لي والدان قد يحتاجان إلي هل أعتكف أو أترك الاعتكاف
منذ 2006-12-01
السؤال: لي والدان قد يحتاجان إلي ، أو قد يحتاج أحدهم إلي أن أكون معهم مما
يجعلني مترددا هل أعتكف أو أترك الاعتكاف ؛ علما بأنني أنوي الاعتكاف
في المسجد الحرام وإذا لم يتيسر فإنني سأعتكف في المسجد النبوي ،
أفتوني مأجورين وجزاكم الله كل خير ؟
الإجابة: أخي في الله ، أوصيك أن تبر والديك ، وأن تقدم بر والديك على الاعتكاف
، وعلى سائر النوافل ؛ لأن الله وصّاك من فوق سبع سماوات بوالديك خيرا
، وأمرك سبحانه أن تحسن إلى والديك .
وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - على أن برّ الوالدين من أحبّ الأعمال إلى الله -عز وجل - ، وذلك بعد حقّه ؛ ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه وأرضاه - أنه " "
فالزم رجل والدتك ، والزم رجل والديك ؛ فإن الجنة ثَمّ . " " .
وفي الحديث الآخر : " " أي هناك.
فأوصيك بوالديك خيرا ، والله فرض عليك برّ الوالدين ، ولم يفرض عليك الاعتكاف ، واعلم أنك لم توفق في اعتكافك ، ولا في أي طاعة من القربات النافلة إلا بعد أداء حق الله في الفرائض ، فالتمس رضا والديك ، واتق الله - تعالى - في والديك ، خاصة بعد كِبَرهما ، وضعفهما ، وشدة حاجتهما إليك ، فارحم ذلك الضعف ، لعل الله أن يرحمك في الدنيا والآخرة ، وأحسن إليهما لعل الله أن يحسن إليك في الدنيا والآخرة .
فأوصيك أن تبدأ بوالديك ، ولو علمت أن والديك يأذنان لك ولكن مجاملة لك ، وفي الحقيقة يحتاجان إليك فقدّم برهما ، ولو أذن لك الوالدان ، وتعلم أنّك لو جلست معهما تصيب فضائل من برّهما ، وصلة الرحم فيهما ؛ فإنك تقدّم ما عندهما من الفضائل التي هي مقدمة على الاعتكاف أصلا ؛ ولهذا أقول لك : الزم والديك ، وبر والديك ، واعلم أنهما أمانة في عنقك .
فبر الوالدين أمانة ، وبالأخص برّ الوالدة ، وبالأخص في الأحوال الشديدة ، عند المرض وكبر السِّن ، انظر كيف يوصي الله عباده ، ويذكّرهم بالوالدين ، فيختار حالة الضعف : {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } { الإسراء:23-24 } رب ارحم والدين كما ربونا صغارا ، فأحسن إلى والديك ، وقدم برّهما على النوافل .
وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - على أن برّ الوالدين من أحبّ الأعمال إلى الله -عز وجل - ، وذلك بعد حقّه ؛ ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه وأرضاه - أنه " "
فالزم رجل والدتك ، والزم رجل والديك ؛ فإن الجنة ثَمّ . " " .
وفي الحديث الآخر : " " أي هناك.
فأوصيك بوالديك خيرا ، والله فرض عليك برّ الوالدين ، ولم يفرض عليك الاعتكاف ، واعلم أنك لم توفق في اعتكافك ، ولا في أي طاعة من القربات النافلة إلا بعد أداء حق الله في الفرائض ، فالتمس رضا والديك ، واتق الله - تعالى - في والديك ، خاصة بعد كِبَرهما ، وضعفهما ، وشدة حاجتهما إليك ، فارحم ذلك الضعف ، لعل الله أن يرحمك في الدنيا والآخرة ، وأحسن إليهما لعل الله أن يحسن إليك في الدنيا والآخرة .
فأوصيك أن تبدأ بوالديك ، ولو علمت أن والديك يأذنان لك ولكن مجاملة لك ، وفي الحقيقة يحتاجان إليك فقدّم برهما ، ولو أذن لك الوالدان ، وتعلم أنّك لو جلست معهما تصيب فضائل من برّهما ، وصلة الرحم فيهما ؛ فإنك تقدّم ما عندهما من الفضائل التي هي مقدمة على الاعتكاف أصلا ؛ ولهذا أقول لك : الزم والديك ، وبر والديك ، واعلم أنهما أمانة في عنقك .
فبر الوالدين أمانة ، وبالأخص برّ الوالدة ، وبالأخص في الأحوال الشديدة ، عند المرض وكبر السِّن ، انظر كيف يوصي الله عباده ، ويذكّرهم بالوالدين ، فيختار حالة الضعف : {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } { الإسراء:23-24 } رب ارحم والدين كما ربونا صغارا ، فأحسن إلى والديك ، وقدم برّهما على النوافل .
محمد بن محمد المختار الشنقيطي
حاصل على الدكتوراه في الفقه وهو مدرس في الجامعة الإسلامية وبالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة وحاليا قد أصبح الشيخ عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد وعضو هيئة كبار العلما
- التصنيف: