حكم تقويم الأسنان
أعاني من مُشكلةٍ في شكْل الأسنان منذ صِغَري، وجَميع الأطبَّاء أبلغوني بضرورة عمل تقويم أسناني؛ لأنَّ أسناني بدأتْ بالتَّآكُل بِالرَّغم من صِغَر سنّي، زيادةً أنَّ شكْل أسناني غيرُ مرتَّب، فما حكم الإسلام في ذلك؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا مانع من إِجْراء تقويم الأسنان؛ لإزالة العُيوب التي تُسبّب تشوُّهًا للخِلْقَة- بشرط أن لايكون هناك نهي عن ذات الفعل- فقد أذِن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لعَرْفَجَةَ – رضي الله عنه - لمَّا قُطِعَتْ أنفُه: أن يتَّخذ أنفًا من ذهبٍ.
وننبّه السَّائلةَ الكريمة إلى أنَّ الذي يجوزُ هو عمل تقويمٍ لأسنان فقط وليس تفليجِها من أجل زِيادة الحُسْن، فذلك محرَّم غير جائز؛ لِما فيه من تَغيير خَلْقِ اللَّه؛ وقد قال تعالى: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119]، ولِما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: "لعنَ اللهُ الواشِماتِ والمستَوْشِمات، والنَّامِصات والمُتَنمّصات، والمُتَفلّجات للحُسْن؛ المغيِّرات خلْق الله".
قال النَّوويّ رحِمه الله: "قَوْلُه (المُتَفَلِّجَات لِلحُسْنِ): فمَعْناهُ: يفْعَلْنَ؛ ذَلِكَ طَلَبًا لِلحُسْنِ, وفِيه إشَارَة إلى أَنَّ الحَرَام هُوَ المَفْعُول لطلَبِ الحُسْن, أَمَّا لَو احْتَاجَتْ إليْهِ لعِلاجٍ أَوْ عَيْب في السِّنّ ونَحْوه فلا بَأْس". اهـ،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: