كيف نوفق بين الآيات والأحاديث التي ظاهرها التعارض؟
سائل يسأل عن كيفية التوفيق بين تبويب الشوكاني في نيل الأوطار باب: صحة الإسلام مع الشرط الفاسد وبين قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208]، وقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 9]، ومعلوم أن من شروط لا إله إلا الله: الانقياد المنافي للتَّرْك، والمحبة المنافِيَة للكُرْه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤالي: بوَّب الإمام الشَّوكاني رحمه الله في "نيل الأوطار" بابًا بعنوان: "بابُ صحةِ الإسلام مع الشَّرْطِ الفاسِدِ".
ثم ذكر ثلاثة أحاديث:
• حديث نصر بن عاصمٍ الليثي، عن رجلٍ منهم، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسْلَمَ، على أن يُصَلِّيَ صلاتين؛ فقَبِلَ منه؛ والحديثُ رواه أحمد، وفي لفظٍ آخر له: "على ألا يُصلي إلا صلاةً، فقَبِلَ منه".
• حديث وهبٍ قال: سألتُ جابرًا عن شأن ثقيفٍ إذ بايَعَتْ، فقال: اشترطتْ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن لا صدقةَ عليها ولا جهاد، وأنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول: «سَيَتَصَدَّقون ويُجاهدون»؛ والحديث رواه أبو داود.
• حديث أنسٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ: «أسْلِم»، قال: أجدني كارهًا، قال: «أسلِمْ، وإن كنتَ كارهًا»؛ والحديث رواه أحمد.
ثم عقَّب رحمه الله بعدها قائلاً: "هذه الأحاديثُ فيها دليلٌ على أنه يجوز مُبايعةُ الكافر وقَبول الإسلام منه وإن شرط شرطًا باطلاً، وأنه يَصِحُّ إسلامُ مَن كان كارهًا.
وهنا لي سؤالان:
• الأول: كيف نُوَفِّق بين الحديثَيْنِ الأول والثاني وبين قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208]، ومن المعلوم أنَّ مِن شروط لا إله إلا الله: الانقياد المنافي للتَّرْك.
• الثاني: كيف نُوَفِّق بين الحديث الثالث وبين قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 9]، وأيضًا مِن المعلوم أنَّ مِن شروط لا إله إلا الله: المحبة المنافية للكُره.
وجزاكم الله خيرًا.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فلا يَخفى عليك أيها الأخ الكريم أنَّ بعض المسلمين قد يَكْرَهُون فِعْل بعض الواجبات؛ لِمَشَقَّتِها عليهم، وكذلك بعض الناس يَكْره تَرْك مُحَرَّمٍ مُعيَّنٍ لمحبته لفِعْله، وهذا لا يُحبِط العمل لأنه كَرِه فِعْل الواجب المعين، أو ترْك المحرَّم المعيَّن، غير أنه لم يَكْرَه إيجاب الله له، أو تحريمه إياه؛ والأدلةُ على صحَّة ذلك من الكتاب والسُّنَّة؛ قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة: 216]؛ أي: تَكْرَهُونه مِن حيث الطبعُ؛ لما فيه من المَشَقَّة عليكم، فيكره البعضُ فعلَه لما فيه مِن المَشَقَّة والتغرير بالمُهْجَة، وتعريض النفس للهلاك...، إلى غير ذلك مِن المشاقِّ، ولكن لا يكره أن الله شرَعه، بل يُحبُّ ذلك، ويرضَى به، ويعلم أنَّ الخيرَ للأمة في وُجُوب الجهاد، وأنه ذِروة سنام الإسلام، ومَن كره شرع الله للجهاد فهو كافرٌ مرتدٌّ بنصِّ الآية.
وأما السُّنَّة: فمنها ما رواه مسلم، عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلكُم على ما يَمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطَا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرِّباط».
والمَكارِه جمع: مَكْرَه، وهو ما يَكْرَهُه الإنسانُ ويشقُّ عليه، والكُرْهُ - بالضمِّ والفتح -: المشقَّة؛ مثل أن يتوضَّأ مع البرد الشديد، والعلل التي يتأذَّى معها بمسِّ الماء.
ومنها: ما رواه البخاري، عن سهل بن حُنَيْف في شأن صُلح الحديبية، قال: "فلقد رأيتني يومَ أبي جَنْدَل ولو أستطيع أن أَرُدَّ أمر النبيِّ صلى الله عليه وسلم لرَدَدْتُه"، وهذا أميرُ المؤمنين عُمرُ رضي الله عنه كَرِهَ ما ورَد في صُلح الحُدَيْبية، حتى قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: ألستَ نبي الله حقًّا؟ قال: «بلى»، قلتُ: ألسنا على الحقِّ، وعدونا على الباطل؟ قال: «بلى»، قلت: فلِمَ نُعطَى الدنيَّة في ديننا إذًا؟ قال: «إني رسولُ الله، ولستُ أعصيه، وهو ناصري»، قلتُ: أوليس كنتَ تحدِّثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: «بلى، فأخبرتُك أنا نأتيه العام؟»، قال: قلتُ: لا، قال: «إنك آتيه ومُطوف به»، قال: فأتيتُ أبا بكر، فقلتُ: يا أبا بكر، أليس هذا نبي الله حقًّا؟ قال: بلى، قلتُ: ألسنا على الحقِّ وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلتُ: فلم نُعطى الدِّنيَّة في ديننا إذًا؟ قال: أيها الرجل، إنه لرسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وليس يَعصي ربَّه، وهو ناصرُه، فاستمسكْ بغَرْزِه، فوالله إنه على الحقِّ".
وكذلك الصحابة الكِرام لَمَّا قال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا فانحروا، ثم احلقوا»، فما قام منهم رجلٌ، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقمْ منهم أحدٌ دخَل على أم سَلَمة، فذكر لها ما لَقِيَ مِن الناس، فقالتْ أم سَلَمة: يا نبيَّ الله، أتُحبُّ ذلك؟ اخرجْ ثم لا تُكَلِّم أحدًا منهم كلمة، حتى تنحرَ بدنك، وتدعو حالقك فيَحلقك، فخرج فلم يكلِّمْ أحدًا منهم، حتى فعَل ذلك؛ نَحَر بدنه، ودعا حالِقَه فحَلَقَهُ، فلما رأَوْا ذلك قاموا، فنحروا وجعل بعضهم يحلِق بعضًا، حتى كاد بعضُهم يقتل بعضًا غمًّا؛ رواه البخاري.
وهذا دليلٌ ظاهرٌ على كراهَتِهم للأمر، فلم يَمْتَثِلوا أمره صلى الله عليه وسلم؛ رجاءَ أن ينزلَ الله ما يَنسخه.
وهذه المسألةُ تُشبه حال المريض الذي وصَف له طبيبُه جراحةً شاقةً، فهو يَكرهها، لكنه مُنقادٌ للطبيب، راضٍ بِتَشْخِيصه ووصفه، ويُكْرِهُ نفسه عليها، وإن كان بعضُ المرضى لا يتحمَّل الألم العاجل للراحة الآجِلة، فيستحسر ويترُك الامتثال مع تيقُّنه أنَّ فيها شفاءه!
وبهذا المثالِ يَظهر الفارقُ بين محبة المعصية وكراهة الطاعة طبعًا، وبين الرِّضا بتقدير الله تعالى والانقياد لشرعه ومحبته له.
وأيضًا فإنَّ فِعْلَ بعض المعاصي يَحْمِل صاحبها وإن لم يشأْ على بُغض الجدِّ فيه أو التعزير، فمَن شَرِب الخمر، أو وقع في الزِّنا، يكره أن يُطَبَّقَ شَرْعُ الله عليه؛ حتى لا يُمنع من المعصية، ويكره أن يلتزمَ مَن حولَه بشرع الله، فيَمنعوه مِن فِعْلِهما، ويكره مَن يَنْهاه عن المنكر، وعلى الرغم من هذه اللوازم فإجماعُ الأمة على أن مجردَ فِعل المعصية لا يُخرِجُ من الدِّين، فدلَّ ذلك على أن كُره بعض الطاعات التي هي مِن دين الله تعالى ليس مُكفِّرًا.
أما قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 8، 9]، فالسياقُ واردٌ في الكافرين، ومعلومٌ أن الكافر يكره الدينَ كله، فحُبوط الأعمال لِمَنْ كَرِه جميع ما أنزل الله، وليس في الآية ولا في دليلٍ آخر ما يُستدلُّ به على كُفر مَن كَرِه حكمًا شرعيًّا واحدًا، وبهذا يفهم لماذا قَبِل النبي صلى الله عليه وسلم إسلامَ ثقيف، مع أنها اشترطتْ عليه أن لا صدقةَ عليها ولا جهاد، والحديثُ رواه أبو داود، فظاهرُ حالِهم أنهم دخلوا في الإسلام مع كراهتهم لهذين الحُكمَيْن.
أما حديثُ الرجل الذي أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأسلم، على ألاَّ يُصلِّي إلا صلاتين فقبل ذلك منه، رواه أحمد وغيره، وفي لفظ آخر له: «على ألا يصلِّي إلا صلاة، فقبل منه»، فالذي يظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك منه تأليفًا له في الدخول في الإسلام، ويُؤمر بالقيام بكل الصلوات بعد ذلك، ويلقي الله في قلبه القبول، ويُبين هذا الفهم ويوضِّحه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث وفد ثقيف: «سيَتَصَدَّقون ويُجاهدون»؛ رواه أبو داود؛ يعني: لما تُخالط بشاشةُ الإيمان القلب.
فكثيرٌ من الكفَّار يثقُل عليه التكاليفُ الشرعيةُ، ولا يعلم الدين الإسلامي حقيقةً، ولكن ما إن يدخل في الإسلام، وتستقر حلاوة هذا الدين في قلبه، حتى يصبح أشد حماسًا وتمسُّكًا من كثير ممن سبقه للإسلام، وهذا أمرٌ مشاهدٌ.
يُوَضِّح هذا ما رواه أبو داود (3/ 163) عن وهْبٍ، قال: سألتُ جابرًا عن شأن ثقيف إذ بايعتْ؟ قال: اشترطتْ على النبي صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليها ولا جهاد، وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول: «سيَتَصَدَّقون، ويُجاهدون إذا أسلموا»؛ صححه الألباني.
وهذا ما فَهِمَهُ الحافظُ ابن حجر العسقلاني؛ حيث بَوَّبَ على الحديث بقوله: "باب التألف على الإسلام"، كما في المَطالِب العالية (9/ 537).
قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحِكَم (1/ 228): "ومِن المعلوم بالضرورة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقْبَل مِن كلِّ مَن جاءه يريد الدخول في الإسلام الشهادتينِ فقط، ويعصم دمه بذلك، ويجعله مسلمًا، فقد أنكر على أسامة بن زيد قتْلَه لِمَنْ قال: لا إله إلا الله، لما رفع عليه السيف، واشتد نكيره عليه، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يشترط على مَن جاءه يريد الإسلام أن يلتزمَ الصلاة والزكاة، بل قد رُوِيَ أنه قَبِل مِن قومٍ الإسلامَ، واشترطوا ألا يزكوا، ففي مسند الإمام أحمد، عن جابر قال: اشترطتْ ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليهم ولا جهاد، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيَتَصَدَّقون ويُجاهدون».
وفيه أيضًا عن نصر بن عاصم الليثي عن رجل منهم، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسْلَمَ، على ألا يُصَلِّي إلا صلاتين، فقَبِل منه، وأخذ الإمام أحمد بهذه الأحاديث، وقال: يَصِحُّ الإسلام على الشرط الفاسدِ، ثم يُلزم بشرائع الإسلام كلها، واستدل أيضًا بأن حكيم بن حزام قال: بايعتُ النبي صلى الله عليه وسلم على ألا أَخِرَّ إلا قائمًا، قال أحمد: معناه أن يَسْجُدَ من غير ركوع".
أما الجمع بين هذين الحديثين وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208]، فظاهرُ الآية أنها تُخاطب المؤمنين الذين استقرتْ في نفوسهم حقائق الإيمان، والحديثان إنما وردَا في حقِّ مَن أراد الدخول في الإسلام، أو مَن كان قريبَ عهد به، يُبَيِّنُه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرُّ أحدًا دخل في الإسلام على ترْك الصلاة والزكاة ولا الجهاد، وقصة الثلاثة الذين خلفوا أشهر مِن أنْ تُذْكَر.
يُبَيِّنه أيضًا حديثُ معاذ في الصحيحين، لما بَعَثَه إلى اليمن، وأمَرَهُ أن يَدْعُوهم أولاً إلى الشهادتين، وقال: «إن هم أطاعوك لذلك، فأعْلِمْهُمْ بالصلاة ثم بالزكاة».
ومرادُه أنَّ مَن صار مسلمًا بدخوله في الإسلام أُمِرَ بعد ذلك بإقام الصلاة، ثم بإيتاء الزكاة، ثم بسائر الشرائع، وكان مَن سأله عن الإسلام يَذْكُر له مع الشهادتين بقيَّة أركان الإسلام، كما قال لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإسلام، وكما قال للأعرابي الذي جاءه ثائرَ الرأس يسأله عن الإسلام، وبهذا يظهر الجمعُ بين ما أشكل عليك.
والحاصلُ: أنَّ كلمة التوحيد بمجردهما تعصِمُ مَن أتى بهما، ويصير بذلك مسلمًا، فإذا دخل في الإسلام، فإن أقام الصلاة، وآتى الزكاة، وقام بشرائع الإسلام، فله ما للمسلمين، وعليه ما عليهم، وإن أخَلَّ بشيءٍ مِن هذه الأركان عُوقب بما هو مشهورٌ في كُتُب الفقه.
وروى البخاري عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أن أقاتل الناسَ حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها، وصلُّوا صلاتنا، واستقبَلوا قبلتنا، وذَبَحُوا ذبيحتَنا، فقد حُرمتْ علينا دماؤهم وأموالهم، إلا بحقِّها، وحسابُهم على الله»، ورواه مسلم عن أبي هريرة، فجعل مجرد الإجابة إلى الشهادتين عصمة للنفوس والأموال إلا بحقها، ومِن حقها الصلاة والزكاة بعد الدخول في الإسلام، كما فَهِمَهُ الصحابة رضي الله عنهم، ولذلك أجمعوا على قتال مانعي الزكاة.
والقرآنُ الكريمُ قد دَلَّ على هذا؛ فقال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5]، وقال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11]، وقال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} [البقرة: 193]، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].
وبهذا البيان يَظْهَرُ أنه لا تعارُض بين الحديثين والآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208]، فلكلٍّ منهم مناطُه الخاص.
والله الموفق، وهو الهادي سواءَ السبيل.
- التصنيف:
- المصدر: