الصلاة خلف من يقلب بعض الحروف

منذ 2018-08-05

هل يجوز أن يصلي بنا مقيم من السودان وهو يقلب بعض الحروف كـ الذال زاي..... وهل يأثم من يستطيع أن يصلي بنا وهو أفصح منه في القراءه....

السؤال:

هل يجوز أن يصلي بنا مقيم من السودان وهو يقلب بعض الحروف كـ الذال زاي..... وهل يأثم من يستطيع أن يصلي بنا وهو أفصح منه في القراءه.... وشكرا

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فمن المقرر في الشريعة الإسلامية أنها بنيت على رفع الحرج والمشقة، فيغتفر لكل من عجز عن أداء بعض الحروف وإخراجها من مخرجها الصحيح كالألثغ، فصلاته صحيحة لنفسه ولكن لا يرتب إمامًا لغيره.

ولا شك أن قراءة بعض الحروف بالعامية يعتبر إبدالاً لها بحرف آخر، وقد نص الفقهاء على عدم صحة الاقتداء بمن يبدل حرفًا من الفاتحة أو يلحن فيها لحنًا يغير المعنى إلا في حق من هو مثله.

جاء في "مجموع الفتاوى" (23/ 350):

"وأما من لا يقيم قراءة الفاتحة فلا يصلي خلفه إلا من هو مثله، فلا يصلي خلف الألثغ الذي يبدل حرفًا بحرف إلا حرف الضاد إذا أخرجه من طرف الفم، كما هو عادة كثير من الناس، فهذا فيه وجهان: منهم من قال: لا يصلى خلفه ولا تصح صلاته في نفسه؛ لأنه أبدل حرفًا بحرف؛ لأن مخرج الضاد الشدق، ومخرج الظاء طرف الأسنان، فإذا قال (ولا الظالين) كان معناه ظل يفعل كذا.

 والوجه الثاني: تصح وهذا أقرب لأن الحرفين في السمع شيء واحد، وحس أحدهما من جنس حس الآخر لتشابه المخرجين، وهذا بخلاف الحرفين المختلفين صوتًا ومخرجًا وسمعًا، كإبدال الراء بالغين، فإن هذا لا يحصل به مقصود القراءة". اهـ.

وسئلت اللجنة الدائمة - 2 (6/ 281): هل تجوز إمامة الألثغ في الصلاة، وهو الذي يحول السين إلى ثاء، وخاصة عندما يقرأ: (النفس) يقرأها (النفث) ؟

فأجابت: "لا تجوز إمامة الألثغ الذي لا يقيم قراءة سورة الفاتحة إلا بمن هو مثله؛ لأنه يعجز عن أداء القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة، وهي ركن من أركان الصلاة، أما إذا كان يقيم قراءة الفاتحة على الوجه الصحيح فلا مانع من إمامته، والأحسن التماس غيره ممن يجيد القراءة"

وعليه، فلا يجوز إمامة هذا الإمام إلا لمن هو مثله ممن لا يحسن القراءة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 1
  • 49,049

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً