حكم الأكل في مطاعم الصين
بسم الله الرحمن الرحيم
والسَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته،
الحمد لله الَّذي جعلنا من أمَّة الإسلام والمسلمين، وجعل لنا نفوسًا تعافُ كلَّ ما حرَّم.
أنا طالبٌ عَزَب أطلب العِلم في جمهورية الصين، الخبرة في الطَّبخ قليلة، ولستُ ممَّن يُجيدون مُجاراة المطابخ.
سؤالي هو: هنا في الصين تُوجد مطاعم أمريكية مثل الَّتي توجد عندنا في البلاد العربيَّة.
أرى بعض الشَّباب العربي يتردَّدون على هذِه المطاعم، ويحلُّون الأكْل بالنِّسْبة للَّحم والدَّجاج؛ بحجَّة أنَّ أصحابها كتابيُّون، فلا أعلم هل هو حلالٌ أو لا؟
علمًا بأنِّي أتناول الوجبات البحريَّة في هذه المطاعِم، الرَّجاء أفيدوني بارك الله فيكم.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد دلَّ الكتاب والسنَّة على جواز أكْلِ ذبائِح أهْل الكِتاب - وهم اليهود والنَّصارى - إذا ذبحوها بالطَّريقة الشَّرعية، المبيَّنة في الفتوى: "التميمة - النذر"؛ قال الله - تعالى -: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ} [المائدة: 5].
وأمَّا ما أزْهقوا رُوحه بطريقةٍ غير شرعيَّة؛ كالصَّعق الكهربائي والخنق ونحوه - فلا يحلُّ أكْله؛ لأنَّه ميتة؛ وقد قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} [المائدة: 3].
وعليه؛ فإذا تحقَّقتَ أنَّ اللَّحم الَّذي في هذه المطاعم من ذبائح أهْل الكتاب، وأنَّه قد ذبح على الطَّريقة الشَّرعيَّة - فلا بأْس في الأكل منه، أما إن كان اللَّحم من ذبائح الوثنيين من الهندوس أو السيخ أو غيرهم من ملل الكفر، أو غلب على ظنك عدم تحقق شروط الذبح أو بعضها - كما هو الغالب على تلك المجتمعات - فلا يحل لك الأكل منها، ولتبحث عن بديل حلال.
وقد أحسنت في اختيارك المأكولات البحرية، وننصحك بالاستمرار عليها في تلك البلاد، وراجع الفتويين: "حكم السفر إلى أمريكا للإقامة"، "حكم ذبائح الكفار".
هذا؛ والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: