كيف أحفظ القرآن بدون معلم؟

منذ 2015-02-16
السؤال:

أكرمني ربي بالتوجُّه نحو حِفْظ كتاب الله -والحمدُ لله- لكنني أعتمد على نفسي في الحفظ والتسميع وما إلى ذلك.

فعند حفظي لسورةٍ ما أتوجه إلى اليوتيوب، وأستمع لأحد القراء المعروفين، وأُطَبِّق ما أسمع، مع أنني على علمٍ بأحكام القرآن التي تعلَّمناها في صِغَرِنا.

وقد تَوَجَّهْتُ بالسؤال لأحد الشيوخ على الإنترنت، فقال لي: إنه يجب أن يكونَ هناك قارئٌ ليُصَحِّح لي قراءتي، ومن ثَم وقعتُ في حيرةٍ، فمِن الصعب أن أذهبَ أو ألتحقَ بمكانٍ ما لأحفظ فيه، وليس في عائلتي مَن يهتم بهذه الأمور؛ لذا فإني أجلس ولا أحفظ القرآن بسبب هذا العائق!

فأشيروا عليَّ لو تكرمتم، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالحمدُ لله الذي مَنَّ عليك بنعمة البدْءِ في حِفْظِ كتابه العظيم، أسأل الله أن يُتِمَّ عليك حِفْظَه، والعمل به، وقراءته آناء الليل وأطراف النهار، وحافظي على تلك النعمة العظيمة، واحفظيها بتقوى الله تعالى، والصبر والمثابَرة، ونَبْذ الكسل والتهاون، والعزم الصادق لتحصيل الهدف المُحَدَّد؛ وهو إتقانُ كتاب الله وحفظه، والعمل به.

ومِن أعظم ما يُعينك على ذلك - أيضًا- المحافَظةُ على الأوامر الشرعية، واجتنابُ ما نهى الله عنه، والإكثارُ مِن الاستغفار، والبُعدُ عما حرَّم الله تعالى، والحذَرُ مِن تضييع الوقت في الأمور التي لا فائدة منها، والاستعاذةُ الدائمةُ مِن العجْزِ والكسَل؛ فالمُتكاسِل مُضَيِّعٌ لوقته، يخسر كلَّ شيءٍ، بل يخسر حياته؛ لأن الوقت هو الحياة.

أما ما ذكره الشيخُ لك مِن ضرورة الحفظ على يد إحدى المتخَصِّصات النساء المتقنات لأحكام القرآن، فهذا هو الأصلُ، حتى قيل: لا تأخذ القرآن مِن مُصْحَفي، ولا تأخذ الحديث مِن صحفي؛ فالقراءةُ إنما تُؤخَذ من أفواه الرجال أو النساء العدول، فحاولي الوصول إلى إحدى الشيخات المُتْقِنات، ولو عن طريق الإنترنت، فتُسَمِّعين لها وتقرئين عليها عن طريق برنامج السكايب SKYPE، أو الماسنجر، أو غيرها مِن برامج المحادثات المرئية، فتأخذين عنها مباشرةً، لتتمكني مِن إتقان الأحكام والقراءة؛ مِن التشديد، ومقدار المد، والترقيق، والتفخيم، والتسهيل، والإبدال، والفتْح، والإمالة... كلُّ هذا وغيرُه يُؤخَذ مِن أفواه القراء.

فإن لم تتمكني مِن هذا، فيمكنك قراءة أحكام التجويد، والقراءة مِن بعض الكتب المعروفة نظريًّا، وهي كثيرةٌ قديمًا وحديثًا، ومُتَيَسَّرةٌ في جميع المكتبات، وعلى شبكة الإنترنت، وقد ذكرتِ أنك قد دَرَسْتِ تلك الأحكامَ، فالأمرُ سيكون ميسورًا عليك - إن شاء الله.

ثم بعد ذلك بإمكانك الاستفادة مِن اليوتيوب، أو غيره مِن الوسائل المرئية والمسموعة في تحصيل الحفظ الصحيح، فتسمعين -أولًا- ما تريدين حفْظَهُ مِن أحد المشايخ المتقنين -وما أكثرهم- مِن القدامى والمحدثين، ثم تحفظين بعد ذلك، وأكْثِري السماع حتى تعتادَ أذنُك على صحة السماع؛ فهذه طريقةٌ جيدةٌ مِن وسائل الطلَب والحفظ؛ حتى ييسرَ لك الكريمُ بصحبةٍ صالحةٍ تحفظ معك، وتُعينك عليه.

وفقك الله لكلِّ خيرٍ.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 6
  • 0
  • 14,396

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً