أيهما أولي الأضحيه أم الذبح لشيء ما؟
كان والدي يريد أن يذبح لإتمام مشروع وقد قرب عيد الأضحى المبارك مع العلم أن المال الموجود يكفي لإتمام الذبح أو الاضحيه فايهما اولي الاضحيه أم يذبح بعد العيد بقصد إتمام هذا المشروع؟
كان والدي يريد أن يذبح لإتمام مشروع وقد قرب عيد الأضحى المبارك مع العلم أن المال الموجود يكفي لإتمام الذبح أو الاضحيه فايهما اولي الاضحيه أم يذبح بعد العيد بقصد إتمام هذا المشروع؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فلا شك أن الأضحية أفضل من الذبح لإتمام المشروع؛ لأن فيها إقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي سنة في مذهب جمهور العلماء وقال الحنفية بوجوبها.
قال الإمام البخاري: باب في أضحية النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أقرنين، ويذكر سمينين، وقال يحيى بن سعيد: سمعت أبا أمامة بن سهل، قال: "كنا نسمن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمنون"، ثم روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين، وأنا أضحي بكبشين"، وعن أنس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انكفأ إلى كبشين أقرنين أملحين، فذبحهما بيده».
وقد وردت أحاديث في فضل الأضحية بعضها صحّيح بمجموع الطرق، منها ما رواه أحمد وغيره عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من وجد سعة فلم يضح، فلا يقربن مصلانا».
فإنَّ ذبْحَ الأضحية أفضلُ من التصدُّقِ بثمنها؛ لأن المقصودَ منها هو التقرُّبُ إلى الله - تعالى - بإراقة الدِّماء، فلا يُجزئ التَّصدُّق بثمنها.
قال ابن القيم في "تحفة المودود بأحكام المولود":
"الذبح في موضعه أفضلُ من الصدقة بثمنه ولو زاد، كالهدايا والأضاحي، فإن نفس الذبح وإراقة الدم مقصودٌ، فإنه عبادة مقرونة بالصلاة؛ كما قال - تعالى -: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، وقال: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]، ففي كل ملَّةٍ صلاةٌ ونسيكة لا يقوم غيرُهما مقامَهما؛ ولهذا لو تصدَّق عن دم المتعة والقران بأضعاف أضعاف القيمة، لم يقم مقامه، وكذلك الأضحية". اهـ.
عليه، فالأضحية أفضل بلا تردد من الذبح بعد العيد من أجل إتمام المشروع،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: