افتراء الضُلّال المهوَّسين، على شيخي الإسلام والمسلمين
قال لي أحد طلبة العلم من المذْهب الإباضي:
"قال ابن تيمية في كتاب "التَّأسيس في الرَّدّ على أساس التَّقديس" (ج٣ ص٢٤١)، وهو مخطوط بجامعة محمد بن سعود: "كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عنِ ابن عبَّاس، قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: « »؛ فتأمَّلوا وتدبَّروا كيفَ صحَّح هذا الحديث الشَّنيع البشِع!"
فهل صحَّح شيخ الإسلام هذا الحديث؟
وقال:
"هذه عقيدة ابن القيّم تلميذ ابن تيمية البارّ، ويحكي اتِّفاق أئمَّتكم على تلقِّيه بالقبول؛ فقد أورد في كتاب "زاد المعاد" (ج3 /ص 587) قدوم وفد بني المنتفق، حديث قيام السَّاعة الطَّويل، وفيه: « ».
ثمَّ قال ابن القيّم بعد أن ساق الحديث: "هذا حديثٌ كبير جليل، تُنادي جلالتُه وفخامتُه وعظمتُه على أنَّه خرج من مشكاة النبوَّة ... ورواه أئمَّة السنَّة في كتُبِهم، وتلقَّوه بالقبول وقابلوه بالتسليم والانقِياد، ولَم يطعن أحدٌ منهم فيه ولا في أحد مِن رواته.
وقال أيضًا بعد أن ساق جملةً ممَّن قبلوه - حسب زعمه -: ولا ينكر هذا الحديثَ إلاَّ جاحدٌ أو جاهل أو مُخالفٌ لِلكتاب والسنَّة، وهذا كلامُ أبي عبدالله بن منده". اهـ.
إذًا؛ فالحديث مسلَّم به مقبول عند أئمَّتك ولم ينكِرْه منهم أحد، وهو حديث كبير جليل فخم عظيم، كما يقول إمامُه ابن القيّم، ومَن أنكره فهو جاحد أو جاهل أو مُخالف للكتاب والسنَّة!.
قال الإباضي: فالمطلوب منك يا تركت مذهبك، أو تُثبت - ولو عن واحدٍ من أَصاغِر الصَّحابة الكرام، الَّذين تنتسِبون إليْهِم زورًا وبُهتانًا - اعتقاد الطَّواف في الأرض في حقّ الله - جل جلاله.
أرجو أن يكون كلامي واضحًا، نقاشي معكَ حوْل عقيدة إمامٍ مُعتبر مِن كبار أئمَّتكم، وهو ابن القيّم، وإن صحَّ كلامه فهي أيضًا عقيدة كلِّ دُعاة السَّلفية.
وعليه؛ فهل ثبتَ هذا عن سلَف الأمَّة من الصَّحابة والتَّابعين؟
أفدنا.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فمن المعلوم، أن أحاديث الرؤية، يكذِّب بها ويجحدها كلٌّ من الجهميَّة، والمعتزلة، والخوارج - ومنهم الإباضيَّة - بل يَجحدون دلائِل القُرآن، في مسائل أكثر من أن تحصر، منها: القرآن، والرّؤية، والصّفات الفعلية، وغيرها من مسائل الدين الكبار.
ولهذا، كانت طريقتُهم صدًّا عن سبيل الله، ومنعًا للنَّاس من اتِّباع ما جاء به الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - فإنَّه لا يثبت إلاَّ بالنقْل، وبدلالة الألفاظ، وهم - دائمًا - يطعنون في الاثنين.
والسَّلف وإن اختلفوا في رؤْية النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لربِّه في الدنيا بعينِه – إلاَّ أنَّهم متَّفقون على رؤية الله - تعالى - في الآخرة، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - رآه بقلبه في الإسراء والمعراج، كما اتفقوا على جواز رؤية الله - تعالى - في المنام.
وقد نفت طوائف من الجهميَّة الضُلَّال أنَّ الله يُرى بالقلوب، أو في المنام - أيضا - فجْحدوا كلَّ نصٍّ فيه رؤية النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لربِّه، سواء بفؤاده، أو في منامِه.
وقد نقل شيخُ الإسلام ابن تيميَّة الأحاديث في رؤْية النَّبيِّ ربَّه في المنام، عن الإمام أحمد، والخلاَّل، والدَّارقطني، وابن خزيمة، وغيرهم، وروى عن القَطيعي والطَّبراني حديثَ ابن عبَّاس المذْكور كما في (7 /197، 198).
ثمَّ ساق شيخ الإسلام حديثَ اختِصام الملأ الأعْلى من طرُق كثيرة، ووجوه مشْهورة، عن الخلاَّل، وابن خُزَيمة، وغيرِهما (7 /198 - 220).
ونقل عن القاضي أبي يعلى في كتاب "إبطال التأويل لأخبار الصفات" (ص: 145) حديثَ قتادة عن عِكْرمة، عن ابن عباس مرفوعًا: « ».
قال أبو يعلى: أُبلغت أنَّ الطَّبراني قال: حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عبَّاس صحيح، وقال: مَن زعم أنِّي رجعت عن هذا الحديث بعد أن حدَّثتُ به، فقد كذب ... ثمَّ روى بإسنادِه عن ابن صدقة الحافظ يقول: مَن لم يؤمِن بحديثِ عكرمة، فهو زنديق، وروى بسنده أيضًا عن أبِي زرعة الرَّازي يقول: "مَن أنكر حديث قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « »، فهو معتزلي".
وروى عن عبدالله بن أحمد: "رأيتُ أبي يصحِّح هذه الأحاديث ويذهبُ إليْها، وجمعها وحدَّثَنَاها".
وروى عن أسود بن سالم قال: "هذه الأحاديثُ التي جاءتْ في الرؤية، نحلِف عليْها بالطَّلاق والعتاق أنَّها حقّ".
قال شيخ الإسلام: "قد جعل أحمدُ حديثَ قتادة، عن عكرمة، عن ابنِ عبَّاس، الَّذي فيه: « » - هو الحديثَ المشْهور عن ابن عائش، الَّذي أرسله وأسنده، الَّذي فيه وضْع الكفّ بين كتفيه عن معاذ، وفيه التَّصريح بأنَّه كان في المنام بالمدينة، فإنَّ معاذًا لَم يصلِّ خلْفَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ بالمدينة، وحديث أمِّ الطفيل - أيضًا - يصرِّح بأنَّه كان في المنام، وحديث ثوْبان، مثل حديث معاذ، فيه أنَّه: "تأخَّر عن صلاة الصبح"، وثوبان لم يصلِّ خلْفَه إلاَّ بالمدينة، مع أنَّ السياقَين سواء، وهذه الأحاديث كلّها، ترجِع إلى هذه الأحاديث الأربعة: حديث أمّ الطُّفيل، وحديث ابن عائش عن معاذ، وحديث ثوْبان، وحديث ابن عبَّاس.
وقد ذكر الإمام أحمدُ: أنَّ أصل تلك الأحاديث حديثٌ واحد، وكلُّها فيها ما يبيِّن أنَّ ذلك كان في المنام، وأنَّه كان بالمدينة؛ إلاَّ حديث عكرمة عن ابن عبَّاس، وقد جعل أحمد أصلها واحدًا، وكذلك قال العلماء". اهـ. موضع الحجة منه مختصرًا. "بيان تلبيس الجهمية" (7 /224 - 234).
ثمَّ نقل شيخُ الإسلام عن الإمام عثمان بن سعيد الدارمي، في كتاب "الرَّدّ على المريسي ومتَّبعيه" جحدَ المريسي لحديث الرُّؤْية المنامية؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: « »، ولقول عائشة - رضِي الله عنْها -: "مَن زعَمَ أنَّ محمَّدًا رأى ربَّه، فقد أعظم على الله الفِرْية"، ولقولِه تعالى: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]، وأجاب الدارمي: "أنها تعني: أبصار أهل الدُّنيا، وإنَّما هذه الرّؤية كانت في المنام، وفى المنام يُمْكِن رؤية الله - تعالى - على كلِّ حال، وفي كل صورة، كذلك روى معاذ بن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: « »". اهـ. "بيان تلبيس الجهمية": (7 /248، 249).
ثم قال شيخ الإسلام - في آخر بحثه القيم، البالغ 240 صفحة -: "إذا تبيَّن أنَّ هذا كان في المنام، فرؤْية الله - تعالى - في المنام، جائزةٌ بلا نزاع بين أهل الإثبات، وإنَّما أنكرها طائفةٌ من الجهميَّة، وكأنَّهم جعلوا ذلك باطلاً، وإلاَّ فما يمكنهم إنكار وقوع ذلك".
ونقل القاضي أبو يعلى في "إبطال التأويلات" (ص55، 56) الاتّفاقَ على رؤية الله تعالى في المنام.
والواجب على مريد الهداية، وطالب الآخرة: أن يدرس بحث شيخ الإسلام كاملاً، في "بيان تلبيس الجهمية": (7 / 150 - 390).
فظهر أنَّ إنكار الإباضيَّة لرؤْية الرَّبّ - تعالى - في المنام؛ موافقةً للجهميَّة، مخالفٌ للنصوص، ولإجْماع أهل الحق، بل وللمحسوس؛ إذْ رؤية المنام لا إشكال فيها.
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (3/ 390، 391): "وقد يرى المؤمنُ ربَّه في المنام في صورة متنوِّعة، على قدر إيمانه، ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحًا، لم يره إلاَّ في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص، رأى ما يشبه إيمانَه، ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة، ولها تعبير وتأويل؛ لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق.
إلى أن قال: وكلّ مَن قال من العباد - المتقدِّمين، أو المتأخِّرين -: إنَّه رأى ربَّه بعينَي رأسِه، فهو غالط في ذلك، بإجماع أهل العلم والإيمان.
نعم، رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنَّة، وهي - أيضًا - للنَّاس في عرصات القيامة؛ كما تواترتِ الأحاديث عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيثُ قال: « »؛ متفق عليه.
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « »؛ رواه الطيالسي والبزار، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « »؛ رواه ابن ماجه وأحمد.
وهذه الأحاديث وغيرها، في الصِّحاح، وقد تلقَّاها السَّلف والأئمَّة بالقبول، واتَّفق عليْها أهل السنَّة والجماعة، وإنَّما يكذِّب بها، أو يحرِّفها الجهميَّة، ومَن تبعهم من المعتزلة، والرَّافضة، ونحوهم، الذين يكذبون بصفات الله - تعالى - وبرؤْيته، وغير ذلك، وهم المعطِّلة، شرار الخلق والخليقة.
ودينُ الله وسطٌ بين تكْذيب هؤلاء بما أخبر به رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الآخِرة، وبين تصديق الغالية بأنَّه يُرى بالعيون في الدنيا، وكلاهما باطل.
هذا؛ وقد نسب بعض الحاقدين على شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى ربَّه بعينِيه في اليقظة، في صورة شابٍّ أمرد، وهذا باطل لم يقُله؛ بل قال عكسه - كما تقدم - وضعَّف جَميع ما روي في رؤية النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ربه – تعالى – بعينه، في كتابه "بيان تلبيس الجهميَّة"، وبسطه في الفتاوى، ونقل اتفاق السَّلف الصَّالح على عدم وقوعه.
قال في "مجموع الفتاوى" (3/ 388 - 390): "... وكذلك ما رَوى بعضُهم: "أنَّ النَّبيَّ لمَّا نزل من حراء، تبدَّى له ربُّه على كرسيّ بين السَّماء والأرض" - غلطٌ باتّفاق أهل العلم؛ بل الَّذي في الصِّحاح: أنَّ الَّذي تبدَّى له، الملَك الَّذي جاءه بحراء في أوَّل مرَّة، وقال له: اقرأ، فقال: « » الحديثَ؛ متفق عليه، فهذا أوَّل ما نزل على النَّبيِّ.
ثمَّ جعل النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يحدِّث عن فترة الوحي، قال: « »؛ رواه جابر - رضي الله عنْه - في الصَّحيحين.
فأخبر أنَّ الملَك الَّذي جاءه بحراء، رآه بين السَّماء والأرض، وذكر أنَّه رُعب منه، فوقع في بعض الرِّوايات: « »، فظن القارئ أنَّه: الملِك، وأنَّه الله، وهذا غلط وباطل.
وبالجملة: إنَّ كلَّ حديث فيه: أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى ربَّه بعينيْه في الأرْض، وفيه: أنَّه نزل له إلى الأرْض، وفيه: أنَّ رياض الجنَّة من خطوات الحقّ، وفيه: أنَّه وطئ على صخرة بيت المقدس - كلّ هذا، كذِبٌ باطل باتِّفاق علماء المسلمين، من أهل الحديث، وغيرهم.
وكذلك كلُّ مَن ادَّعى أنَّه رأى ربَّه بعينيْه قبل الموت، فدعْواه باطلة باتِّفاق أهل السنَّة والجماعة؛ لأنَّهم اتَّفقوا جميعهم على أنَّ أحدًا من المؤمنين لا يرى ربَّه بعينَي رأسه حتَّى يَموت، وثبت ذلك في صحيحِ مسلم، عن النَّواس بن سمعان، عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أنَّه لمَّا ذكر الدجَّال، قال: « ».
وكذلك روي هذا عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من وجوه أُخر، يحذِّر أمَّته فتنة الدجَّال، وبيَّن لهم أنَّ أحدًا منهم لن يرى ربَّه حتَّى يموت، فلا يظنَّن أحد أنَّ هذا الدجَّال الذي رآه هو ربه.
ولكن الذي يقع لأهل حقائق الإيمان من المعرفة بالله، ويقين القلوب، ومشاهدتها، وتجلياتها - هو على مراتب كثيرة؛ قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمَّا سأله جبريل - عليْه السَّلام - عن الإحسان، قال: « »؛ متفق عليه، وقد يرى المؤمن ربَّه في المنام في صورة متنوِّعة، على قدر إيمانه ويقينه".
وقال في (3 /386): "كلّ حديث فيه: أنَّ محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى ربَّه بعينِه في الأرض، فهو كذب باتّفاق المسلمين وعلمائهم، هذا شيء لم يقُلْه أحد من علماء المسلمين، ولا رواه أحد منهم، وإنَّما كان النزاع بين الصَّحابة في أنَّ محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم -: هل رأى ربَّه؛ ليلة المعراج؟ فكان ابن عبَّاس - رضِي الله عنْهُما - وأكثر علماء السنَّة، يقولون: إنَّ محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى ربَّه ليلة المعراج، وكانت عائشة - رضي الله عنها - وطائفة معها، تُنْكِر ذلك، ولم تروِ عائشة - رضي الله عنها - في ذلك عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا سألتْه عن ذلك". اهـ.
أما ما ذكره السَّائل من حديث وفد بني المنتفق، والذي فيه: « »؛ رواه ابن أبي عاصم وعبدالله بن أحمد.
فكان الواجب على مَن ساق تلك الشُّبهة المتهافتة: أن ينقل بقيَّة كلام الإمام أبي عبدالله ابن قيم الجوزيَّة، فإن فيه الكفاية، ولكن صدق شيخ الإسلام ابن تيميَّة، فيما نقله بكتابِه "اقتضاء الصراط المستقيم" عن عبدالرحمن بن مهدي وغيره، قال: "أهل العلم يكتُبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم".
فقد قال العلامة ابن القيم في تتمَّة كلامه شارحًا الحديث: "وقوله: « » هو من صفات أفعَاله - سبحانه وتعالى - التي لا يُشبهه فيها شيءٌ مِن مخلوقاته، كصفات ذاته، وقد وردتْ هذه الصفة في أحاديث كثيرة، لا سبيلَ إلى ردِّها، كما لا سبيل إلى تشْبيهِها وتحريفها، وكذلك: « »، هو من صفات فعله؛ كقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ} [الفجر: 22]، {هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} [الأنعام: 158]، و « »؛ متفق عليه، و « »، والكلام في الجميع صراطٌ واحد مستقيم، إثبات بلا تَمثيل، وتنزيه بلا تَحريف ولا تعطيل". اهـ.
والصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يفهمون الصِّفات الفعليَّة على أنَّها صفات حقيقيَّة؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد، وابن ماجه، عن أبي رزين قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « » فقال أبو رزين: "قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ؟" قال: « »، فقال: "لن نعدمَ من ربٍّ يضحك خيرًا"؛ رواه ابن ماجه،.
فانظر إلى قول الصَّحابي: "لن نعدم من ربٍّ يضحك خيرًا"، ولم يقُل: وكيف يضحك يا رسول الله؟ هذا هو منهج الصَّحابة، والسَّلف الصَّالح، ومَن سار على دربِهم، وليس الإمام ابن القيم، وشيخه ابن تيميَّة فحسب - رضي الله عن الجميع؛ فالمعنى معلوم، والكيْف مجهول، لا كما يقول التَّائهون المهوَّسون؛ علماً بأن هذا الحديث الذي ذكره ابن القيم رحمه الله مما يقع الاختلاف في تصحيحه، ويمكنك مراجعة ذلك في تخريجه في كتاب "مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك الحاكم" المجلد (7) الصفحة (3479)، الحديث رقم (1156).
وللاستزادة يراجع كتاب "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة"،،
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: