المدائح النبوية المنتشرة في السودان!
ما حكم الشرع في المدائح النبوية المنتشرة في السودان؟ أعني التي هي بدون موسيقي.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالواجب على كل مسلم تعظيم مقام النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة قدره صلوات الله وسلامه عليه كما أدَّبنا ربنا في القرآن بقوله تعالى: {لا تقدِّموا بين يدي الله ورسوله}، وبقوله: {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}، وبقوله: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً}، وقد اتفق العلماء على أن هذه الآيات حكمها باق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مثلما كان في حياته، وعليه فإن الواجب على من مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومن حضر مجلس المديح أو استمع إليه أن يتقيد بتلك الآداب فيكون مجلس المديح مجلس وقار وحلم وأدب لا مجلس لهو ولعب وصخب، وألا تكون الكلمات متضمنة غلواً في شخصه صلوات الله وسلامه عليه؛ حذراً من النهي الوارد في قوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم"، ويجب انتقاء الكلمات لتتناسب مع عظمة الممدوح عليه الصلاة والسلام، وأن يبتغى بذلك كله وجه الله لا التسول أمام الأبواب، والله الهادي إلى الصواب.
- التصنيف:
- المصدر: