قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ

إنَّ الانزواء في الغرفةِ الضيّقةِ مع الفراغِ القاتل طريقٌ ناجحٌ للانتحارِ، وليستْ غرفتك هي العالمُ، ولست أنت كلَّ الناسِ فَلِمَ الاستسلامُ أمام كتائبِ الأحزان؟ ألا فاهتفْ ببصرِك وسمعِك وقلبِكَ: {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً}، تعال لتقرأ القرآن هنا بين الجداولِ والخمائِل، بَيْنَ الطيورِ وهي تتلو خُطَبَ الحبِّ، وبَيْنَ الماءِ وهو يروي قصة وصولهِ من التلِّ. ... المزيد

حسبنا الله ونعم الوكيل

تفويضُ الأمرِ إلى اللهِ، والتوكلُ عليهِ، والثقة بوعدِهِ، والرضا بصنيعهِ وحُسنُ الظنِّ بهِ، وانتظارُ الفرجِ منهُ؛ من أعظمِ ثمراتِ الإيمانِ، وأجلِّ صفاتِ المؤمنين، وحينما يطمئنُّ العبدُ إلى حسنٍ العاقبةِ، ويعتمدُ على ربِّهِ في كلِّ شأنِه، يجد الرعاية، والولاية، والكفاية، والتأييدَ، والنصرةَ. ... المزيد

الصلاة .. الصلاة

كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبَهُ أمرٌ قال: «أرحنا بالصلاةِ يا بلالُ» فكانتْ قُرَّةَ عينِهِ وسعادتهُ وبهجتَهُ، وقد طالعتُ سِيرُ قومٍ أفذاذٍ كانتْ إذا ضاقتْ بهم الضوائقُ، وكشَّرتْ في وجوههمُ الخطوبُ، فزعوا إلى صلاةٍ خاشعةٍ، فتعودُ لهم قُواهُمْ وإراداتُهم وهِمَمُهُمْ. ... المزيد

تعزَّ بأهلِ البلاءِ

كمْ منَ المصائبِ، وكمْ من الصابرين، فلست أنت وحدك المصاب، بل مصابُكَ أنت بالنسبةِ لغيرِك قليلٌ، كمْ من مريضٍ على سريره من أعوامٍ، يتقلبُ ذات اليمينِ وذات الشِّمالِ، يَئِنُّ من الألمِ، ويصيحُ من السَّقم، كم من محبوس مرت به سنوات ما رأى الشمس بعينه، وما عرف غير زنزانته، كمْ من رجلٍ وامرأةٍ فقدا فلذاتِ أكبادهِما في ميْعَةِ الشبابِ وريْعانِ العُمْرِ، كمْ من مكروبٍ ومدِينٍ ومُصابٍ ومنكوبٍ. ... المزيد

أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ

إنَّ الحاسد يُشْعِلُ فرناً ساخناً ثم يقتحمُ فيه. التنغيصُ والكدرُ والهمُّ الحاضرُ أمراضٌ يولّدها الحسدُ لتقضي على الراحةِ والحياةِ الطيبةِ الجميلةِ. بلِيَّةُ الحاسِدِ أنهُ خاصمَ القضاءَ، واتهم الباري في العدْلِ، وأساء الأدب مع الشَّرعْ، وخالف صاحبَ المنْهجِ. ... المزيد

أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

بذكره سبحانهُ تنقشعُ سُحُبُ الخوفِ والفَزَعِ والهمِّ والحزنِ. بذكره تُزاحُ جبالُ الكَرْبِ والغمِ والأسى، ولا عجبَ أنْ يرتاح الذاكرون، فهذا هو الأصلُ الأصيلُ، لكن العَجَبَ العُجابَ كيف يعيشُ الغافلون عن ذكِرِهِ {أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}، يا منْ شكى الأرق، وبكى من الألم، وتفجَّع من الحوادثِ، ورمتْهُ الخطوبُ، هيا اهتفْ باسمه المقدس، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}. ... المزيد

الإيمان هو الحياة

الأشقياءُ بكلِّ معاني الشقاءِ همُ المفلسون من كنوزِ الإيمانِ، ومن رصيدِ اليقينِ، فهمْ أبداً في تعاسةٍ وغضبٍ ومهانةٍ وذلَّةٍ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [طه من الآية: 124]، لا يُسعدُ النفس ويزكّيها ويطهرُها ويفرحُها ويذهبُ غمَّها وهمّها وقلقها إلاَّ الإيمانُ بالله ربِّ العالمين، لا طعم للحياةِ أصلاً إلاَّ بالإيمانِ. ... المزيد

وليسعك بيتك

رجائي الوحيدُ إقبالك على شانِك والانزواءُ في غرفتِك إلاَّ من قولِ خيرٍ أو فعلِ خيرٍ، حينها تجدُ قلبك عاد إليك، فسلمَ وقتُك من الضياعٍ، وعمرُك من الإهدارِ، ولسانُك من الغيبةِ، وقلبُك من القلقِ، وأذنُك من الخنا ونفسُك من سوءِ الظنِ، ومن جرَّب عَرَفَ، ومن أركب نفسه مطايا الأوهامِ، واسترسل مع العوامِ فقلْ عليه السلامُ. ... المزيد

أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ

إذا نزلتْ بك النوازلُ، وألَمَََََّتْ بك الخطوبُ فالْهجْ بذكرِهِ، واهتفْ باسمِهِ، واطلبْ مددهُ واسألْه فتْحهُ ونصْرَهُ، مرِّغِ الجبين لتقديسِ اسمِهِ، لتحصل على تاج الحريَّةِ، وأرغم الأنْف في طين عبوديتِهِ لتحوز وِسام النجاةِ، مدَّ يديْك، ارفع كفَّيْكَ، أطلقْ لسانك، أكثرْ من طلبِهِ، بالغْ في سؤالِهِ، ألحَّ عليه، الزمْ بابهُ، انتظرْ لُطْفُه، ترقبْ فتْحهُ، أشْدُ باسمِهِ، أحسنْ ظنَّك فيه، انقطعْ إليه، تبتَّلْ إليه تبتيلاً حتى تسعد وتُفْلِحَ. ... المزيد

اصنع من الليمون شراباً حلواً

إذا داهمتك داهيةٌ فانظرْ في الجانبِ المشرِقِ منها، وإذا ناولك أحدُهمْ كوب ليمونٍ فأضفْ إليهِ حِفْنَةً من سُكَّر، وإذا أهدى لك ثعباناً فخذْ جلْدَهُ الثمين واتركْ باقيه، وإذا لدغتْك عقربٌ فاعلم أنه مصلٌ واقٍ ومناعةٌ حصينة ضد سُمِّ الحياتِ. ... المزيد

قضاء وقدر

استسلمْ للقدر قبْل أن تطوّق بجيش السُّخْط والتذمُّر والعويل، اعترفْ بالقضاءِ قبْل أن يدهمك سيْلُ النَّدمِ، إذاً فليهدأ بالُك إذا فعلت الأسباب، وبذلت الحِيل، ثم وقع ما كنت تحذرُ، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع، ولا تقُلْ «لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قُلْ : قدَّر اللهُ وما شاء فعلْ». ... المزيد

لا تكن إمعة

لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذُب في الآخرين. إن هذا هو العذاب الدائم، وكثيرٌ هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتِهم وحركاتِهم، وكلامَهم، ومواهبهم، وظروفهم، لينصْهرُوا في شخصيِّات الآخرين، فإذا التكلّفُ والصَّلفُ، والاحتراقُ، والإعدامُ للكيان وللذَّات. ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً