التخيل للصور الكرتونية
أنا اتخيل فى وقت فراغى صور كالصور الكرتونية فى راسى وادخلهم فى قصص ممتعه اسلى بها وقتى ..
أنا اتخيل فى وقت فراغى صور كالصور الكرتونية فى راسى وادخلهم فى قصص ممتعه اسلى بها وقتى ولا ارسمها ولكن اتخيلها فى عقلى فقط وفى قصص لا تحتوى عل محرمات غير ان ملابسهم تكون محتشمه بغير غطاء للشعر فهل هذا حرام او مضاهاة لخلق الله ؟
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فما يدور في عقلك من تخيلات هو ما يسمى بأحلام اليقظة، وهي في الحقيقة ضار جدًا بالمسترسل معها حيث تغرق صاحبها في الخدر ساعات أو أيامًا، وهو في الواقع لم يراوح مكانه، فسرعان ما يصاب بالإحباط، وضعف الهمة، لأنه يحقق رغباته ويشبع دوافعه التي يعجز عن تحقيقها في الواقع بالتخيلات والأحلام والمنى، ومن أعظم من حللها ووصف لها الدواء الناجع شيخ الإسلام ابن القيم فقال في كتابه "الجواب الكافي" (ص: 154)
"وأما الخطرات: فشأنها أصعب، فإنها مبدأ الخير والشر، ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم، فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه، ومن غلبته خطراته، فهواه ونفسه له أغلب، ومن استهان بالخطرات قادته قهرًا إلى الهلكات، ولا تزال الخطرات تتردد على القلب حتى تصير منى باطلة.
{كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: 39].
وأخس الناس همة وأوضعهم نفسًا، من رضي من الحقائق بالأماني الكاذبة، واستجلبها لنفسه وتجلى بها، وهي لعمر الله رؤوس أموال المفلسين، ومتاجر البطالين، وهي قوت النفس الفارغة، التي قد قنعت من الوصل بزورة الخيال، ومن الحقائق بكواذب الآمال، كما قال الشاعر:
أماني من سعدى رواء على الظمـــا سقتنا بها سعدى على ظمأ بردًا
منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمنا رغــــــدًا
وهي أضر شيء على الإنسان، ويتولد منها العجز والكسل، وتولد التفريط والحسرة والندم، والمتمني لما فاتته مباشرة الحقيقة بجسمه حول صورتها في قلبه، وعانقها وضمها إليه، فقنع بوصال صورة وهمية خيالية صورها فكره، وذلك لا يجدي عليه شيئًا، وإنما مثله مثل الجائع والظمآن، يصور في وهمه صورة الطعام والشراب، وهو لا يأكل ولا ويشرب.
والسكون إلى ذلك واستجلابه يدل على خسارة النفس ووضاعتها، وإنما شرف النفس وزكاؤها، وطهارتها وعلوها بأن ينفي عنها كل خطرة لا حقيقة لها، ولا يرضى أن يخطرها بباله، ويأنف لنفسه منها.
ثم الخطرات بعد أقسام تدور على أربعة أصول:
- خطرات يستجلب بها العبد منافع دنياه.
- وخطرات يستدفع بها مضار دنياه.
- وخطرات يستجلب بها مصالح آخرته.
- وخطرات يستدفع بها مضار آخرته.
فليحصر العبد خطراته وأفكاره وهمومه في هذه الأقسام الأربعة، فإذا انحصرت له فيها أمكن اجتماعه منها ولم يتركه لغيره، وإذا تزاحمت عليه الخطرات لتزاحم متعلقاتها، قدم الأهم فالأهم الذي يخشى فوته، وأخَّر الذي ليس بأهم ولا يخاف فوته". اهـ.
إذا تقرر هذا؛ فنصيحي لك أن تأخذي نفسك بالحزم ولا تسترسلي مع تلك الأحلام، ولتقطعيها كما ألمت بك،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: