كناشة الفوائد (15): منهج ابن عدي

فوائد عن منهج ابن عدي في كتابه (الكامل) من فضيلة د. مازن السرساوي:

  1. إذا قال ابن عدي عن الراوي لا بأس به، فالمعنى عنده أنه غير متهم بالكذب.
  2. (الكامل) من أهم المصادر في تراجم شيوخ ابن عدي.
  3. رتَبَ التراجم على الطبقات داخل الاسم الواحد.
  4. فيه نحو ١٨٠٠٠ نص.

كناشة الفوائد (19) التفرق

 

سئل الشعبي عن طائفة نُصرت وهي على الباطل فقال: ذلك بأنهم جهلوا الحق واجتمعوا وتفرقتم ولم يكن الله ليظهر أهل فرقة على جماعة أبدًا (حلية الأولياء: [٤/٣١٥]).

 

قلتُ: فانظر إلى عقل هذا الرجل، كيف أدرك بثاقب نظره في سنن الله تعالى أن التفرق -وإن أهله أصحاب منهج صحيح- يسلط عليهم الأمم المجتمعة وإن كانوا على منهج خطأ.

كناشة الفوائد (13): لا يتكلمون إلا بعلم!

روى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله [2/837] بإسناده عن ابن عون قال: كنت عند القاسم بن محمد إذ جاءه رجل، فسأله عن شيء، فقال القاسم: "لا أحسنه". فجعل الرجل يقول: إني دفعت إليك لا أعرف غيرك فقال القاسم: "لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي، والله ما أحسنه". فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يا ابن أخي الزمها فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم، فقال القاسم: "والله لأن يقطع لساني أحب إلي من أن أتكلم بما لا علم لي به"!

كناشة الفوائد (17) رحمة الله على تلك العظام!

روي أن وكيع بن الجراح -شيخ الإمام أحمد- أغلظ عليه رجلٌ، فدخل وكيع بيتًا فعفّر وجهه، ثم خرج للرجل فقال: زد وكيعًا بذنبه! فلولاه ما سُلطت عليه! (ينظر: سير أعلام النبلاء: [٩/١٥٥]).

كناشة الفوائد (12): المجاهدة

قال ابن الجوزي رحمه الله:

"رأيت الخلق كلهم في صفِّ محاربة، والشياطين يرمونهم بنبل الهوى، ويضربونهم بأسياف اللذة:

فأما المخلطون؛ فصرعى من أول وقت اللقاء.

وأما المتقون؛ ففي جهدٍ جهيد من المجاهدة.

فلا بد -مع طول الوقوف في المحاربة- من جراحٍ، فهم يجرحون ويداوون، إلا أنهم من القتل محفوظون.

بلى، إن الجراحة في الوجه شَيْنٌ باقٍ، فليحذر ذلك المجاهدون".

كناشة الفوائد (16): الواقدي

يقول إبراهيم الحربي: لم يزل أحمد بن حنبل يوجه -في كل جمعة- لحنبل بن إسحاق إلى محمد بن سعد كاتب الواقدي، فيأخذ له جزئين جزئين من حديث الواقدي، فينظر فيهما ثم يردها ويأخذ غيرها (ينظر: تاريخ بغداد: [٣/٢٢٥]).

قلتُ: وفي هذا فائدة مشهورة عند أهل الاختصاص، وهي: أن الأئمة مع حكمهم بالترك للواقدي في باب الأحكام، إلا أنهم احتجوا به في باب السير، ما لم يخالف، وهكذا صنعوا مع ابن إسحاق -وهو أحسن حالًا بكثير- من الواقدي، بل هو ممن يحسن حديثه في الأحكام من حيث الجملة، ما لم يتفرد أو يخالف من هو أوثق منه.

كناشة الفوائد (2) فائدة

فائدة: ذكر النسائي -في ذيل كتابه الذي سمّى فيه شيوخه، ص: [٧٥]- سبعة من القضاة الذين عرفوا بالحديث، والعجيب أنهم ما بين ضعيف أو متروك أو كذاب! وهم:

  1.  أبو البختري: وهب بن وهب (كذاب).
  2. أبو شيبة: جدّ أبي بكر (صاحب المصنف) (متروك).
  3. سلمة بن الأحمر (تركه جماعة وضعفه آخرون).
  4. علي بن ظبيان (ضعيف).
  5. الحسن بن زياد اللؤلؤي (كذبه جماعه وتركه آخرون).
  6. الواقدي محمد بن عمر صاحب السير (متروك).
  7. الحسن بن عمارة (كذاب).

قلتُ: فاته يحيى بن أكثم وشريك وحفص بن غياث.. وغيرهم.

كناشة الفوائد (5): عسى أن يهيأ له خير

نقل ابن وهب عن الإمام مالك قوله: "ينبغي للعالم أن يألف -فيما أشكل عليه- قول: لا أدري فإنه عسى أن يهيأ له خير".

قلتُ: تأمل في كلمته في تعليل وصيته: "فإنه عسى أن يهيأ له خير"!

ثم قال ابن وهب: "وكنت أسمعه كثيرًا ما يقول: لا أدري، ولو كتبنا عن مالك: لا أدري لملأنا الألواح"! (ينظر: جامع بيان العلم وفضله: [2/839]).

كناشة الفوائد (8): تنوع عبارات السلف

قال القرطبي: في تفسير قوله تعالى: { تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [التحريم من الآية:8]: "اختلفت عبارة العلماء وأرباب القلوب في التوبة النصوح على ثلاثة وعشرين قولًا"!

قلتُ: هذا يصلح مثالًا لمسابقة بين طلاب العلم في مجلس الدرس، أو رحلة برية، لتمرين الذهن على تنوع عبارات السلف في بيان معنى الآية، فإنه إذا رجعنا لتفسير الآية وما قيل فيها فسنجد أن غالبها يعود إلى معانٍ متقاربة.

كناشة الفوائد (1) في قصة ومعنى (كناشة النوادر) 2

ويعقب عليه صاحب التاج -أيضًا بقوله-: قلت ومنه الكناشة الأوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط، هكذا يستعمله المغاربة واستعمله شيخنا -يعني ابن الطيب الفاسي اللغوي- في حاشيته علي هذا الكتاب كثيرًا.

يعني حواشي ابن الطيب علي القاموس أما الخفاجي: في شفاء الغليل، فيضبطه بلفظ كُنَاش -بضم الكاف وتخفيف النون بزنة غراب-، ويقول: إنه لفظ سرياني، معناه المجموعة والتذكرة، وقد وقع هذا اللفظ كثيرًا في كلام الحكماء، وسموا به بعض كتبهم".

ثم استطرد الأستاذ في ذكر أمثلة من مجاميع العلماء ثم قال: "وأعتقد أني بذلك قد أطلت واستطردت في تعليل تسمية مذكراتي هذه باسم: كناشة النوادر".

كناشة الفوائد (4): لفتة موفّقة

لما تحدث السخاوي عن شروط المؤرخ، وأن منها عدم التعرض لما قد يقع من العالم في مقتبل العمر، والتشهير به، ويكون في مستدبر العمر قد رجع عنها، قال رحمه الله:

"وكذا يتجنب التعرض للوقائع المنقصة، الصادرة في شبوبية من صيره الله بعد ذلك مقتدى به، فمن ذا سلم؟! وإنما الاعتبار بحاله الآن، وما أحسن قول سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى: إنه ليس من شريف ولا عالم، ولا ذي فضل -يعني غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام- إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكر عيبوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وُهب نقصه لفضله" (ينظر: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، ص: [٦٩]).

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً