حكم من به سلس البول

منذ 2015-12-18
السؤال:

السَّلام عليْكم،

لقد كدت أهلك، أفيدوني أفادكم الله، لقد ضاع مني الكثير من صلوات الجماعة والصَّلوات الفرديَّة بسبب سلس البول، أدخُل الحمَّام قبل كلِّ صلاة وأظلُّ به نِصف ساعة أو أكثر، وبعد ذلك لا أدْري أطهرت أم لا؟

ستقولون لي: توضَّأ مع كلِّ صلاة ولا إثْم عليْك، والسُّؤال: هل مطْلوب مني أن أغير اللِّباس الدَّاخلي (الغِيار الدَّاخلي) مع كلّ صلاة، وأنا لا أدري أَبِهِ نَجاسة أم لا؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد سبق بيانُ حُكْم سلس البوْل في الفتوى: "حكم استطلاق الريح"، فلتراجع.

وأمَّا بالنِّسْبة للملابس، فمِن السَّهل التَّعامُل معها، وذلك يكون إمَّا بغسل محلِّ البَوْل من الثِّياب غسلاً جيِّدًا، أو بوضْع خِرْقَة، أو منديل، أو نحو ذلك، مع التَّحفُّظ من البَوْل - قدْر الإمكان - حتَّى لا ينتشر، كما يُمكِنك أن تَجعل ملابسَ داخليَّةً خاصَّةً بالصَّلاة، فإذا كان وقت الصَّلاة، خلعْتَ الثِّياب الَّتي كانت عليْك، ولبستَ تلك الملابس الخاصَّة بالصَّلاة.

لكن إذا كان سلَس البوْل مستمرًّا بِحيث لا يمكن توقُّفُه لوقت الصَّلاة، فحينئذٍ لا يلزَمُك تغْيير الملابس ولا غسلُها، ويرخَّص لك في الصَّلاة بتلْك الملابس؛ للمشقَّة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأمَّا مَنْ بِه سَلَسُ البَوْلِ - وهو أنْ يَجْرِيَ بِغَيْرِ اخْتِيارِه لا يَنْقَطِعُ - فهذا يَتَّخِذُ حِفاظًا يَمْنَعُه، فإنْ كانَ البَوْلُ يَنْقَطِعُ مِقْدارَ ما يتطَهَّرُ ويُصلِّي، وإلاَّ صلَّى وإنْ جرَى البَوْلُ، كالمُسْتَحاضةِ؛ تَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلاةٍ، واللهُ أعْلَمُ".

وقال - رحِمه الله -: "مَن لَم يُمكنْه حفظ الطَّهارة مقدار الصَّلاة، فإنَّه يتوضَّأ ويصلِّي، ولا يضرُّه ما خرج منْه في الصَّلاة، ولا ينتقض وضوءُه بذلك باتِّفاق الأئمَّة، وأكثر ما عليْه أن يتوضَّأ لكلِّ صلاة". اهـ.

هذا إذا تيقَّنْتَ وجودَ البَوْل، أمَّا إذا كان وهمًا - كما يوجد في حال كثيرٍ من الموسْوسين - فإنَّ هذا لا يُلْتَفَتُ إليْه إطلاقًا، بل الواجب الإعراض عنْه، وعليك أن تنظر في أمرك جيدًا، فالذي يظهر من سؤالك أنك مبتلى بالوسواس.

ولمزيد فائدة راجع فتوى: "طريقة الاستبراء من البول"، وما أحيل عليه فيها.

وننبِّه السَّائل الكريم على أنَّ سلس البوْل ليْس عذْرًا شرعيًّا يَمنعُك من أداء الصَّلاة، بإجْماع المسلمين، بل تصلِّي ولو كنتَ متلبِّسًا بالنَّجاسة - كما ذكرنا - إذا كنت عاجزًا عن مفارقتِها، كما تَجب عليْك التَّوبة إلى الله - تعالى - من ترْكِك لبعض الفرائض، وقضاء ما فات منْها،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 5
  • 50,621

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً