نعمة الألم (4)

فإذا أردتَ أن تؤثِّر بكلامِك أو بشعْرِك، فاحترقْ به أنت قَبْلُ، وتأثَّرْ به وذقْه وتفاعلْ مَعَهُ، وسوفَ ترى أنك تؤثِّر في الناس، {فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}. ... المزيد

نعمة الألم (3)

إذنْ فلا تجزعْ من الألم ولا تَخَفَ من المعاناةِ، فربما كانتْ قوةً لك ومتاعاً إلى حين، فإنكَ إنْ تعشْ مشبوبَ الفؤادِ محروقَ الجَوَى ملذوعَ النفسِ؛ أرقُّ وأصفى من أن تعيشَ باردَ المشاعرِ فاترَ الهِمَّةِ خامدَ النَّفْسِ، {وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}. ... المزيد

نعمة الألم (2)

حياةُ المؤمنين الأوَّلين الذين عاشوا فجْرَ الرسالةِ ومَولِدَ الملَّةِ، وبدايةَ البَعْثِ، فإنهُم أعظمُ إيماناً، وأبرُّ قلوباً، وأصدقُ لهْجةً، وأعْمقُ عِلمْاً، لأنهم عاشوا الأَلَمَ والمعاناةَ: ألمَ الجوع والفَقْرِ والتشريدِ، والأذى والطردِ والإبعادِ، وفراقَ المألوفاتِ، وهَجْرَ المرغوباتِ، وألمَ الجراحِ، والقتلِ والتعذيبِ، فكانوا بحقٍّ الصفوة الصافيةَ. ... المزيد

نعمة الألم (1)

إنَّ الدعاء الحارَّ يأتي مع الألمِ، والتسبيحَ الصادقَ يصاحبُ الألَمَ، وتألُّم الطالبِ زَمَنَ التحصيلِ وحمْله لأعباءِ الطلبِ يُثمرُ عالماً جَهْبَذاً، لأنهُ احترق في البدايةِ فأشرق في النهايةِ. وتألُّم الشاعرِ ومعاناتُه لما يقولُ تُنتجُ أدباً مؤثراً خلاَّباً، لأنه انقدحَ مع الألمِ من القلبِ والعصبِ والدمِ فهزَّ المشاعرَ وحرَّكَ الأفئدةَ. ومعاناة الكاتبِ تُخرجُ نِتاجاً حيّاً جذَّاباً يمورُ بالعِبرِ والصورِ والذكرياتِ. ... المزيد

وقفة (2)

لا تحزنْ: لأنك جرّبتَ الحزن بالأمسِ فما نَفَعَكَ شيئاً، رَسَبَ ابنُك فحزنتَ، فهل نَجَحَ؟! مات والدُك فحزنت فهل عادَ حيّاَ؟! خسِرت تجارتُك فحزنت، فهل عادتْ الخسائرُ أرباحاً؟! ... المزيد

ابتسم (7)

ما أحوجنا إلى البسمةِ وطلاقةِ الوجهِ، وانشراحِ الصَّدْرِ وأريحيّةِ الخُلُقِ، ولطفِ الروحِ ولينِ الجانبِ، «إنَّ الله أوحى إليَّ تواضعوا، حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ ». ... المزيد

ابتسم (6)

النفسُ الباسمةُ ترى الصعابَ فيلذُّها التغلُّبُ عليها، تنظرُها فتبسَّم، وتعالجها فتبسمْ، وتتغلبْ عليها فتبسمْ، والنفسُ العابسةُ لا ترى صعاباً فتخلفها، وإذا رأتْها أكبرتْها واستصغرتْ همَّتها وتعلَّلتْ بلو وإذا وإنْ. ... المزيد

ابتسم (5)

فالنفسُ تعطيك من الهمَّةِ بقدرِ ما تحدِّدُ من الغرضِ. حدِّدْ غرضك، وليكنْ سامياً صعْب المنالِ، ولكنْ لا عليك في ذلك ما دمت كلَّ يومٍ تخطو إليه خطواً جديداً. إنما يصدُّ النفس ويعبِّسَها ويجعلُها في سجنٍ مظلمٍ: اليأسُ وفقدانُ الأملِ، والعيشةُ السيئةُ برؤيةِ الشرورِ، والبحثِ عن معايبِ الناسِ، والتشدُّقِ بالحديثِ عن سيئاتِ العالمِ لا غير. ... المزيد

ابتسم (4)

الحياةُ فنٌّ، وفنٌّ يُتَعلَّمُ، ولخيرٌ للإنسانِ أن يَجِدَّ في وضعِ الأزهارِ والرياحينِ والحُبِّ في حياتهِ، من أن يجدَّ في تكديسِ المالِ في جيبهِ أو في مصرفِه. ما الحياةُ إذا وُجِّهتْ كلُّ الجهودِ فيها لجمعِ المالِ، ولم يُوجَّهْ أيُّ جهدٍ لترقيةِ جانب الرحمةِ والحبِّ فيها والجمالِ؟! ... المزيد

ابتسم (3)

هؤلاء عندهمْ قدرةٌ على المبالغةِ في الشرِّ، فيجعلون من الحبَّةِ قُبَّةً، ومن البذرةِ شجرةً، وليس عندهمْ قدرةٌ على الخيرِ، فلا يفرحون بما أُوتوا ولو كثيراً، ولا ينعمون بما نالوا ولو عظيماً. ... المزيد

ابتسم (2)

لو خُيِّرتُ بين مالٍ كثيرٍ أو منصبٍ خطيرٍ، وبين نفسٍ راضيةٍ باسمةٍ، لاخترتُ الثانيةَ، فما المالُ مع العبوسِ؟! وما المنصبُ مع انقباضِ النفسِ؟! وما كلُّ ما في الحياةِ إذا كان صاحبُه ضيِّقاً حرجاً كأنه عائدٌ من جنازة حبيبٍ؟! وما جمالُ الزوجة إذا عبستْ وقلبتْ بيتها جحيماً؟! لخيرٌ منها ألفَ مرةٍ زوجةٌ لم تبلغْ مبلغها في الجمالِ وجعلتْ بيتها جنَّةً. ... المزيد

ابتسم (1)

الضَّحِكُ المعتدلُ بلْسَمٌ للهمومِ ومرهَمٌ للأحزانِ، وله قوةٌ عجيبةٌ في فرحِ الروحِ، وجَذلِ القلْبِ، حتى قال أبو الدرداء رضي اللهُ عنه: إني لأضحك حتى يكونَ إجماماً لقلبي. وكان أكرمُ الناس صلى الله عليه وسلم يضحكُ أحياناً حتى تبدو نواجذُه، وهذا ضحكُ العقلاءِ البصراءِ بداءِ النفسِ ودوائِها. ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً