التصنيف: أخبار السلف الصالح
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (16): الواقدي
يقول إبراهيم الحربي: لم يزل أحمد بن حنبل يوجه -في كل جمعة- لحنبل بن إسحاق إلى محمد بن سعد كاتب الواقدي، فيأخذ له جزئين جزئين من حديث الواقدي، فينظر فيهما ثم يردها ويأخذ غيرها (ينظر: تاريخ بغداد: [٣/٢٢٥]).
قلتُ: وفي هذا فائدة مشهورة عند أهل الاختصاص، وهي: أن الأئمة مع حكمهم بالترك للواقدي في باب الأحكام، إلا أنهم احتجوا به في باب السير، ما لم يخالف، وهكذا صنعوا مع ابن إسحاق -وهو أحسن حالًا بكثير- من الواقدي، بل هو ممن يحسن حديثه في الأحكام من حيث الجملة، ما لم يتفرد أو يخالف من هو أوثق منه.
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (20)
وصف ابن عبيد في تاريخه شيخه الشيخ عبدالله ابن سِلِيْم رحمه الله (ت: ١٣٥١هـ) فقال: "وكان له وجدٌ وذوق في المعارف الإلهية، حتى إنه ليكاد يحبو من مكانه حبوًا إذا جعل يتكلم على معاني العقيدة السلفية، لما له من الحظ الأوفر من تلك البضاعة" (تذكرة أولي النهي والعرفان: [٣/٢٨٣]).
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (11) قصة مؤثرة في حب السلف للصحابة
قال أحمد بن يونس اليربوعي: "قدمتُ البصرة، فأتيت حماد بن زيد، فسألته يملي علي شيئًا من فضائل عثمان، فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة! قال: كوفي يطلب فضائل عثمان؟ والله لا أمليتها عليك إلا وأنا قائم وأنت جالس! فقام وأجلسني، وأملى عليّ، وكنت أسارقه النظر، فكان يملي عليّ وهو يبكي" (ينظر: التعديل والتجريح للباجي: [١/٣٢٨]).
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (15): منهج ابن عدي
فوائد عن منهج ابن عدي في كتابه (الكامل) من فضيلة د. مازن السرساوي:
- إذا قال ابن عدي عن الراوي لا بأس به، فالمعنى عنده أنه غير متهم بالكذب.
- (الكامل) من أهم المصادر في تراجم شيوخ ابن عدي.
- رتَبَ التراجم على الطبقات داخل الاسم الواحد.
- فيه نحو ١٨٠٠٠ نص.
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (19) التفرق
سئل الشعبي عن طائفة نُصرت وهي على الباطل فقال: ذلك بأنهم جهلوا الحق واجتمعوا وتفرقتم ولم يكن الله ليظهر أهل فرقة على جماعة أبدًا (حلية الأولياء: [٤/٣١٥]).
قلتُ: فانظر إلى عقل هذا الرجل، كيف أدرك بثاقب نظره في سنن الله تعالى أن التفرق -وإن أهله أصحاب منهج صحيح- يسلط عليهم الأمم المجتمعة وإن كانوا على منهج خطأ.
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (13): لا يتكلمون إلا بعلم!
روى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله [2/837] بإسناده عن ابن عون قال: كنت عند القاسم بن محمد إذ جاءه رجل، فسأله عن شيء، فقال القاسم: "لا أحسنه". فجعل الرجل يقول: إني دفعت إليك لا أعرف غيرك فقال القاسم: "لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي، والله ما أحسنه". فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يا ابن أخي الزمها فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم، فقال القاسم: "والله لأن يقطع لساني أحب إلي من أن أتكلم بما لا علم لي به"!
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (17) رحمة الله على تلك العظام!
روي أن وكيع بن الجراح -شيخ الإمام أحمد- أغلظ عليه رجلٌ، فدخل وكيع بيتًا فعفّر وجهه، ثم خرج للرجل فقال: زد وكيعًا بذنبه! فلولاه ما سُلطت عليه! (ينظر: سير أعلام النبلاء: [٩/١٥٥]).
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (1) في قصة ومعنى (كناشة النوادر)
قال الأستاذ عبدالسلام هارون (ت: 1408هـ) في كتابه (كناشة النوادر) ص: [5]:
"تراثنا العربي زاخر بأنواع شتي من المعارف، بها جلاء لكثير من غوامض العلم، كما أنه مشحون بالطرائف وغذاء الذهن والروح واللسان أيضًا.
وكثيرًا ما يقرأ الإنسان شيئًا فيعجبه، ويظن أنه قد علق بذاكرته، فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم وضاع معه مفتاحه فأنتهي إلى حيرة في استعادته واسترجاعه.
والباحثون -ولاسيما في أيامنا هذه- يقيدون هذه المعارف في جذاذات، يرجعون إليها عند الحاجة، ولكني سلكت طريقًا أوثق من طريق الجذاذات، هو دفتر الفهرس وهو الذي سميته (كناشة النوادر) أقيد فيها رؤوس المسائل، مرتبة علي حروف الهجاء مقرونة بمراجعها، وقد وجدت أن هذه التسمية -مع ما فيها من التوليد أو التعريب- أقرب في الدلالة وأدق في التعبير؛ ففي القاموس: كناشات بالضم والشد: الأصول التي تتشعب منها الفروع.
وعلق صاحب تاج العروس بقوله: نقله الصاغاني عن ابن عباد.
إذن فهنا أصل عربي يولد منه كناشة الأوراق.
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (3) الفقيه
"إذا عُرفَ صاحب الحديث بالتفقه، خرست عنه الألسن، وعظم حمله في الصدور والأعين" (الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي: [2/161]).
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (6): تفاوت الأفهام بين الأئمة
سئل الإمام يحيى القطان عن حديثٍ خالف فيه أربعةٌ سفيانَ الثوري، والأربعة هم: (زائدة، وأبو الأحوص، وإسرائيل، وشريك) فقيل للقطان في ذلك؟ قال: لو كان أربعة آلاف مثل هؤلاء كان الثوري أثبت منهم!
فلما سئل ابن مهدي نفس السؤال قال: هؤلاء اجتمعوا، وسفيان أثبت منهم، والإنصاف لا بأس به (كأنه رجح رواية الأربعة) (ينظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: [1/79]).
قلتُ: وهذا دليل على تفاوت الأفهام بين الأئمة، وأن على الباحث أن يجمع الأقوال، ولا يكتفي بقول ناقدٍ قد يكون من عادته التشدد، أو يكون تشدد في تلك الكلمة فحسب.
عمر بن عبد الله المقبل
كناشة الفوائد (2) فائدة
فائدة: ذكر النسائي -في ذيل كتابه الذي سمّى فيه شيوخه، ص: [٧٥]- سبعة من القضاة الذين عرفوا بالحديث، والعجيب أنهم ما بين ضعيف أو متروك أو كذاب! وهم:
- أبو البختري: وهب بن وهب (كذاب).
- أبو شيبة: جدّ أبي بكر (صاحب المصنف) (متروك).
- سلمة بن الأحمر (تركه جماعة وضعفه آخرون).
- علي بن ظبيان (ضعيف).
- الحسن بن زياد اللؤلؤي (كذبه جماعه وتركه آخرون).
- الواقدي محمد بن عمر صاحب السير (متروك).
- الحسن بن عمارة (كذاب).
قلتُ: فاته يحيى بن أكثم وشريك وحفص بن غياث.. وغيرهم.