كيف أحصل على زوجة متدينة
السلام عليكم انا اخوكم لدي مشكلة في البحث عن زوجة صالحة اريد الزو اج وقد تقدمت للخطبة لعدة فتيات ولم اوفق لعدة اسباب فانا الان اتردد كثيرا في الاقدام على خطبة اية فتاة والامر الاخر ان الملتزمات بالدين واللباس الشرعي قلة فاعينوني جزاكم الله خيرا
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالشارع الحكيم قد حَسَم أمر اختيار الزوجة، فوصى النَّبي بالمرأة الدينة، فقال - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فيما رواه الشَّيخان عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه -: (تُنْكَحُ المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين - تربت يداك)، وقال: (المَرْأة تُنْكَح على دينِها، ومالِها، وجَمالها، فعليْك بذات الدين - ترِبت يداك)؛ رواه مسلم عن جابر.
فإن من مقاصِد النِّكاح: التعاوُنَ على الدِّين، وتَكْثيرَ أمَّة خاتم النَّبيِّين، ولذلك رغب النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أن يكون الاختيار على أساس الدين، لأن متاع الدنيا وإن كثر ظل زائل وحال حائل، وسحابة صيف لا يرجى دوامها والعيش الحياة وعارية مسترجعة وليس في كثرته فضيلة، وأن نعيم الآخرة لا يتناهي، فالزوجان شريكان في تأسيس الأسرة، وبناء البيت،
والظَّفر في اللغة: هو نِهاية المطْلوب وغاية البُغْية؛ قال الحافِظ ابنُ حجر في "فتح الباري"(9/ 135):
"والمعنى: أنَّ اللاَّئق بذي الدين والمروءة أن يكون الدِّين مطمح نظرِه في كلِّ شيْءٍ، لاسيَّما فيما تطول صحبتُه، فأمره النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بتحْصيل صاحبةِ الدِّين، الذي هو غاية البغية".
وقال الشَّوكاني في "النيل": "ولهذا قيل: إنَّ معنى حديث الباب الإخْبار منه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بِما يفعلُه النَّاس في العادة، فإنَّهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدِّين، فاظفر - أيُّها المسترشِد - بذات الدين".
أما كيفية البحث عن صاحبة الدين والخلق، فيكون عن طريق المعارف وأهل العلم والديانة، وفي ظني أنه ليس من الصعب تحصيل تلك الفتاة بالذهاب للمنازل المعروفة بالدين والصيانة، فالفتاة المتدينة لا تخفى على من حولهامن الأقارب والجيران، ولتكثر من الدعاء والافتقار إلى الله تعالى أن ييسر لك زوجة صالحة، فإذا رشحت لك فتاة فلتبدأ بالاستخارة، ولتتنازل قليلاً عن بعض الشروط التي لا تؤثر على الحياة الزوجية، كالحسب والمال وغيرها، فالكمال في كل شيء عزيز المنال،، والله أعلم.
- المصدر: