الأعمال المشروعة عند اقتناء سكن جديد

منذ 2013-01-06
السؤال:

ما هي الأعمال والأذكار، والأدْعِية الواجبة أو المستحبَّة، عند اقتِناء مسكن جديد، وخصوصًا في اليوم الأوَّل من استغلالِه للسكن؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ من أعظم ما يُحصِّن البيتَ الجديد قراءةَ سورة البقرة؛ ففي "صحيح مسلم": أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم قال: "لا تَجعلوا بيوتكم قبورًا، إنَّ الشَّيطان ينفِرُ من البيت الذي تُقْرَأ فيه سورة البقرة".

وفي "صحيح ابن حبَّان"، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ لكلِّ شيءٍ سنامًا، وإنَّ سنام القُرآن سورة البقرة، مَن قرأها في بيتِه ليلاً، لم يدخُلِ الشَّيطان بيتَه ثلاثَ ليال، ومَنْ قرأها نَهارًا، لم يدخُل الشَّيطانُ بيتَه ثلاثةَ أيَّام".

وأيضًا صلاة النَّوافل في البيت؛ كما في صحيح مسلم عنه صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "اجعَلوا من صلاتِكم في بيوتِكم، ولا تتَّخِذوها قبورًا"، قال النَّووي في "شرح مسلم": "وإنَّما حثَّ على النَّافلة في البيتِ؛ لكونِه أخفى وأبعدَ من الرِّياء، وأصون من المحبِطات، وليتبرَّك البيت بذلك، وتنزل فيه الرَّحمة والملائكة، وينفِر منه الشَّيطان؛ كما جاء في الحديث الآخر، وهو معنى قولِه صلى الله عليْه وسلَّم في الرِّواية الأخرى: "فإنَّ الله جاعلٌ في بيتِه من صلاتِه خيرًا"".

وكذلك الحرص على الذكر وإفْشاء السَّلام؛ فقد صحَّ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عند أحمد ومسلم عن جابر بن عبدالله: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء".

هذا؛ وقد اعتاد كثيرٌ من النَّاس الذَّبح وصُنْع وليمة تسمَّى: "الوكيرة"، بِمناسبة البيت الجديد، ولا نعلم في هذا العمل دليلاً من كتاب الله، أو السُّنَّة الصَّحيحة، ولكن لو صنعَ هذا على سبيلِ العادة، والجود، والفرح بالمسكن الجديد ودعوة الأقارب ومن يعرفهم إليه، فلا حرج في ذلك إن شاء الله.

وإن كان الغرضُ من الوكيرة ما يعتقِدُه جهَّال المسلمين: من الذَّبح للجانِّ، أو كفًّا لشرِّ العمار، أو ليتحصَّن البيت من شُرورهم - فهذا نوعٌ من الشِّرْك بالله، والذَّبيحةُ حرام، والأكْل منها حرام، وقد لعَن الله مَن ذبح لغيره.

وكذلك إن كان الغرضُ من الوكيرة دفْعَ العيْن والحسد، فيكون بدعةً مُحدثة مُنكرة؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لَم يَجعل ذلك سببًا لدَفْعِ العَين والحسد، وإنَّما المشروع هو الرُّقْية، وقراءة المعوذتين، وغير ذلك ممَّا هو معلوم،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 8
  • 1
  • 103,036

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً