هل يستحب صيام شعبان كاملاً

منذ 2006-12-01
السؤال: هل السنة أن أصوم شعبان كله ؟
الإجابة: الحمد لله

يستحب إكثار الصيام في شهر شعبان .

وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله .

روى أحمد (26022) , وأبو داود (2336) والنسائي (2175) وابن ماجه (1648) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : « ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام شهرين متتابعين إلا أنه كان يصل شعبان برمضان .  »

ولفظ أبي داود : « أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان يصله برمضان » . صححه الألباني في صحيح أبي داود (2048) .

فظاهر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شهر شعبان كله .

لكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان إلا قليلا .

روى مسلم (1156) عن أبي سلمة قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : كان يصوم حتى نقول قد صام ، ويفطر حتى نقول قد أفطر ، ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان ، كان يصوم شعبان كله ، كان يصوم شعبان إلا قليلا .

فاختلف العلماء في التوفيق بين هذين الحديثين :

فذهب بعضهم إلى أن هذا كان باختلاف الأوقات ، ففي بعض السنين صام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كاملا ، وفي بعضها صامه النبي صلى الله عليه وسلم إلا قليلا . وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله .

انظر : مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/416) .

وذهب آخرون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكمل صيام شهر إلا رمضان ، وحملوا حديث أم سلمة على أن المراد أنه صام شعبان إلا قليلا ، قالوا : وهذا جائز في اللغة إذا صام الرجل أكثر الشهر أن يقال : صام الشهر كله .

قال الحافظ :

إن حديث عائشة [ يبين أن المراد بقوله في حديث أم سلمة ( أنه كان لا يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان يصله برمضان ) أي : كان يصوم معظمه , ونقل الترمذي عن ابن المبارك أنه قال : جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله ...

وقال الطيبي : يحمل على أنه كان يصوم شعبان كله تارة ويصوم معظمه أخرى لئلا يتوهم أنه واجب كله كرمضان . .

ثم قال الحافظ : والأول هو الصواب] اهـ يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم شعبان كاملا . واستدل له بما رواه مسلم (746) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ، ولا صلى ليلة إلى الصبح ، ولا صام شهرا كاملا غير رمضان .

وبما رواه البخاري (1971) ومسلم (1157) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان .

وقال السندي في شرحه لحديث أم سلمة :

( يصل شعبان برمضان ) أي : فيصومهما جميعا ، ظاهره أنه يصوم شعبان كله . . . لكن قد جاء ما يدل على خلافه ، فلذلك حمل على أنه كان يصوم غالبه فكأنه يصوم كله وأنه يصله برمضان اهـ

فإن قيل : ما الحكمة من الإكثار من الصيام في شهر شعبان ؟

فالجواب :

قال الحافظ :

الأولى في ذلك ما أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة عن أسامة بن زيد قال : ( قلت : يا رسول الله ، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان , قال : ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان , وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) اهـ حسنه الألباني في صحيح النسائي (2221) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

موقع الإسلام سؤال وجواب

  • 47
  • 3
  • 159,338

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً