل يعلِّمونهم وينصحونهم، ويصبرون على تعليمهم ونصحهم وإرشادهم، ولوازم ذلك؟، امتحن الجُهَّال بالعلماء؛ هل يطيعونهم ويهتدون بهم؟، امتحن الملوك بالرعية، والرعية بالملوك، امتحن الأغنياء بالفقراء، والفقراء بالغنياء، امتحن الضعفاء بالأقوياء، والأقوياء بالضعفاء، امتحن السادة بالأتباع والأتباع بالسادة، امتحن المالك بمملوكه، ومملوكه به، امتحن الرجل بامرأته، وامرأته به، امتحن الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، امتحن المؤمنين بالكفار والكفار بالمؤمنين، امتحن الآمرين بالمعروف بمن يأمرونهم، وامتحن المأمورين بهم. ... المزيد

النبع السابع: «أَنا عند ظن عبدي بي»

في الحديث القُدُسي: «إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي؛ إن خيرا فخير، وإن شرا فشر»، فمعاملة الله لعبده تدور مع الظن، فإذا أحسن ظنه بربه بلَّغه ما أمَّل، وإذا تشاءم وأساء الظن بالله فالعقوبة إليه أسرع والشر منه اقترب. ... المزيد

النبع الرابع: «لأنصرنك ولو بعد حين​»

حُكِي أن الأمير نوح بن أسد لما وضع الخراج على أهل سمرقند، بعث بريدًا إلى أميرها، فأحضر الأئمة والمشايخ وأعيان البلد، وقرأ عليهم الكتاب، فقال الفقيه أبو منصور الماتريدي للبريد: قد أدَّيتَ رسالة الأمير، فاردُد إليه الجواب، وقل له: زِدْنا ظلمًا حتى نزيد في دعاء الليل! ثم تفرقوا، فلم تذهب إلا أيام حتى وجدوه قتيلًا. ... المزيد

النبع الثاني: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}

​العاقبة من كل شَيْء آخِره، ومنه عَقِبُ الرَّجُل، ومنه العقوبة، لأنها تاليةٌ للذَّنب وعنه تكون، وقد وعد الله وعدا جازما أنها للمتقين، وهي هنا: النصر والظفر في الدنيا، والجنة في الآخرة، والدليل على أنَّ المراد هو العاقبة فى الدنيا قبل الآخرة أن الله ذكر ذلك عقب قصة نوح، ونصَرَه بعد صبره على قومه، فقال تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أنْتَ وَلا قَوْمكَ مِنْ قَبْلِ هذَا فَاصْبِرْ إنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمتُقّينَ} [هود: 49]، أي أن عاقبة النصر لك ولمن معك، كما كانت لنوح عليه السلام ومن آمن معه. ... المزيد

النبع الأول: {إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}

وهذا من كلام موسى عليه السلام لسحرة فرعون يوم المواجهة الكبرى، ومعناه : أن الله لا يصلح عمل من سعى في أرض الله بما يكره الله، وعمل فيها بمعاصيه، فلا يؤيِّده الله بجميل الخاتمة، وليس المرادُ بعدم إصلاحِ عملِهم عدم جعل فسادهم صلاحا بل عدم إتمامه بل يمحق الله بركته، ويسلِّط عليه الدمارَ والبوار، والجملةُ تعليلٌ لما سبقها من قوله تعالى: {إِنَّ الله سَيُبْطِلُهُ}. ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً