أيهما أدق أذان المسجد أم الأذان الالكتروني؟
أنا أعتمد في وقت اﻹمساك على أذان المسجد الذي بقربنا، ولكني لاحظت وجود فرق خمسة دقائق بينه وبين توقيت اﻷذان الإلكتروني لدي في الموبايل، وهو يعتمد على برنامج معروف اسمه الباحث الإسلامي. السؤال: إذا اعتمدت على أذان مسجد القرية، وهو متأخر عن وقت اﻷذان الإلكتروني على الموبايل، فهل صيامي صحيح، أم هل أعتمد على أذان الموبايل، وأبدأ في الإمساك قبله؟
الحمد لله سبحانه
إذا كان المؤذن يؤذن في الوقت المعتاد للأذان في بلدكم، الذي هو مبني على التقويم الشائع، ولا يتأخر هو عن وقت التقويم، خطأ منه لعدم ضبطه، أو اجتهادا ونظرا منه؛ بل أذانه مطابق لما هو في التقاويم المعمول بها في بلدكم: فلا حرج عليك في الاعتماد على أذانه، حتى وإن كان متأخرا عن توقيت البرنامج المذكور.
فإن لم يكن المؤذن معروفا بالتحري والدقة في مراعاة التوقيت، فمثل هذا لا يعتمد عليه؛ ولك أن تعتمد على توقيت البرنامج المذكور.
هذا، مع أن الأحوط لك في كل حال: مراعاة توقيت البرنامج، لما عرف عن هذا البرنامج من الدقة والموثوقية.
ولأن الخطأ في التقدم، والإمساك قبيل الأذان بدقائق، أهون وأخف من الخطأ في الأكل والشرب، وقد طلع الفجر، على التقويم الآخر.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:
"إذا سمع الأذان وعلم أنه يؤذن على الفجر وجب عليه الإمساك، فإن كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر لم يجب عليه الإمساك، وجاز له الأكل والشرب حتى يتبين له الفجر.
فإن كان لا يعلم حال المؤذن، هل أذن قبل الفجر أو بعد الفجر، فإن الأولى والأحوط له أن يمسك إذا سمع الأذان، ولا يضره لو شرب أو أكل شيئا حين الأذان؛ لأنه لم يعلم بطلوع الفجر.
ومعلوم أن من كان داخل المدن التي فيها الأنوار الكهربائية لا يستطيع أن يعلم طلوع الفجر بعينه وقت طلوع الفجر، ولكن عليه أن يحتاط بالعمل بالأذان والتقويمات التي تحدد طلوع الفجر بالساعة والدقيقة، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك». وقوله صلى الله عليه وسلم: «من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه»" انتهى من مجموع فتاوى ابن باز:(15/ 286).
والله تعالى أعلى وأعلم.
- التصنيف:
- المصدر: